24 يونيو 2011

تشويه النظام السوري وإعلامه لصورة الثوار الأحرار الشرفاء

عادل الكلباني

      لم أسمع في عمري –الذي يقترب الآن من الأربعين إلا قليلا- برئيس وعالم وفيسلوف وطبيب –كما يسوق لنفسه- يُجرِّم أكثر شعبه ويتهمه بالتطرف والإجرام، كما فعل بشار الأسد في خطابه الأخير الذي يعج بالبرانويا والشيزوفرينيا حد أن العدد الذي ذكره جاوز أربعة وستين ألفًا وكسور حسب قوله الذي سوف يسطره التاريخ له بمداد من ذهب...
      ولم يكتف بهذا الادعاء الفارغ من مصداقية أو حق، بل اتهم الثوار الأحرار الشرفاء بالجراثيم، وأنه يمثل هو وعائلته الأسدية سوريا كجسم من لحم ودم، وأن الثوار الأحرار الشرفاء الذين أقضوا مضجع هذه العائلة الكريمة سوف يخترقون هذا الجسم الذي يمثلونه إن لم تكن هناك ممانعة كفيلة بصد وقتل هذه الجراثيم وما تحمله من شرف وحرية وكرامة ضد هذا الجسم الذي بالقوة والفعل اخترقه الثوار الأحرار الشرفاء وأوغلوا فيه وأصابوه بالسهر والحمى. وقال إن هؤلاء المخربين –حسب وصفه- يعيشون في عالم آخر لا يمت بصلة إلى ما يعيشه الناس في حاضرهم. ولعمري ما قاله إلا وصف دقيق لما يعانيه هو وأسرته من تشويه وغبار وتعنكب في داخلهم، فهم حقا يعيشون خارج التاريخ باستبدادهم وإجرامهم وكراهيتهم للحق والعدالة والحرية والكرامة التي يريدها الشعب، وإن هذه العائلة المستبدة المحنطة سوف تنقرض قريباً كالديناصورات. هذا (الدونكيشوت) المعاصر الفارس المدجج بالإجرام بعقلية القروسطي في القرون الوسطى، يقاتل طواحين هواء في عقليته: المؤامرة، المندسون، المخربون، الإرهابيون، وهي أكاذيب زبانيته المختلقة فصدقها، لكن سوف تطحنه هو ونظامه في قابل الأيام.
***
     ولم يخاطب شعبه بنداء (أيها الشعب السوري العظيم)، لأن العظمة –كما يظن هذا الصغير في التجربة والحياة- ليست إلا له، بل خاطبه كما يخاطب الأستاذ تلميذه يقرعه بالعصا في زجر وتأديب، إنه الوصي على هذا الشعب، وعليه أن يتقبل الوصاية، لأنه شعب لم ينضج بعد كي ينهض على قدميه فما زال طفلاً يحبو وإن بشار الأسد الأب والروح القدس –مع العفو للإخوة المسيحيين- هو راعيه وحاميه ومخلصه من الذنوب والخطايا. لماذا لا يقوم بعض أبواق النظام بنقش هذا الكلام الذي يقطر شهدا وحرية وإصلاحاً حسب قولهم في أروقة جامعة دمشق كمعلقة ثامنة لهذا الزعيم الذي يريد أن يتعلم الآخرون منه قلبا وقالبا معاني الإصلاح والحرية والديموقراطية؟ أما أن يأخذ هو عن الآخرين فهذا لا يليق بزعيم مثله أعقمت النساء عن أن تنجب مثله.
      إن هذه الأنطمة المستبدة تواصت في تاريخها على العنجهية والعجرفة التي سوف تركلها الشعوب بالأقدام... كان غيرك أشطر أيها المعلم الأول –ونعتذر هنا للفيلسوف اليوناني أرسطو- لقد قالها ملعون ليبيا القذافي يوما، ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب كما يدعي في أدبياته، وها هم الثوار الشرفاء قلبوا سطوته وعنجهيته فوق رأسه برغم كل المآسي والجراح والقتل. أليس حراماً أن يأتي زعيم كهذا القذافي ليحكم بلداً 42 سنة، ويتلاعب بثروة بلاد ملكته زمام أمرها وأعطته من خيراتها هو وأولاده الشيء العظيم، يبذر تلك الثروة على أهوائه، ومعظم شعبه يعيش تحت خط الفقر، مدعيا بالممانعة والمقاومة ضد الغرب؟ وبعد هذا العمر من الحكم يأتي بكل صلافة الضواري لينتقم من شعبه بالقتل وسفك دمائه مباشرة أمام عيون العالم لمجرد أن شباباً طالبوا بالحرية والكرامة وبأن يعيشوا أحرارا كبقية الشعوب، (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟.
      في أي عالم يعيش هؤلاء...؟.
***
     وما أكثر أبواق هذا النظام السوري الفاشي كعلي جمالو –يا جماله!- حين يشرح على قناة الدنيا مساء يوم الجمعة الساعة الحادية عشرة والأربعين دقيقة بتاريخ 17/6/2011م بأن الثورة ممسرحة في سوريا، وأن الجيش وقف في مكانه الصحيح –لقتل شعبه- ليكون جبهة ممانعة ومقاومة ضد المؤامرة والتمرد اللتين بدأتا في درعا وتل كلخ وجسر الشغور، والدكتور طالب إبراهيم الذي يحاول بشتى أفانين الكذب والزيف والأراجيف أن ينمق صورة النظام لدرجة أن كل إنسان يحترم نفسه وعقله يحتقر هذا الرجل وأمثاله، لكن الشعب السوري العظيم قادر على أن يكنس مثل هذه الوجوه لتغدو بين عشية وضحاها مركونة خلف الجدر كالمهملات... كرئيس تحرير جريدة الأهرام السابق أسامة سرايا الذي تابعته في قنوات الإعلام المصري يسب الثورة والثوار ويستهزئ بهم، واتهم شباب التحرير في مصر بالعمالة، ولم يكن يخطر على باله أن سيده سوف يسقط في يوم من الأيام. ورئيس تحرير مجلة روز اليوسف كمال عبدالله اتبع شيطانه الخاص أيضا في التحقير والنظر إلى الثوار بسخرية وتجريم، بل وصل بقناة النيل الأخبارية في تلك الفترة أن قامت بإجراء مقابلات مع نساء ورجال كثر، تحدثوا عن أن حزب الله قام بتجنيدهم ضد النظام المصري وتلقوا منه مساعدات مالية وتم تدريبهم في الولايات المتحدة الأمريكية لإشاعة الفوضى والطائفية في مصر، وظلوا على هذا الموال الذي يستخف بعقول الناس في العالم، فمن شاهد عروضاً مسرحية كهذه التي كان يدبجها الإعلام المصري السابق قبل الثورة، سيعلم يقينا بأن هنالك أخطاء كبيرة ترتكب ضد شعب مصر وخللاً فادحاً جدّاً في هذا الإعلام الرجراج والمرتبك في الصورة والحدث، وهذا بالفعل ما تم اكتشافه لاحقا حين سقط (البابا).. فما كان من الشعب المصري إلا أن كنسه مع نظامه ووزير إعلامه وألقى بهم في أقرب سلة للمهملات، والإعلام السوري الأخرق يكرر نفس تفاصيل المشهد التي استغرقها النظام المصري السابق في التضليل والتشوية والتحريض.... وهذا ما سيفعله الثوار الأحرار الشرفاء لاحقاً في سوريا مع الدكتور طالب إبراهيم وعلى جمالو وغيرهما كثيرين – ذكرهم لا يشرف أحدا- الذين يشوهون مع سبق إصرار وترصد، وهذا ما يقال في مرافعة القانون أثناء تجريم المتهم بثبوت الأدلة والبراهين، لتشوية صورة الثوار الأحرار الشرفاء ووصفهم دائما في كل خبر أو مقابلة أو تقرير بالعملاء والخونة والمندسين والإرهابيين، والذين هم –الثوار الأحرار الشرفاء طبعا- لكل من يدرك الحقيقة على النقيض من هذا كله، وأنا أؤكد لك يا طالب إبراهيم أنت وشلتك أنكم سوف تعضون أصابعكم ندما ولو بعد حين، لأن هذا التشويه لصورة هؤلاء الثوار الأحرار الشرفاء هو تحريض عليهم لسفك دماء طاهرة ونقية أرادت الحرية والكرامة لك أنت وأمثالك أولا وإن هذه الحرية والكرامة أهم من (الحاجات التي تكلم عنها زعميكم في خطابه الأخير)، لأن الخبز ولقمة العيش المغموسة بالذل والهوان والاحتقار رفضها هذا الشعب منذ الخروج الأول للثوار الأحرار الشرفاء في درعا، صارخين في وجه القهر والقمع والطغيان (الموت ولا المذلة).
      ولسوف تعلمون ذلك ولكن بعد فوات الأوان، فماذا أنتم قائلون لهذا الشعب السوري العظيم حين يسقط الصنم؟.
***
     سياسة الحكومة الإيرانية أزيحت عنها كل تلك الصورة المثالية التي كنا نراها سابقا، كنا نحسبها متحلية بالفضيلة والحرية والكرامة والمثالية تجاه الشعوب، ولكن صمت دول الخليج وأصنامها التي سوف تسقط بإذن الله مهما طال الزمن، إذ الله لا يرضى بالظلم والقتل والقهر والفساد وإنه يمهل ولا يهمل، والحكومة الإيرانية ممثلة في علي خامنئي –مزق الله ظله- وأمينه العام حسن نصر الله صمتوا صمتاً مريباً مجللاً بالعار تاريخا، تجاه ما يفعله النظام السوري الفاشي ضد شعبه من تنكيل وتعذيب وقتل وتهجير.
***
يرجى الإشارة إلى المصدر عند النقل منه، وخصوصًا جريدة "وطن" الإلكترونية (www.watan.com) التي نقلت عن مدونة "مراحين" فنقلت عنها مواقع أخرى وأشارت إليها باعتبارها المصدر الرئيس!.

21 يونيو 2011

الأسر الخليجية المستبدة... إلى أين؟

                              عادل الكلباني                                    

        يبدو أن ما يحدث في العالم العربي، حسب معتقد هؤلاء الملوك والأمراء والسلاطين في دول الخليج، سيكون بمنأى عنهم، وهذا في اعتقادي نظر قاصر ستثبت الأيام القادمة مهما طالت خطأ نظرته الدونية التي ينظر بها هؤلاء إلى شعوبهم. إن هذا الاحتكار في السلطة والنفوذ والنظر إلى الشعوب على أنها تحصيل حاصل سيجسدان عمق الشرخ الذي أحدثته هذه الأنظمة في طبقات الشعوب، وعندما يتصدع الجبل الذي كان حسب معتقدهم صلب البنيان عتيق الأركان لا تهزه الريح وقائماً على نظرية معاوية بن أبي سفيان "فرِّق تسد" في التطبيل والتمجيد على أنها أسر تحكم البلاد والعباد منذ مئات السنين، أي بالفصيح ورثونا كما تورث المزارع الخاصة والقطيع، فإن الانهيار لاحقاً ستكون عواقبه سيئة الحال، وسيحدث هذا مهما طال الزمن إن لم يكن في عهدنا الذي أتوسل إلى الله في كل صلاة أن يحدث هذا التحرير لأموت قرير العين، لأن الحياة بطبيعتها توق إلى التجديد. الغروب والظلام والسواد مهما طال انهماره فإن الشروق لا بد قادم، وإن الشمس في يوم جديد لن يوقفها أبداً من سيكون على فراشه في احتضار طويل، وهذه الأسر ليس لديها أي نية في إصلاح سياسي يذكر أو علمي ينهض بالشعوب، ومهما قيل من فنون الكلام الإعلامي –عليه لعنة الله والناس أجمعين- الذي تتقنه هذه الأسر، فإنها ما تقدمت خطوة إلى الأمام أبداً إلا وعادت إلى ما كانت عليه من ضلال قديم.
***

       الغريب والمريب والمضحك في آن إذا جاز فعلا تحويل البلية إلى سخرية، أن لا تفكر هذه الأنظمة –وإن كانت والحق يقال أقل قمعية وقتلًا مما حدث في بلاد عربية أخرى. لا أدري إن كان ذلك سيحدث بدموية أكثر عنفا إذا حاولت الأجيال الجديدة التحرر من هذا المأزق التاريخي والفشل الحضاري الذي تقودنا إليه هذه الأسر الجاهلة والمدمنة على تمجيد باطل اجتازته الأمم الأخرى نحو التحضر والحرية والعدالة، وإعادة السلطة إلى الشعوب بانقلاب سلمي، إلا أنها متخمة بالفساد لدرجة أن كل إنسان فيه ذرة من ضمير يرى في وضح النهار إهدار المال العام دون حسيب أو رقيب في احتفالاتهم العسكرية أو توزيع ثروة الشعوب على الأسر صاحبة الحسب والأصل العريق والتاريخ المجيد الملطخ بالدماء لدى أكثر هذه الأسر.
        انعتوني بالغبي والجاحد، واقرأوا تاريخكم جيدا ولو مرة واحدة بإنصاف، أما الشعوب فهم العامة والسوقة وعبيد لهم، إذ لا يجب التفكير إلا في كيف تفرحهم هذه الشعوب بالتطبيل والتزمير والتمجيد، وإن لم تكن في هذه الزمرة فأنت تدعو إلى الفتنة والخروج على النظام العام، حسبما يتفوه به رجال الدين والإعلام الأكثر فجاجة منهم، والدين بريء من هؤلاء المنافقين والدجالين، فالأجدر بهؤلاء أن يصلحوا أنفسهم المهتكة بالنفاق والفساد، وإلا فليقل لي رجل رشيد ماذا فعل هؤلاء الذين ينعتون أنفسهم برجال الدين تجاه هذا الفساد والظلم والقهر الذي يرونه رأي العين من هذه الأسر الفاسدة والمستبدة؟ عدا أنهم يخرجون علينا  بوعظهم الجاف ناعقين علينا كالبوم، (اتقوا الله يا عباد الله وإياكم والفرقة فإنه حرام الشغب والإضرار بالناس). أما ما تفعله الأنظمة تجاه الشعوب من فساد واستبداد وظلم فهو حلال وإن لم يقله هذا المتفيقه في الله وهو مكفول براتب ومنزل وحياة (ريلكس)، لولا الشباب الأحرار الذين ثاروا على أوضاع لا ترضي الله ولا رسوله، وأجبروا بعض الأنظمة على أن تغير وجوه منظومتها السياسية الفاشلة، لأن هؤلاء السلاطين والملوك والأمراء لم يدر في خلدهم أنه في يوم من الأيام سيأتي من هذه الشعوب من يستطيع أن يقف ضد ما يفعلونه من عبث واستهتار، وعدم مبالاة أو حتى مجرد الاهتمام بأن ما يقوم به خطأ أمام الله سيحاسبه عليه لاحقاً بعد الموت، إذا كان الله له حساب عند هذه الأنظمة المستبدة.
***

         عندما تولى محمد محاضر رئاسة الوزارة في ماليزيا، قبل ربع قرن، كانت ماليزيا في حالة يرثى لها في كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، هذا الرجل بنظره الثاقب، لأنه يحب شعبه أن يتعلم ويخرجه من ظلمات الجهل إلى نور العلم والحرية، كان أول استراتيجيه طبقها هذا الرجل، هي التنمية في التعليم، نظر إلى شعبه فوجده يغط في سبات عميق من عدم بزوغ شمس العلم على أرضه مع أن ضياءها متاح للعالم وينتظر من ينهل من نوره، فبقرار سياسي منه استطاع أن يبعث سنويا ما يقارب عشرين ألف طالب في بعثات دراسية علمية في كل أنحاء العالم، ليتعلموا حضارة الآخرين في حداثتهم ويتعرفوا منجزاتهم العلمية في كل فنون الحياة، للفهم والاستيعاب، كي تكون تاليا بذرة للتقدم الاقتصادي الذي أراده هذا الرجل العظيم لشعبه، وأنه بمستطاع كل شعوب الأرض أن يكون لها أرض صلبة في التعليم إذا كان حاكمها يرغب في أن يكون له أمام الأمم شعب حر ومتعلم.
        نجح هذا الزعيم  العظيم في أن ينقل بلده ماليزيا نقله حضارية، ويطبق ما تعلمه الشعب من هذه المخرجات والكوادر العلمية  بعد عشرات السنين من الجهد المضني والشاق والظروف الاقتصادية والإثنية، ذلك أن ماليزيا مجتمع متعدد الأعراق استطاع أن يبني دولة حديثة في مجتمعه، كل العالم بما فيه الغرب شهد بحداثتها وتقنيتها، بدليل أن ماليزيا من قوتها الاقتصادية التي أرساها هذا الزعيم لم تحدث لها أية صدمة في منجزها الاقتصادي في  الأزمات التي هزت العالم في السنوات الأخيرة، لأنها –أي ماليزيا– كانت حلماً وطموحاً تفجرا بالمصداقية والحقيقة التي فكر بها هذا الرجل تجاه شعبه، وظل يثابر على الاشتغال بها  كهم وحيد حتى حقق منجزه الحضاري واقعاً في بلده، ثم سلم السلطة في يسر وسلم وسلاسة إلى الجيل الجديد بعد سنوات التعب والحلم الكبير.
***
        ماذا حققت هذه الأسر الخليجية من منجز حضاري وعلمي لشعوبها برغم الثروات العظيمة التي حباها الله هذه الشعوب، لتكون مثالًا تحتذي به الأمم القادمة في عصور التاريخ؟. مجرد سؤال والإجابة عنه ستكون مفجعة بحزن وألم...

15 يونيو 2011

لماذا أحرق الثوار الشرفاء صورة حسن نصر الله؟

عادل الكلباني

        على القنوات الفضائية هذه المشاهد المخجلة التي لن تجر مستقبلا على هذا الجيش السوري إلا العار والخيبة والدمار في التاريخ كله، سيرحل بشار إلاسد ونظامه الفاشي إلى غير رجعة سواء كأن ذلك بسقوطه الذي نترقب حدوثه بفارغ الصبر، أو بالموت الذي سيطال في النهاية كل حي، لكن ماذا سيتبقى لهذا الجيش الوطني إلا قليلا والذي كأن من المفروض أن يحمي الشعب والوطن، في حين إن صناديده يوجهون رصاصهم إلى صدور المتظاهرين الذين يطالبون أولا وأخيرا بالحرية لهم ولهذه الطغمة التي لا تعرف بديلا غير لغة السلاح، ماذا يمكن وصف هؤلاء الذين يقفزون فوق ظهور أهلهم وشعبهم، ما هذا الإجرام الغبي الشنيع الذي لا وصف له عدا أن هؤلاء الذين يقومون بأفعال كهذه إما مرضى وإما مجانين، ما نعلمه عن الضواري أنها حين تقتنص فريستها لا تمثل بها أو تستهزئ بها ولكن لحكمة من الله تقوم بالتهامها، حتى إذا شبعت لم تطارد أو تقتل فريسة أخرى إلا لغاية لسد رمق الجوع، ماذا يمكن أن نصف مثل هؤلاء، إسرائيل بإجراميتها الحافلة بالقتل لم تقم بفعل كهذا، ولم نسمع أن الجيش الإسرائيلي قتل شعبه أو مثل بأحد مواطنيه كما يفعل هذا الجيش السوري الهمجي بمواطنيه وأهله وشعبه كي يدافع عن دكتاتور صغير لم يعرف الإصلاح إليه طريقا، وأعطى الضوء الأخضر لأخيه هذا الماهر في قتل شعبه والتنكيل بهم أمام العالم، أليس الأجدر والأولى بهذا الماهر – المستأسد على شعبه – أن يوجه دباباته وأسلحته وطائراته إلى الجولان لتحرير أرضه التي قدمها أبوه حفظه الله ورعاه في قبره لقمة سائغة في صفقة مع إسرائيل في هزيمة حزيران عام 1967م، ولم تطلق رصاصة واحدة لتحريرها منذ ذلك الوقت – لماذا لا يقوم السيد حسن نصر الله بتحرير الجولان كما حرر جنوب لبنان، إلا إذا كانت خفايا السياسة لها وعليها؟
        من المخجل أيضا بعد كل هذه المجازر طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة لم يقدم استقالته أي سفير سوري في أي مكان في العالم، ما هذا؟... أمعقول أن تشترك هذه الأمة في قتل شعبها بهذه الصمت المريب والغريب الذي يصيب الناس بالصدمة والغثيان؟، أيعقل بعد هذه المذابح التي ترتكب ألا يكون فيهم رجل رشيد؟، أين المثقفون السوريون؟ أين الفنانون الأبطال الذين يمثلون شخصيات العظماء كخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وباب الحارة، أين هم مما يفعل بشعبهم الآن؟، إن هم إلا كشخصيات الكرتون، توم وجيري أبقى منهم على التاريخ البعيد.
***
     في قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي شاهدت كيف أحرق المتظاهرون صورة حسن نصر الله أمين عام حزب الله، الذي كان انتصاره على إسرائيل في جنوب لبنان عام 2000م وانتصاره الأخير عليها أيضا في حرب عام 2006م، ربما ظن هذا الرجل بأن هذه الانتصارات الجزئية وليست الكاملة بمعناها الشمولي، ربما أعطته حصانة الانتصار الذي يظنه ضد هذا الكيان، وأنه ربما في مخيلته ما من حرب سيخوضها إلا وسيكون المنتصر – هذا إذا انتصر طبعا في حرب لاحقة ضد إسرائيل.
      هذا الرجل الأمين والمجاهد ظل صامتا تجاه ما يفعله النظام السوري الفاشي ضد شعبه، ويغض النظر هو وحليفته إيران عن قتل الأطفال والنساء والأبرياء، إذ بلغ عدد من قتلهم هذا النظام من شعبه ألفاً وثلاثمائة شهيد، وأكثر من عشرة آلاف معتقل في سجون الاحتلال – المحتل الداخل أكثر قهراً مما سمعنا به من أي محتل آخر – ويخرج علينا سماحته بالتنديد والاحتجاج ضد ما فعلته حكومة البحرين – والتي لم تقدم إصلاحاً يذكر حتى الآن – وقتلها لخمسة أو أربعة من مواطنيها، هذا صحيح وواجب لكن على مقربة منه شعب يذبح وينكل به ويطلب بدون حياء أو خجل من الشعب السوري الهدوء لأن الإصلاحات - ساحات الموت - قادمة في الطريق، - إذا جاز أن نحور إصلاحات النظام الذي يتشدق بها منذ أكثر من عشر سنوات إلى ساحات موت -، في الحديث الشريف قال عليه السلام ( قل خيرا وإلا فاصمت ) وهذا الرجل لم يقل خيرا ولم يصمت. كم كنت أحب هذا الرجل لأنه يمثل مقاومة عظيمة ضد الكيان الصهيوني الغاصب لحق الشعب الفلسطيني، وكم كنت أدافع عنه أمام الناس – وهو لا ينتظر طبعا أن يدافع عنه أحد لأنه يظن نفسه فوق الجميع - بأن هذا المجاهد الكبير سيكون له شأن في تحرير القدس، وأنه لا تأخذه في الحق لومة لائم، وأنه رجل حقيقي، عرف الله في الباطن والظاهر دون النظر إلى مذهب أو ملة سار وصار على نهجه، ولكن (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً) فاتضح لي غير ما كنت أتصوره أنا الرجل العاطفي الشاعري الذي يبكيني أن أشاهد طفلاً معذباً ومنتهك الحقوق. إن أقسى البرابرة في سحيق التاريخ لم يفعل أحد بشعبه كما نرى هذه البشاعات المروعة التي لم نرها حتى في أضخم فيلم رعب عرفه العالم  وامرأة مقتولة تسبح في دمائها بأنه رجل سياسي والسياسة فن الممكن وتغيير الوجوه مطلوب في الثابت والمتغير، وأصبح في اليقين أنه يمثل أجندة إيرانية وما هو إلا خيط لعبة في يد على خامنئي قدس الله ظله كما ينعته هذا المجاهد الكبير في كل خطاب يلقيه.
 
***
     أحيانا أشاهد قناة الدنيا السورية ليس تقصيا للحقيقة، فهذا إعلام دأب الضحك على شعبه كأي إعلام عربي من المحيط إلى الخليج دون استثناء، فهو عهر إعلامي حسب توصيف الروائية غادة السمان، في أحد برامجه تحديدا بتاريخ 12/6/2011م الساعة السابعة والنصف يحلل هذا التلفار المخضرم في الإعلام والذي من المفروض على العالم جميعا أن يتلقى منه آخر الأخبار والمعلومات عن سوريا حيث باقي القنوات الفضائية مغرضة وخائنة ومندسة وتافهه وتعمل على مؤامرة عالميه لقلب نظام الزعيم العظيم بشار الأسد الذي لا يشق له غبار على ما يقوم به البعض من قذف مياه فوق رؤوس المتظاهرين وعرض كثيرا من اللقطات التي يقوم فيها بعض الشباب برش الماء ربما لتخفيف الحرارة عن الناس، وتم كشف عينة من هذا الماء حسب تعبيرهم ووجد بأنه فيه كثيرا من المواد الكيماوية التي لا تجعل الدماغ يعمل بشكل صحيح، وأن المتظاهر حين يتلقى ولو جزءاً يسيراً من هذا الماء تصيبه هستيريا فتجعله يتصرف بشكل غير طبيعي أو متزن، مما يؤدي به إلى الحرق والتخريب والإضراربنفسه وبالآخرين ويجب في تلك الحالة محاولة ردعه – قتله .... بالله عليكم هل هذا الإعلام يستحق أن يحترم؟
يذكرني هذا السخف والانحطاط في التصور والسلوك لدى هذا الإعلام بما خرج به مجنون ليبيا حين قال في خطابه إن معظم الشباب تناولوا حبوب الهلوسة وعليهم أن يعودوا إلى بيوتهم لتلقي العلاج.. وفي مشهد لقناة الجزيرة أب ليبي يعرض ابنه الصغير وهو يبكي ويقول إن هذا الطفل هو الإرهابي الكبير لتنظيم القاعدة وإلا لما قام هذا المجنون بقتلنا بالقذائف والصواريخ؟. أعتقد أيضا بأن الطفل يحيى الخطيب الطفل الذي لم يكمل سن الرشد الذي قتله ومثل بجثته الجيش السوري العظيم، هو الذي حاك المؤامرة وجند المندسين والعصابات المسلحة حسب توصيف الإعلام السوري الكاذب للمتظاهرين الشرفاء للإطاحة بهذا البشار المستأسد على شعبه.

أنهار الثورة الحمراء

سعود الزدجالي

        (إغواء المعرفة كان سيقل؛ لو لم يكن علينا التغلب على الكثير من الحياء في الطريق إليها)  نيتشه

يا أيها العربي نهرك ماثل في الكف يسقي كل منطقة لها في الجدب أغنية قديمة؛

سأرتل الآيات كيما تستثير يدَ الجهاد

كالرسول وكالمدينة...

          وعلى مداك نهايةٌ تبدو على الأوتار سهما نافذا في الخاصرة؛

خاصرة الممالك والسراب

وهناك حيث الليل عسَّ يريد قافية قديمة

وعلى الشفاه متونُ فقه كنتَ تحفظها قديما؛

          وكنت تفتي لاغتيال الفجر؛

                   والليل مختبئٌ هنالك حيث قافيتي حزينة

والشعب يكتبُ أغنيات المجد من قعر الخرافة، وينسج لعنة للمارقين

وعند مفترق النعاس يمر جيش كالجياع.. لاغتيال الحب والأحرار

وفي العيون دمُ الشهيد يثور فجَّر كلَّ حزن عند فوهة البنادق

والخطو يثقله السراب..

ربٌ يجود بسوطه فوق الرقاب؛

          وعلى الحطام مزارعون لكل مثمرة تساقط قيدَها فوق القلوب

                             ويريد يطفئُ كلَّ نجم في السماء

فله السماء

ليتيه كلُّ المارقين

الواهبون القبرَ والإعدامَ والقيدَ القديم

المرعبون يراعتي والسالبون دمَ الشهيد

          وتمرُّ ثَّم جنازةٌ فيسودُ صمتُ قصيدتي كما صمت الشهيد

13 يونيو 2011

حملة أطلقوا سراح هيثم حبيب العُماني المعتقل بمملكة البحرين ولجنة حقوق الإنسان العُمانية عمك أصمخ

by Gulf Discussion Fuorm on Monday, June 13, 2011 at 4:51pm
خاص:GDF

      دشنت مجموعة من الشباب البحريني على موقع الفيس بوك حملة "كلنا هيثم حبيب" فمن هو هيثم حبيب؟ وما علاقته بالتعذيب في البحرين؟ ولماذا اعتقل؟ 
    هيثم حبيب شاب عُماني عُمره 19 سنة من أب عُماني وأم بحرينية، يقيم في قرية بني جمرة بمملكة البحرين، حيث يعمل والده هنا بإحدى الشركات الخاصة. اعتقل على إثر الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام البحريني، وقدم اليوم للمحاكمة. هناك أنباء تشير إلى تعرض الشاب هيثم للتعذيب في أحد السجون البحرينية. أين الخارجية العُمانية من كل هذا؟ وما موقف لجنة حقوق الإنسان العُمانية من هذا؟.
لدينا طلب واحد: الإفراج عن هيثم.
ساندونا عبر الصفحة على الفيسبوك.

10 يونيو 2011

ثلاثة وعشرون مواطناً عُمانيّاً يتقدمون بشكوى ضد قائد الجيش العُماني والمفتش العام للشرطة والجمارك لانتهاكهما المواثيق الدولية

by Gulf Discussion Fuorm on Friday, June 10, 2011 at 12:01am
Your note has been created.
خاص:GDF

      ذكر مصدر مطلع لمنتدي حوار الخليج في سلطنة عُمان أن مجموعة مواطنين قد تقدموا بدعوى عمومية ورد على جرائم المؤسسة العسكرية وانتهاكها لحقوق المواطنين، التي لا يقرها "نظام الدولة الأساسي" والعهود والمواثيق الدولية بتاريخ (8/6/2011)م بواسطة وكيل الادعاء العام ضد كل من قائد الجيش السلطاني العماني، والمفتش العام للشرطة والجمارك على أثر تعاملهم مع المتظاهرين في عدد من المحافظات في السلطنة خصوصا في صحار التي شهدت اشتباكات دامية سقط على أثرها العديد من شهداء الحرية والديمقراطية ومحافظة ظفار التي لها تاريخ طويل بالمطالبة بالحرية والديمقراطية. هذا وقد صرح مصدر مطلع على هذا التحرك الحضاري باستخدام هذه الأدوات الحضارية بأن المجتمع المتحضر هو ذلك المجتمع الذي يتسع صدره لاختلافات أفراده، لينتج من ذلك الاختلاف إثراء وتنوع ونضج يخدم الدولة. وأبناء عمان اتسعت مداركهم، وتنوعت معارفهم، وارتقت تطلعاتهم، فلن يكونوا جميعا في قالب واحد كما في العهد السابق، هذا ومن الأسماء الموقعة على هذه الشكوى والتي حصل منتدى حوار الخليج على بعضها كل من مبارك راشد العريمي ومنير محمد المسكري وهيثم عيسى البلوشي وعماد محمد الفارسي وراشد محمد الغيلاني.
      والجدير بالذكر أن الدعوى التي قدمت وقع عليها أكثر من عشرين مواطناً عُمانيّاً.

02 يونيو 2011

السلطات العدلية في الإمارات تمدد حجز سجين الرأي أحمد منصور عشرة أيام أخرى بعد أن أعلنت إحالة ملفه للقضاء في الأول من يونيو

خاص:GDF

      علم منتدى حوار الخليج من مصادر مطلعة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن السلطات العدلية التي تحقق مع معتقل الرأي و الناشط الحقوقي أحمد منصور قد تم تمديد حبسه و عدم إحالة ملفه للقضاء كما هو مقرر في وقت سابق عشرة أيام أخرى على ذمة التحقيق الجاري منذ أكثر من شهرين تقريبا، حيث كان من المقرر أن يحال ملف التحقيق للقضاء للفصل به وفقا للتهم التي ستوجه له، هذا و قد أفاد مصدر مطلع على ملف الدعوى في وقت سابق لمنتدى حوار الخليج بأن التأخير في البت بإحالة ملف الدعوى إلى القضاء أمر مريح و يشير إلى أن كل المدة التي قضاها المعتقل و سجين الرآي أحمد منصور بالمعتقل وكل هذا التحقيق المطول الذي أُجري معه يشير إلى عجز السلطات العدلية عن إيجاد تهمة محكمة يمكن أن يحال بموجبها أحمد إلى القضاء، و يعتقد بأن عدم الإحالة طوال هذه الفترة يؤكد أن هناك عجزا واضحاً من الأجهزة الرسمية الأمنية التي تحقق معه، لذا تلجأ إلى هذا الأسلوب من الاحتجاز كنوع من الإهانة أولا وثانيا لكي يكون عبرة لمن يتجرأ من المواطنين للمطالبة بالحرية و الديمقراطية وانتخابات حرة نزيهة هذه المفاهيم و القيم التي ترعب الأنظمة التسلطية.