16 مارس 2011

عن الوزيرة المقالة الدكتورة شريفة اليحيائي

              عادل الكلباني

       في حياتي لم اقم بزيارة أي وزارة من الوزارات  المنضودة على كثرتها في حي الوزارت بالخوير- عدا ربما وزارة الثقافة فيما اذكر حين طلبت هذه الوزارة نسخ من مجموعتي القصصية الحصن الاسود في عام الثقافة.

       كان صباحا حين دلفت الى وزارة التنمية الاجتماعية التي كانت تحت امرة الوزيرة المقالة شريفة اليحيائي ، ابلغني ذلك العسكري بأن معاليها في الطابق الثالث على ما اذكر ، حين وصلت الى مدير مكتبها او منسقها لا ادري مااذكره ان اسمه  سعيد الدائري كما قال لي تحديدا ، رحب بي بـتأفف كان منشغلا بشيء ما على حاسوبه ، وطلبت منه مقابلة معاليها كمواطن لي الحق ان اقابل أي وزير  حسبما يقولون كي اعرض عليها الرسالة المتقدم بها اليها  لمواطنة معاقة ترغب  في الحصول على اقل حق لها كي تعيش كريمة دون ذل او منة او اذى من احد  في هذا الوطن الذي اصبح للخاصة بينما الفقراء وحدهم المضيعون في لعبة السلطة والنفوذ ، مااذكره الآن ان سعيد الدائري  هذا ، ابلغني بأن معاليها غير موجودة  الآن ، ولمحت من كلامه دون نقاش ان سلم رسالتك التي جئت بها وادر ظهرك من المكتب فأنا مشغول ، قرأت ذلك في عينيه ، لم اجادله بالطبع  ان كان صادقا او يحاول  ان يتخلص مني كما هي عادتهم لاني لم اتشرف بمعرفته سابقا  والا كان للقاء حظ آخر  ، سلمته الرسالة ، وتذكرت قبل الا اريه وجهي منذ ذلك الوقت ، ان  يزودني برقم هاتف مكتبه ، كي اتصل به محاولا ان اقابل معاليها واشرح حالة تلك المواطنة المعاقة التي جئت خصيصا من عبري كي اضع تصور خاص بهذه الحاله  امام  معاليها مع اني شرحت لها الحالة في الرسالة  بالتفصيل الممل – اذا كانت اصلا قد قرأت الرسالة لاحقا من عدمه - ، عل قلبها يرق فهي اولا واخير انثى وهي اعلم بالنساء وصعوبة  وضع المرأة التي تتخرج من الدبلوم العام من عائلة لا تستطيع ان تواصل دراستها في بلد لا يقبل في جامعته الا الامتياز ، كي تعتمد على نفسها مستقبلا ، ناهيك انها معاقة ولها الحق اما بتوفير ضمان اجتماعي يحترم قيمتها في حياة كريمـــة وعزيز ة او البحث لها عن وظيفة تحقق بها استقلالها وكرامته

***

 بعد ايام قمت بالاتصال بمدير مكتبها او منسقها  فيمااذا كانت معاليها متواجدة بالوزارة ، كان يرد علي/  معاليها  مشغوله ، معاليها  في اجتماع ، معاليها في اجازة ، معاليها غير موجوده ، معاليها سافرت خارج البلد في مهمة عمل ، معاليها لم تصل بعد ، معاليها خرجت ، معاليها عندها مكالمة ضرورية ، معاليها 000معاليها0000

***

 بعد خمسة  شهور من تكرار الاتصال ابلغني سعيد الدائري هذا بأن معاليها احالة الرسالة المتقدم بها اليها  الى مدير عام بولاية البريمي للبت في هكذا حالة 0

***

ولأني احسست بالقهر حقا من هكذا تصرف غير مقبول وغير مسئول ، ويشي بعدم اللامبالاة او احترام المواطن  ومحاولة  التهرب من المسوؤلية  لاقناع المواطن والاعتراف بالحق الذي يطلبه ، وتقديم له  كل المساعدة والعون ضمن اطر واجراءات قانونية لا نطلب او نطالب بالقفز فوقها او محاولة التملص منها او ازاحتها لمطلب بسيط جدا يرعاه هذا الوطن الذي يتشدقون به  ويطالبون الآخرون الذين لا يجدون مبلغ زهيد كي يعيشونه منه هو في عرف الدول حق مصان لمواطنة فقيرة تريد ان تحس بان هذه الارض العظيمة تنتمي اليها كي تستر عزتها يطعمها من جوع ويؤمنها من خوف  ، تكون بمثابة اقناع له – مع انه لا قناعة ابدا في عدم صرف ضمان اجتماعي لمواطنة معاقة  تستحق ان تعيش تحت مظلة الوطن الذي تنهب ثروته في وضح النهار  ، بمبلغ زهيد بينما المال العام يهدر ويبذر دون رقيب او حساب ، اليس شر البلية مايضحك ، فلم يكن بوسعي ان الجأ الا الى القلم ، كي ادون هذا التصرف الحزين حد البكاء0

***

حين تكلم السلطان تقريبا  في مجلس الدولة قبل ثلاث سنوات واشار بوضوح الى ان في الدولة فساد اداري يجب الحد منه ومعاقبة من يتورط  فيه دون هوادة ، كتبت نصوص ( أفانين ) وارسلتها الى جريدة الزمن ، هذه الجريدة التي تدعي ايضا بأن باب الحرية مفتوح على مصراعية  وانها صوت آخر غير ماسبق ولكن وللاسف الشديد  اتضح لاحقا بأنه مجرد ادعاء لا اساس له من الصحة  فقد رفضت بعدها مقالاتي ونصوصي من النشر  ، ولكن والحق يقال ايضا نشرت لي قصص ونصوص شعرية لا تستطيع ابدا أن تنشرها جريدة الوطن – والوطن منها بريء وجريدة عمان –  ، لكن افانين هذه المرة تختلف في سياقها العام  اذ انها في احد نصوصها موجهة مباشرة للدكتورة الوزيرة السابقة شريفة اليحيائي ، اشرح فيها حالة مواطنة معاقة كما جاء ذكرها سلفا ، ولكن المحررة الثقافية بجريدة الزمن ، اتصلت بي على النقال وقالت لي بالحرف الواحد بأن معالي الوزيرة صديقتها وان الجو غير ملائم لنشر نص كهذا ووعدت بأن الوزيرة سوف تقوم شخصيا بمعالجة الامر بطريقتها الخاصة ، وحذف النص من النشر ، ولم تعالج الوزيرة السابقة الامر ولم تعره اية اهمية ، بل اهملته وقذفت به في المهملات او في زوايا التناسي لا اقول النسيان فلا احد ينسى ابدا واجباته التي هي فريضة  امام الله والشعب  ، لاجل صرف ضمان اجتماعي زهيد لمواطنة معاقة.

***

 ولكن انا يادكتورة  ككاتب لم انس هذا التصرف والاهمال والاستعلاء  الذي لا مبرر ولا عذر فيه ابدا ، فقد دونت ماحدث في كتابي( الصفاع )  الجديد الصادر عن دار نينوى في هذا العام 2011م  ، كموقف وذكريات من معالي الوزيرة السابقة  – وانا هنا لست في معرض الترويج للكتاب – فانا لا يعنيني قرأته ام لم تقرأه ، مايعنيني ان  يعلم معظم الناس ، كيف كانت تصرفات بعض الوزراء في حكومتنا الرشيدة 0

جاء في صفحة 13 ابجديات للحزن  - النص الذي تم حذفه سابقا  في جريدة الزمن اكراما للصداقة وهضما لحقوق الناس

( في وطن تكتظ فيه الخطب والشعارات  عن النهوض بالمرأة وحقوق النساء رفضت معاليها تقديم الضمان الاجتماعي لمواطنة معاقة – تقدمت برسالة إليها وبعد مايقارب من خمسة شهور– ردت على مضض ينظر في الحالة حسب الإجراءات المعتادة محالة هذه الرسالة إلى مدير عام بولاية البريمي آنذاك  وظلت مايقارب ثلاثة شهور حتى وصلت إلى ادارة الضمان الاجتماعي  بعبري  وقال الموظفون التابعون لها في هذه الدائرة : إن نسبة الاعاقة 50% ، وقال أحدهم لي شخصيا : لو تصرفت فقط بنسبة ولو 1% لكان الموضوع له شأن آخر ، يعني بالعربي الفصيح لو تصرفت من وراء الكواليس مع الأطباء بمستشفى عبري وطلبت منهم زيادة النسبة لتم صرف الضمان  ، الجدير بالذكر أن المعاقة تعيش مع اخيها حيث الاب لديه اكثر من عشرة أبناء وهو مواطن تم الاستغناء عن  خدماته من البلد الشقيق الإمارات العربية المتحدة ، فهل على المواطن أن يكون كسيحا بنسبة مليون في المائة  حتى يصرف له مثل هذا الضمان الاجتماعي والذي لايساوي بالعامية (جونية عيش)  في الوقت الراهن ؟ مجرد سؤال ليس إلا )

***

 هل تعلمين يادكتورة ماذا قالت هذه المعاقة حين رفضتي تقديم ضمان الاجتماعي لها رفعت يديها الى السماء وقالت ( الله لا ادام الكرسي التي تجلس عليه )

***

 في تشكيلة مجلس الوزراء الذي اعتمده السلطان، لم يذكر اسم الدكتورة لا من قريب او من بعيد ، علمت حقا بان الله استجاب لدعوة المظلوم فليس بينه وبينها حجاب.

***

 فهل يتعظ الآخرون ؟ ان غدا لناظره قريب.
 

ليست هناك تعليقات: