27 أبريل 2011

المظاهرات في سلطنة عمان: مطالب للإصلاح بدون ثورة

الدخان يتصاعد من مركز للتسوق في صحار أثناء احتجاجات وقعت في 28 فبراير 2011
وصلت المظاهرات المطالبة بالإصلاح سلطنة عمان أيضاً، فالمتظاهرون في ذلك البلد الهادئ يطالبون بالمشاركة في الحياة السياسية وحرية التعبير لكنهم لا يريدون رحيل السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم البلاد منذ ما يزيد على أربعة عقود.
  
لم يمنع قانون حظر التجمعات في سلطنة عمان مئات الأشخاص من تكرار الخروج إلى الشوارع للاحتجاج منذ نهاية شهر شباط/ فبراير. ورداً على هذه الاحتجاجات قام السلطان قابوس بن سعيد بإعفاء بعض الوزراء من مناصبهم وتقديم وعود بوظائف جديدة، لكن هذا لم يكن كافياً بالنسبة للمتظاهرين؛ حسب ما ذكر سالم آل تويه الكاتب والناشط الحقوقي وصاحب مدونة على شبكة الإنترنت، ينتقد فيها الحكومة العمانية. وأضاف سالم آل تويه: "نحن نطالب بتغيير سياسي حقيقي ونطالب أيضاً ببرلمان منتخب بشكل صحيح، لأن البرلمان الحالي يجري التلاعب به من قبل الحكومة، وبالإضافة إلى ذلك، نريد إقالة جميع الوزراء الفاسدين وتقديمهم للمحاكمة".
 
 بدا لوقت طويل أنه من غير المحتمل أن تصل موجة الاحتجاجات إلى سلطنة عمان، ذلك البلد المهم وصاحب الموقع الاستراتيجي والذي ظل يتمتع بالهدوء حتى الآن، والذي يحقق تقدماً ملموساً في جميع نواحي الحياة. ويحظى قطاع عريض من مواطنيه بفرص التعليم وخدمات طبية جيدة علاوة على الطرق الحديثة في كل أنحاء البلاد والتي تحظى بتقدير من الكثيرين ولاسيما السياح الأجانب الذين يتوافدون على السلطنة.

نموذج مختلف عن تونس ومصر 
مظاهرة أمام سفارة البحرين في مسقط 

سلطات الحاكم في عمان سلطات مطلقة؛ إذ لا توجد سلطة قضائية مستقلة، ولا صحافة حرة، ويكاد لا يوجد ثمة فرص للمشاركة السياسية. لكن الجرأة دبت في نفوس المتظاهرين العمانيين بعد رؤيتهم في الآونة الأخيرة لنماذج عربية أخرى. وقال سالم آل تويه "طبعاً لقد تابعنا الثورة في مصر خصوصاً، لكننا لا نقلد المصريين أو التونسيين، فالأمر عندنا مختلف. ويمكن القول بأننا نستلهم الجرأة من ثورتي تونس ومصر من أجل التعامل مع مشاكلنا السياسية الخاصة." يعني هذا أن المتظاهرين في عمان يطالبون بمزيد من الحقوق والحريات، لكنهم في الوقت ذاته يريدون بقاء السلطان قابوس، وهم يعولون عليه آمالهم في التغيير، حسب ما قال آل تويه. ويحكم السلطان قابوس عمان حكماً مطلقاً منذ 41 عاماً بيد أنه محبوب، وينسب إليه كثيرون من أهل عمان الإنجازات التي حققتها البلاد في تلك الفترة الطويلة، لكنهم يرون أن بطانة الحكم القديمة التي تحيط بالسلطان قابوس بطانة متلاعبة وفاسدة.

إصلاحات طويلة الأجل

وتشكك الدكتورة كاتيا نيتهامر الأستاذة بجامعة هامبورغ والمتخصصة في الشؤون الخليجية فيما إذا كان المتظاهرون في عمان يريد فعلا بقاء السلطان قابوس في الحكم، لأن انتقاد السلطان قابوس على الملأ في عمان له عواقب وخيمة. وتضيف نيتهامر أن الأوضاع في سلطنة عمان تختلف عن الدول العربية الأخرى التي وقعت فيها احتجاجات، وتابعت تقول: "حجم الاستياء في عمان ليس كبيراً مقارنة بما هو موجود في مصر وتونس أو حتى في البحرين. فمستوى المعيشة في عمان أعلى بكثير إلى حد كبير بالنسبة لغالبية السكان، لذلك فالناس تفكر في جدوى النزول إلى الشوارع من عدمه.
سالم آل تويه سيواصل الاحتجاج من أجل المشاركة السياسية والحريات

وعلى الرغم من أن كاتيا نيتهامر خبيرة الشؤون الخليجية تستبعد إمكانية حدوث تغيرات سياسية كبيرة في سلطنة عمان في ظل النظام الحالي، إلا أنها ترى أن الاحتجاجات أوجدت حركة إيجابية في السلطنة، وتقول "أعتقد أن هناك تطوراً على المدى الطويل، سيجعل من الصعب العودة عن الإقرار للشعب بمزيد من الحقوق."  ولأجل هذه الحقوق يواصل سالم آل تويه الاحتجاج ويشجعه على ذلك اشتراك المزيد من مختلف العمانيين فيها وتشجعهم على التعبير عن آرائهم علانية، ولاسيما الأجيال الشابة. ويعتقد سالم أن هذه الاحتجاجات لن تخمد بسهولة. 

لينا إلتر/ صلاح شرارة 

مراجعة: عماد م. غانم

ليست هناك تعليقات: