16 مايو 2011

قصيدة الاعتصام

سعيد بن عبد الله الدارودي

هاهو الشعبُ الأصيلُ
قامَ في كلِّ البلادِ
بعدَ أن سمِعَ النداءْ
قام شعبُ الفقراءْ
جاءَ حشداً فحشوداً في الخلاءْ
صارتِ الأرضُ فراشاً
وتغطوا بالسماءْ
كُلهم ضدّ فسادِ الوزراءْ
عازمونَ
في رباطٍ والتحامْ
مُجْمِعونَ
في اتفاقٍ وانسجامْ
حالمونَ
في ودادٍ ووئامْ
صامدونَ
في اعتصامٍ
واعتصامٍ
واعتصامٍ
واعتصامٍ
واعتصامٍ
واعتصامٍ
واعتصامْ
فالنظامْ
غَطَّ في النومِ طويلاً
ولذا ليسَ يُلامْ
هو يبغاكُمْ نيامْ
يا اعتصامْ
كيف أقلقت النظامْ
الذي صالَ وحامْ
طول هاتيك السنينْ
في عددِها الأربعينْ
ورآها شعبُنا الظامي الحزينْ
ألفَ عامْ
يا اعتصامْ
كيف أرعبت الحكومهْ
من خفافيشٍ وبومهْ
قد بكت خوفاً وضعفاً
خلفَ قائدِها الهُمامْ
تُبْغِضُ العِلمَ وتحتقرُ الكِتابهْ
تُطلق اللغزَ مِراراً وهي تنتظرُ الإجابه
هل حكومةُ وطن هذي الحكومةُ أم عصابه
والذين انخرطوا في سِلكها منذ سنينٍ
ثمَّ قد نِيطَ عليهمْ
المهماتُ الجِسامْ
هل هُمُ أعضاءُ فيها؟
أم همُ في واقعِ الأمرِ طَغامْ؟
بئسَ مسعى الظالمينَ
بِئسَ مَسعى زُمرة الأشرارِ تلك المُستغِلهْ
ركبوا فوق جُموعِ الأغلبيةِ وهمُ قِلّه
وتمادوا في خداع الناس دهراً
عِلَّةً واحدةً كانوا قديماً
صاروا بعد الأربعين ألفَ عِلَّه
آهْ مِنْ حُكمِ اللئامْ
آهْ مِنْ حُكمِ اللئامْ
يا اعتصامْ
كيف أفزعت الحكومة
باحتقانات شديدة
واحتجاجات كثيرة
قد تعالت مُعْلنَه
بربوعِ السَّلطنه
في تحدٍّ واضِحٍ
للهيمنه
كي تقولَ
ذهبَ عهدُ السُّكُوتِ
وأتى عهدُ الكلامْ
قالوا نحنُ عطّلنا المَصالحْ
وتجمَّعنا حُشوداً حتى نحْتل المطارحْ
ثمَّ أفسدنا على الدولة هذي كُلَّ ساعات الدوامْ
قالوا نحن قد طردنا بعضَ أصحاب الكُروشْ
مَنْ لهم كُّلُّ المزايا حول أصحابِ العُروشْ
مَرَّةً بالشُّرطةِ قد هددونا
ثم حيناً بالجيوشْ
قالوا نحنُ قد طردنا كُلَّ مُحتالٍ وكاذِبْ
لم نراعي أنه من علية القوم ومن أهلِ المناصِبْ
ضاعت الفرصةُ منكمْ والمكاسِبْ
فهُمُ قدموا إليكمْ للتحاورْ
وبُكُّلِّ ملبسٍ غالٍ وفاخِرْ
من عمائمِ ومحازمِ وخناجِرْ
كيف أبعدتم عن الساحة رَهْطَ أشرافٍ كرامْ
أمرُكمُ هذا عجيبٌ وخطيرْ
وتبعتوهم جميعاً
وطردتهمْ جمعَهمْ ذلك طَرْداً
بعضهم كانَ يدُبُّ
بعضهم يزحفُ زحْفاً
بعضهم يركضُ رَكْضاً
حتى أنْ كادَ يطيرْ
ثم قالوا الانسحابْ
وأضافوا حين خابوا فكرةً أخرى لديهم
وهَيَ مِسْكُ الختامْ
أنْ يتم الآن تعليقٌ لهذا الاعتصامْ
ثم أن كانَ الجوابُ
قاله جَمْعُ الأسودْ
وَسْطَ ميدانِ الصُّمود
لا لفكِّ الاعتصامْ
لا لفكِّ الاعتصامْ
وأتت سرعى إلينا الحَشراتْ
زاحفاتً ماشياتً طائراتْ
وُظِّفتْ لكن لتحمي السُّلُطات
حشراتٌ إنما مُتطورات
هي في كلِّ الجهات
مُخبرون ومُخبرات
يجمعون الكلمات
وخبيرونَ كثيراً بفنونِ الشائعات
دُرِّبوا حتى يُثيروا الشُّبهات
حاولوا فرقتنا
حتى نبقى في شَتات
حاولوا أن يرهبونا
حتى نرضى بالفُتات
حشراتٌ إنما متطوراتْ
تتأقلمُ في النهارِ
والليالي المُظلِمات
لمْ يُرى في الخَلْقِ قطُّ
مثلَها مُتأقلمات
وهُمُ مُتطورون خيرَ من كلِّ البَعوضْ
وهُمُ يتكاثرونَ
بانشطارٍ وتوالُد وبُيوض
كلُّ همهم الوحيدُ
أن يلبُّونِ الأوامرَ ويؤدون الفُروض
وإذا ما اندسُّوا فيكمْ
كان هذا بهدوءٍ وسلامْ
وخُططُهُمْ مُحْكماتْ
شُبِّهتْ بالمُعْجزات
إحدى هاتيك الخُططْ
هي قطعُ الكهرباءْ
حتى نُمسي دون صوتٍ وضياءْ
سرقوا منَّا المُولِدْ
أرأيتم مثلَ هذي خطةً؟
وذكاءً مثلما هذا الذكاءْ؟
وسعوا سعْيّاً حثيثاً
نحوَ إضعافِ النُّفوسْ
فرشاوٍ بالوظيفةِ ورشاوٍ بالفلوسْ
خابَ مسعاهمْ جميعاً
قد بقى المعتصمونَ
مثلما كانوا جُلوس
رافعينَ الصوت رفعاً
والرؤوسْ
ثم قالوا سوف نقتلعُ الخِيامْ
قصدوا من يمتلِكُها
حاوروهُ .. ساوموهُ
وأتوهُ من يمينِ
وأتوهُ من شمالٍ فأبى
فالفتى شَهمٌ هُذامْ
وأتانا بعدهم ناسٌ ضعافٌ قد تقووا بالجماعه 
ومصابون بفقدانِ المناعه
داؤهم داءٌ عضادْ
وأرادوهُ وباءً يتفشى في البلادْ
إيدزهُمْ هذا خبيثٌ قبليٌّ
جلبوه من عصورِ الجاهلية
ليثيروا النعرات القبلية
كي تموتَ الوطنية
إنَّه المَرَضُ البلاءُ
يفتكُ بالناسِ فتكاً
فتراهمْ في احتضارٍ
إن أصابهمُ الزُّكامْ
وأتى رتلُ الشيوخْ
الذين لم يذوقوا أيَّ طعْمٍ للشُموخْ
قد أتونا قائلينَ
هيَّا فضُّوا الجَمْعَ هذا
كيف أنتم اجتمعتم واعتصمتم ولماذا
إنما جئنا شيوخاً ناصحينَ
وجعلنا من مكانتنا مَلاذا
أيها الناسُ أخبروني
واجعلوا الأمرَ جَليّاً
أين هِيْ تلك المكانة؟
ومتى قد كانَ للشيخِ احترامْ
عند أركانِ النظامْ؟
وأتى من مجلس الشُّورى رجالُ
ثمَّ قالوا
قد أتينا للحوارِ
ثمّ أنْ كان الجِدالُ`
فسؤالٌ وجوابٌ
وجوابٌ وسؤالُ
هاهو الفِكْرُ قتالُ
واعتصاماتُ الحُشودِ المستعدّين مجالُ
وكأنَ اللُسُنَ فيها
من بلاغتها نِصالُ
والنُّهى مُتّقداتٌ
والنقاشاتُ اشتعالُ
خَرَجَ الأعضاءُ منها
بذيولِ الانهزامْ
ثم أخذوا ينشرونَ
الأكاذيبَ السخيفه
ملءَ أوراقِ الصحيفة
والبياناتَ التي قد أظهرتها الشابكه
قد توالت هالكه
والخفافيشَ التي قد باركتها
نشرتها بعد حينٍ والليالي حالكه
كُلُّ هذا كي يُفكَّ الاعتصامْ
وادَّعى الإعلامُ قد تبَّت يداهُ
وحكومته التي في جيدها المصقولِ حَبْلٌ من مَسَدْ:
"ها هم الناسُ تنادوا ثم أنهوا الاعتصامْ"
قد كذبت يا أبا لهبٍ وكذبت زوجتُكْ
فبحبلِ اللهِ نحنُ قد أتينا واعتصمنا
واتحدنا في توكلِنا على الله الأحد
كذبَ الزوجانِ ما انفضَّ أحدْ
ها هو الإعلامُ بالتدجيلِ أعلمْ
فتراهُ يصدعُ الرأسَ صراخاً وهو أبكمْ
ويحرَّكُ شفتيهِ دونما أنْ يتكلمْ
وإذا ما قد تكلمْ
ليس يُفهَمْ
هو طَلْسمْ
لم يكنْ يَرْحمُ أبداً في نهيقهِ
وسُكوتُهُ ليس أرحم
هو في الحالين طلسم
فتعالَ أيها الإعلامُ للميدانِ حتى تتعلمْ
قد علا في وسْطِ ميدانِ الصمودِ
مِنبرٌ لكنَّ ليس كالمنابرْ
قد تسامت فيه صيحاتُ الحناجر
وعلا التكبيرُ فيهِ في تحدٍّ للمخاطر
وغدا الحقُّ يُجاهر
مثل رعدٍ أو كسيلٍ صار يندفع اندفاعاً وهو هادِر
ها هو الشعبُ إذا ما قد أرادَ فهو قادرْ
ينفضُّ عنه القَتامْ
ويزيحُ
ما تراكمَ من رُكامْ
أيها السُّلطانُ أنصتْ
إن هذا الشعْبُ ضاقَ
كَرِهَ هذا النظامَ المُسْتبِدّا
نزلَ الساحاتَ غَضِباً يتحدّى
عشقَ الحريةَ المُلغاةَ عِشْقاً
وأحبَّ وطنَ العزَّةِ جدَّا
وهو يرفضُ أن يكونَ بعد هذا اليوم عَبْدا
وهو العازِمُ أن يكنسَ أركانَ الفسادِ
"شِبْر شبرْ .. بيت بيت .. دار دار .. زنقه زنقه ..فردَ فردا"
وكذلك عازمٌ أن يحرقَ الجرذانَ حرقاً
ويزيحَ
مِنْ على المنبرِ قِردا
فأمانيهِ التي قد كُتِبت
بالدمِ القاني الزكيِّ
عددَّ الطلباتَ فيها وأعدّا
فمتى سوف تُلبي
وتكونُ عند حُسنِ الظنِّ حقا مُسْتعِدّا
أيها "الباهي" ويا تلك البهية
يا حبيبينِ لدينا
أنتما غضبة حقٍ عارمه
يا "سعيدُ" طِبْتَ نفساً
ثُمَّ طابت "باسمه"
بك أنعم عازماً وبها من عازمه
لستُما في الدربِ من دون أحد
كلنا معكم على دربِ التحدي والأماني الحالمه
ضِدَّ حُراسِ الظَّلامْ
قسَماً للدمِ الغالي "لعبدِ اللهِ" قسماً "وخليفه"
مهما جئتم بالأساليب المخيفه
وزحفتم بالمعدّاتِ التي دَبَّت ثِقالاً
والمُعداتِ التي انطلقت خفيفه
وتعاونتم جميعاً
وتناديتمْ سريعاً
ولقاءاتٌ هناك
واجتماعاتٌ هناك
تدَّعي الشرف الرَّفيعَ
وهي ليست بالشريفه
لن نفكَّ الاعتصامْ
حتى إصلاح النظامْ.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ربي يحفظك و يتصر دينك إنت و كل الشرفاء الأحرار
بأمثالك نفتخر يا بن العم

ولابد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر

...............سلمت يمناك يابن دارود