24 مارس 2008

بعد عام على رحيلها.. كتابٌ يؤبن ليلى فخرو ويرصد محطَّات نضالها

"لا تغفروا لكلِّ من أخطأ في حقِّ الوطن"
ليلى، هدى، بنت سالم، ماما هدى.. أسماء عديدة لامرأة استثنائية واحدة
أوَّل من أسَّس التعليم الحديث في عُمان

غلاف الكتاب الصادر قبل أيام
غلاف الكتاب الصادر قبل أيام


 

بمناسبة مرور سنة على وفاة المناضلة البحرينية ليلى فخرو صدر في العاصمة البحرينية المنامة خلال الأيام القليلة الماضية كتاب "ليلى ملحمة العطاء الإنساني". جاء الكتاب في 287 صفحة من القطع المتوسط احتوت خمسة فصول وألبوم صور يوضح مراحل من حياة الراحلة مفعمة بالعمل الوطني والإنساني الاستثنائي.

احتوى الفصل الأول على الكلمات التي ألقيت في الاحتفالات التي دعت إليها "وعد" (جمعيَّة العمل الوطني الدِّيمقراطي) وجمعية سيدات الأعمال البحرينية، وخلال ذكرى مرور أربعين يومًا على الوفاة، وبمناسبة تدشين قاعة ليلى فخرو في جمعية أوال النسائية. وجُمعت في الفصل الثاني المقالات التي عبَّر فيها أفراد أسرة ليلى ورفاقها في النضال وأصدقاؤها عن المشاعر التي جاشت بهم عندما فُجعوا بخبر وفاة ليلى. وجاء الفصل الثالث تحت عنوان: ليلى كما رسمتها مجموعة من المبدعين ممَّن ربطتهم بها علاقات خاصة. أمَّا الفصل الرابع فحوى التغطية الإعلامية لحدث وفاة ليلى وما رافقه من فعاليات عرفتها البحرين، بينما ضم الفصل الخامس أحاسيس منيرة تُجاه والدتها ليلى مرتبطة بأزمنة وأماكن معينة، وقد كتبت هذه الأحاسيس باللغة الإنجليزية تحت عنوان "Memories Of a M0ther".

بلغ عدد من كتبوا عن الراحلة ورثوها وأبَّنوها وجُمعت كتاباتُهم في هذا الكتاب 66 كاتبًا من الوطن العربي والخليج والبحرين وعُمان.

وكأنَّ الرَّاحلة الكبيرة ساهمت في كتابة كتابِ ذكراها بعد موتِها الفاجع لأهلها ومحبِّيها، من خلال "كلمة شكر وتقدير" تصدَّرت الكتاب، ثم من خلال نصِّ توديعيٍّ تستذكر فيه أفراد عائلتِها ورفاقَ دربها الذين خاضوا معها النِّضال خلال مسيرة حياتها الحافلة بعطاءٍ استثنائيّ.

 

كلمة شكر وتقدير

لا أملك إلا أن أشكرَ جميعَ مَنْ حرص على أنْ يرى هذا الكتابُ النُّور، بدءًا من أفراد أُسرتي الذين تجاوبوا مع كافَّة المبادرات التي دعتْ للاحتفاء برحيلي، مرورًا بالأخوة والأخوات الذين وقفوا وراء تلك المبادرات، دون أنسى تلك الأقلام الصَّادقة التي تحدَّثت عن سيرتي فأبرزتْ محاسنَها، سواء كان ذلك في المناسبات التي أُقيمتْ أو في الصُّحف والمجلات، وأصلُ بالشُّكر إلى مَنْ جمع كلَّ ذلك بعناية فائقةٍ فحوَّلها إلى كتابٍ يحفظ التَّاريخ ويُحفظ من أجل التَّأريخ.

إلى هؤلاء جميعًا، دون القدرة على سرد أسمائهم جميعًا، أقف وقفة شكر وحُبٍّ وتقدير.

ليلى

 

عام على رحيلها

عام على رحيلها

 


قدَّم للكتاب شقيق الراحلة د. حسن عبدالله فخرو، وممَّا جاء في كلمته: "في ذكراها الطيبة هذه، وفي جمع الكثيرين ممن عرفوها وأحبوها، نرجو أن نتمكن من خلال مؤسسة هادفة "مؤسسة ليلى عبدالله فخرو لتنمية المجتمع" أن نقوم ولو بالقليل مما ضمرت للناس، أرادت للمحتاجين، للمجتمع، للطفل والمرأة إيفاءً ولو قليلاً لآمالها الكثيرة، آمالها النبيلة، وعسى أن تكون هذه لبنة إضافية في حياة طيبة الذكرى وحافلة بالعمل وإن كانت قصيرة".

وتحت عنوان الكتاب "ليلى ملحمة العطاء الإنساني" كتب زوج الراحلة السيد عبيدلي العبيدلي مدخلاً ألقى فيه الضوء عن قرب على بعض خصالها: "عفوية إنسانية مترامية الأطراف كانت تحكم سلوك ليلى اليومي، شخصيًّا كان أم مهنيًّا، ولربما ازدادت تلك الإنسانية حضورًا عندما يكون الأمر سياسيًّا، بل لعل العمل الإنساني المحض كان العامل الرئيسي وراء انهماك وعشق ليلى للعمل السياسي المضني...."، "حملت ليلى راية الإنسانية في كل موقع نضالي ولجته إبَّان العمل الطلابي، وكان ذلك في المراحل المبكرة من حياتها النضالية التي مدتها بالقدرة على إضافة مسحة الإبداع التي كان يحتاجها العمل النسائي في تلك الفترة، ثم في مدارس الأطفال في ظفار التي حولتها إنسانيتها أيضًا إلى حاضنات تربوية... حتى المحافل الدولية السياسية...."، "... وإن أنس لا أنسى هناك ليلى الزوجة التي حملت همومي قبل مصاعبها، وأولوياتي قبل متطلباتها، وأحلامي قبل مشاريعها، وأنانيتي على حساب عفويتها. سلامٌ عليك يا ليلى... ووداع مؤقت في انتظار لقاء قريب آمل أن لا يطول
أجله...".


مراحل في حياة ليلى عبدالله فخرو

من مواليد المحرّق عام 1945.

• والدة منيرة وعائشة، وزوجة عبيدلي العبيدلي.

• تحمل ماجستير في الإحصاء من الجامعة الأمريكية في بيروت، وليسانس في الإحصاء من جامعة المستنصرية في بغداد.

• نجحت في نسخ وتوثيق علاقات بناءة متميزة بين وضعها العائلي الاجتماعي الميسور وقيمها المبدئية التي تنتمي إلى الفئة الاجتماعية الفقيرة التي حرصت على الدفاع عن مصالحها.

• حققت بنجاح وشفافية عالية الجمع بين الريادة وتقدم الصفوف والتضحية في العطاء ونكران الذات والإصرار على البقاء في المقاعد الخلفية عند الأخذ.

• رائدة من رواد العمل الاجتماعي والسياسي والأعمال في البحرين.

• انخرطت في العمل السياسي في عام 1964م، وكانت من أوائل الكوادر النسائية البحرية اللواتي تبوأن مواقع قيادية فيه، وأثبتت من خلال ذلك قدرة فائقة على التخطيط، ناهيك عن قدرات متميزة في العمل الإداري والتنظيمي.

• خلال فترة دراستها في بيروت في الستينات مارست دورًا رياديًّا في مسيرة الحركة الطلابية البحرينية من خلال عضويتها في رابطة طلبة البحرين هناك، وكانت رئيسة لجنتها الثقافية في الفترة من 1967م إلى 1968م، قبل التحاقها بالثورة المسلحة في ظفار.

• كانت ركنًا رئيسيًّا في التأسيس لجمعية أوال النسائية في عام 1968م التي وضعت معايير جديدة متقدمة ومميزة للعمل النسائي في البحرين.

• أسَّست بنظرة ريادية، خلال عملها النضالي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الخليج، مدارس الثورة، وكانت أول تجربة لمحو الأمية في صفوف أطفال المناضلين، تطورت بفضل ليلى (هدى) الريادية إلى مدارس تخرج فيها الفوج الأول من حملة الشهادة الثانوية في سلطنة عُمان، وإن كان للتاريخ أن يُنصف فيمكن القول إنها أول من أسس التعليم الحديث في عُمان.

• خلال سنوات المنفى أسَّست دار دلمون للنشر في قبرص، والتي كانت- بفضل قدرات ليلى الإدارية وشخصيتها الريادية- دار نشر عربية رائدة في إصدار الأعمال التوثيقية المتميزة التي كان من بين أهمها الدوريات الفصلية المتخصصة: محتويات الدوريات العربية، والذاكرة الفلسطينية، والكشَّاف الإسلامي.

• أدركت أهمية تقنية المعلومات في تعزيز دور المرأة اجتماعيًّا، وتمكينها سياسيًّا، فأسَّست بعد عودتها من رحلة النفي والإبعاد التي استمرت ما يزيد على خمسة وعشرين عامًا، مع مجموعة من المهنيين والأكاديميين البحرينيين، في عام 1995م، شركة النديم لتقنية المعلومات التي تخصصت في صناعة الخدمات الإلكترونية على الإنترنت.

• مارست دورًا مهمًّا في إعداد وتحرير مجلة مواد مجلة "آفاق علمية" خلال الفترة بين 1995 و2000، وهي أول مجلة علمية شهرية متخصصة غير مُحكَّمة في البحرين.

• في عام 2001م، وبرؤية ريادية لامتناهية جمعت ليلى بين جمعية سيدات الأعمال البحرينية وشركة النديم لتقنية المعلومات في مشروع نسائي ريادي مشترك على الإنترنت هو بوابة المرأة (womengateway.com) الذي أصبح أهم موقع نسائي عربي على الإنترنت. تشهد على ذلك الشهادات والجوائز المحلية والإقليمية والعالمية التي حازها، ومن أهمها الجائزة العالمية للمحتوى الإلكتروني- فئة الاحتواء الإلكتروني (e- inclusion) لعام 2005م، والعديد من الجوائز الأخرى الإقليمية والوطنية.

• على الرغم من ظروفها الصحية القاسية التي كانت تعيشها لم تتوقف ليلى عن العطاء، بل أصرت على أن تواصل دورها السياسي وعطاءها المهني والأساسي، فكانت رمزًا للمعارضة السياسية المستقلة، ونموذجًا لسيدة الأعمال البحرينية الناجحة المتميزة، وقدوة لربة الأسرة المسؤولة.


خذلتني رئتاي

ليلى عبدالله فخرو


عنوانُ كتابٍ كنتُ أطمحُ أن أجمع بين دفَّتيه معكم أوراقي المبعثرة.. أجمع فيها مشاهد يتداخل فيها، دون هوامش مصطنعة، الخاص الشخصي مع العام الوطني.. أن أنقش فوق صفحاتها سيرة ذاتية.. لم تخذلني عن ذلك سوى رئتيّ.


والدتي..

شيخة العلماء في فقه التربية، زرعت شجرة حُبٍّ وارفةً ظللتنا ورويتِها حنانًا فاض وتدفَّق فينا.. جبلتِنا على الحُبِّ.. حين يُفتِّتشون عن سرِّ تواصل أسرتنا يجدونها مطرَّزةً بخيوط من ذهب في حنايا قلبِكِ.. عذرًا غادرتُكِ دون إذنٍ أو قدرةٍ على العودة.. لقد خذلتني رئتاي.

الطفولة

الطفولة


عائشة وبسمتِكِ الأبديَّة.
.

شاء القدر أن تعودي حاملة معك أمينة وابتسامتِكِ وبرفقة علي.. نشرت في البيت حُبًّا ملائكيًّا لا تُفارِقُه بسمتُكِ التي تحتفظين

ليست هناك تعليقات: