GMT 6:00:00 2008 الاثنين 4 أغسطس وكالات
________________________________________
موسكو، وكالات: توفي الكسندر سولجينتسين الكاتب الروسي الفائز بجائزة نوبل عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاما. وكان سولجينتسين يعاني من ارتفاع ضغط الدم في السنوات الأخيرة من عمره. وكان لكتابات سولجينتسين دور مؤثر فى التعجيل بوضع نهاية للاتحاد السوفييتى السابق الذي انهار عام 1992. كما قضى الكاتب الروسي الشهير ثمانى سنوات قاسية كسجين عقابا له على مهاجمته لستالين فى عدة كتب. وفاز سولجينتسين بجائزة نوبل فى الآداب عام 1970عن روايته أرخبيل جولاج الذي لفت أنظار العالم إلى معسكرات العمل الجبري في الاتحاد السوفييتى السابق.
لكن بعد ذلك بأربع سنوات تم نفيه إلى الغرب حيث أصبح هناك ناقدا مستديما لليبرالية ولروسيا ما بعد الشيوعية في نفس الوقت. ثم سمح بعد ذلك له بالعودة إلى روسيا عام 1994 إلا أنه بعدها بدأ يختفي عن الأضواء شيئا فشيئا. ولسولجنتسين في سنوات عمره الأخيرة عدة كتابات تناولت التاريخ والهوية الروسية.
سولجنتسين عاش حياة صعبة لكن سعيدة
بدورها قالت ناتاليا سولجنستين زوجة سولجنستين الذي توفي ليل الأحد الاثنين، لإذاعة صدى موسكو، إنه عاش "حياة صعبة لكنها سعيدة". وقالت: "إنه عاش حياة صعبة لكنها سعيدة. لقد كنا سعيدين". وأضافت ناتالي سولجنستين: "عندما يتحدد موعد ومكان الجنازة سنبلغ جميع من عرفوه شخصيا ويرغبون في إلقاء تحية الوداع".
ولم يكن الكاتب الذي ضعف كثيرا منذ سنوات عدة يظهر علنا إلا نادرا، وكان التلفزيون يعرض صوره في أثناء استقبال ضيوفه في منزله شمال غرب موسكو على كرسي متحرك.
غورباتشيوف يحيي سولجينتسين
بدوره أشاد الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشيوف بسولجينتسين الذي توفي الأمس ووصفه بـ"رجل عرف مصيرا فريدا"، وكان من أوائل المنددين "بصوت عال بالطابع اللاإنساني للنظام الستاليني". وقال مهندس البريسترويكا لوكالة الأنباء الروسية إنترفاكس: "الكسندر سولجينتسين اجتاز محنا صعبة على غرار الملايين من مواطني البلاد". وأضاف: "كان من أوائل المتحدثين بصوت عال عن الطابع اللاإنساني للنظام الستاليني، ومن أوائل الذين عرفوه لكنهم لم ينكسروا". وقال نجله ستيفان لوكالة أنباء إيتار تاس الروسية إن والده توفي بنوبة قلبية في الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش.
كشف للعالم الجانب اللاإنساني لمعسكرات الاعتقال السوفييتية
لعب سولجينتسين دورا تاريخيا من خلال كشفه للروس وللعالم أجمع الجانب اللاإنساني لمعسكرات الاعتقال السوفييتية التي سماها "أرخبيل الغولاغ"، فهذا الكاتب الذي يبدو بلحيته الطويلة أشبه بكبار مفكري القرن التاسع عشر، والوطني بامتياز الذي يملك من القوة التنبؤية والتصميم والصلابة ما يقربه من كتاب أمثال دوستويفسكي، كرس حياته لمحاربة التوتاليتارية الشيوعية.
ولد في 11 كانون الأول/ديسمبر 1918 في القوقاز، واعتنق المُثُلَ الثورية للنظام الناشئ ودرس الرياضيات. حارب بشجاعة ضد القوات الألمانية التي هاجمت روسيا في 1941. لكن في عام 1945 حكم عليه بقضاء ثماني سنوات في معسكر اعتقال بعدما انتقد كفاءات ستالين الحربية في رسالة إلى أحد أصدقائه.
إلا أن التجربة طبعته إلى الأبد وجعلته يسلك طريقا استثنائيا، فبعد أن أُفرج عنه في 1953 قبل بضعة أسابيع من وفاة ستالين نُفي إلى آسيا الوسطى حيث بدأ الكتابة، ثم عاد إلى الجزء الأوروبي من بلاده الشاسعة ليصبح مدرسا في ريازان على بعد مئتي كيلومتر من موسكو.
وأعطى القائد السوفييتي الجديد نيكيتا خروتشيف الضوء الأخضر لنشر "يوم من حياة إيفان دنيسوفيتش" في المجلة الأدبية نوفي مير، وهي رواية حول معتقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق