14 مارس 2008

الرؤيا

الفنان البلجيكي العراقي م. ج. حمَّادي

الفنان البلجيكي العراقي م. ج. حمَّادي

 

الرؤيا

عقب ليلةٍ متعِبةٍ

عشتُ الرؤيا..

وبشكل بسيط..

رحلة في الخدر والإمتاع اللذيذ.. والحب أعذب ما يكون: تحلم به أو تعيشه.. لحظات شعر وموسيقى كلها، ولمس رقيق.

دخلت الغرفة المضاءة بشبابيك واسعة، وكانت وردة الجلنار، حبي، منحنية على الطاولة، يحيطها بعض المشتركين في مشاريعها، لباسها قطني مورّد رقيق، ينساب مع تفاصيل الجسد، وأنا أعشق تفاصيلها الممتلئة.. أحب الجسم الذي يمتلك تعابيره في التثني، في رغد التكور، والإطاحة بكل مشاعر الجنس التي يخزنها قلبي من قراءة الشعر العربي القديم. لا أستطيع قول التفاصيل الشعرية الآن، لا أستطيع التنفس، عقلي تمسه غيبوبة الألوان والأزهار المتثنية على تكورات جسدها. أحب اللدونة، أحب الامتلاء، وهذا كل ما في الأمر. والآن أرى جسد الحبيبة، مفتوحاً يمسده الضياء. رأيت كتفيها في انحناءة مترفة؛ عاريتين سوى من علاقة الثوب وحاملة النهدين اللدنين كخد طفل.

ثم هبوط الثوب الفضفاض فوق الظهر، وإلى فوق تلتين ناعمتين، فردتي عجيزتها، وما بينهما يهبط منخذلاً إلى أخدود صغير. القماش بوروده الصغيرة شلال صغير من الرغبات، تحمله كل هذه الورود، يحمله قلبي، والنار التي تتسرب إلى عروق دمي، فيسارعُ .. أتقدم.. يتسارع ، ولم أمتلك إلا أن أنحني، واضعاً ذراعي برفق حول بطنها.. دافعاً جسدي من الأسفل للالتصاق بين التلتين المنحدرتين برهافة، فتتسرب إليَّ من عجزها بعض البرودة الناعمة، من ملامسة هواء الصباح.. ثم وصلني الدفء، وإحساس اللدانة، والترف الحريري يتابع الصعود الناري في جسدي.. الذي يتحارق بتسارع عجيب.. بحيث لا أستطيع أن أحمل رأسي؛ فأرخيته على الأكتاف، يساراً ويميناً، أردت أن أنام.

أريد أن أنام... آه

في هذا الفردوس الأرضي

عشقي... نبضات روحي،

خفة الأرض الراقدة تحتي.

أحسَّت هي بالمقابل بطاقتي، حرارة جسدي. توقد العشق في داخلها فأمالت رأسها: وجه إغريقي. في حركة جانبية دقيقة استوعبت أدق تفاصيلها، وكأنها الأنفاس التي تشتبك مع الهواء الذي أتنفس.. آه هذا هو العشق، تدخل الحبيبة جسدك.. تمتلك خلاياك... وتقول: اذهب... أنت ملكي.. في تلك الالتفاتة أحسستُ بتسارع حركة الدم في داخلها.. نظرتني بعيون خدرة، وكأنها تقول:

أنــا ملكـــك..

جسدي ملكك.. حبيب العمر..

آهٍ أطلقني حرة.. الآن..

أغمضتُ عينيَّ، وأَحست هي أيضاً... أنا ملكها.. جسدي حديقة تزرع فيها.. تجسدات رغباتها.. تدفعني في عطرها.. أنعس... فيتحرك الكون الغريب الحيوي داخلي.. وأود أن أبحر هناك، إلى مكمن اللذة، إلى مكمن الولادة.. فأولد من جديد.. نقياً.. موهوباً.. أكرس كل موهبتي لأخلق عالماً على صغره سعيد

ليست هناك تعليقات: