17 مارس 2008

موطني.. موطني!

إنه لمن المؤلم جدا أن يبلغ المرء الثانية والعشرين من عمره ليدرك أنه بلا حب، بلا أمان، بلا هوية، وباختصار بلا وطن. كثيرة هي أناشيد وقصائد الاحتفاء بالوطن التي لطالما حفظناها ورددناها ونحن في صفوفنا الابتدائية، ولم نكن نعيها آنذاك، والآن بعد أن استوعبناها وأدركنا مغازيها نهمس في ذواتنا: كم كنا حمقى!!

وكر الدَّسائس والتمييز العنصري: حقوق الإنسان المهدرة

وكر الدَّسائس والتمييز العنصري: حقوق الإنسان المهدرة

أي وطن هذا الذي نغنى له وأية وطنية تلك التي نفتخر بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أي وطن هذا الذي يدمر فيك كل معاني الحياة والأمل والأمان؟؟؟؟
أي وطن هذا الذي يدوس على كرامتك بكل ما أوتي من قوة وجبروت ويهدر أبسط حقوقك؟؟؟
أن تعاني من مشكلة في قرنية عينك اليسرى ويتوجب عليك إجراء عملية زرع قرنية في أسرع وقت ممكن، فتسارع إلى تجديد جواز سفرك لتفاجأ بأن وزارة داخلية بلدك الموقرة قد قررت– وانتهى الأمر كليا بالنسبة إليها- تغير اسم عائلتك من آل خليفين إلى أولاد خليفين أو الحارثي، بدون سابق إنذار أو أية أسباب منطقية واضحة تدحض به قرارها المجحف.
الآن أنت بين قرارين لا ثالث لهما: إما أن تدوس على كرامتك كما فعلت وزارة الداخلية الموقرة، تخضع لإجحافها مرغما، والنتيجة أن تكسب صحتك، وإما أن ترفض هذا الظلم والاستبداد رفضا قاطعا، والنتيجة أن تخسر صحتك، وكلا الخيارين أصعب وأمر من الآخر.
والسؤال هنا: من هي وزارة الداخلية حتى تدعني أتأرجح بين خيارين أحلاهما مرّ؟؟؟
لماذا كل هذا الظلم والقمع والإهدار لحقوق الغير؟؟؟؟
كمواطنة في بلد ينادي بحرية المواطن وبحقوقه: أليس من حقي أن أملك اسما لي وليس لغيري، وأن أدافع عنه، ووطنا يحتضنني ويمنع كل من يحاول إيذائي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من المسؤول:
عندما يصل ضغط دمي– بسبب عيني- إلى 140/110 وأنا لا أزال في الثانية والعشرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأن أحرم من أخذ دروس في السياقة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعندما أتأخر في دراستي الجامعية لأنهيها في ست سنوات ونصف بدلا من خمس سنوات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأن لا أمارس هواياتي المفضلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيها القوم المتخلفون: ألم تحسب وزارتكم الموقرة حسابا لسنوات عمري الضائعة، ولصحتي التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، ولروحي التي أعياها الألم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سحقا لأوطان لا تعرف سوى "لا"، ولا تعي سوى "كلا"، ولا تدرك سوى"موت".


(تم حذف اسم الكاتبة من قبل صاحب المدوَّنة خوفًا من "البطولات" الاستعراضية العتيدة التي قد تطالها بأيِّ شكل من الأشكال)

 

ليست هناك تعليقات: