محيط - أكدت مصادر في السلطة الفلسطينية أن جثمان محمود درويش سيوارى الثرى غداً (اليوم) الأربعاء بعد أن كان مقرراً اليوم وأفادت المصادر أن جنازة وطنية ستقام للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش قبل دفنه في رام الله.
ووفق الوكالة الفرنسية للأنباء سيشارك رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في الجنازة التي من المتوقع أن تكون الأضخم منذ وفاة الزعيم ياسر عرفات في نوفمبر 2004.
ومن المتوقع أن يدفن درويش، وهو أحد كبار الشعراء في العالم العربي، على مقربة من قصر الثقافة في أرض مطلة على مدينة القدس. وقالت مصادر إن السلطة الفلسطينية طبعت أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لكي يتم توزيعها خلال التشييع.
وقال وزير الخارجية في السلطة رياض المالكي إن دروش المولود في قرية البروة في الجليل سيدفن في رام الله "تبعاً لوصيته". وأكد "عدم الطلب من "إسرائيل" السماح بدفنه في مسقط رأسه الذي دمر بشكل تام خلال حرب 1948.
وسيكون الضريح الى جانب المكان الذي ألقى فيه درويش آخر قصائده الجديدة "لاعب النرد" و"محطة قطار سقط عن الخريطة" في يوليو الماضي. وتم طبع أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لتوزيعها خلال التشييع.
وعقدت الحكومة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية جلسة خاصة أمس "وفاء لروح الراحل الكبير وأحد أعلام فلسطين وفقيد الثورة والشعب شهيد الوطن والثقافة الإنسانية".
وقال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان تلاه في بداية الجلسة كما نقلت عنه صحيفة "الخليج" الإماراتية "برحيل فارس الوطن والكلمة العذبة والجميلة يفقد الشعب الفلسطيني واحداً من أبرز بناة الهوية الثقافية والوطنية لشعب فلسطين الذي خلد بأشعاره الجميلة كفاح شعب ومعاناة أمة".
الألكسو وآناليند تنعيان الشاعر الكبير
من جانب آخر تواصلت ردود الفعل العربية تجاه رحيل درويش حيث نعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. وأكدت المنظمة في بيان لها أمس أن محمود درويش بقي ويبقى تراثا شعرياً خالداً عبر الزمن مخلداً اسم فلسطين على كل شفة ولسان فلسطين التي أبدها فنا شعريا رائعا حقيقة راسخة تتحدى محاولات الطمس التي يمارسها الاسرائيلي المحتل وتنتصر عليها. وأضاف البيان كما نقلت عنه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية هدمت إسرائيل قرية البروة شرق عكا التي أبصر فيها درويش النور لكن البروة بقيت حية في شعر ابنها كما بقيت كل قرية ومدينة في أرض فلسطين حية في وجدان كل فلسطيني وكل عربي وكل من قرأ شعر محمود درويش في أكثر من عشرين لغة ترجم إليها.
وأشادت المنظمة في بيانها بالدور التحديثي لدرويش في الشعر العربي حيث أشارت إلى أن محمود درويش أعاد للشعر العربي الحديث الدور الذي طالما كان له في تراثنا العربي العريق.
مضيفة أنه كان ضمير أمته ولسان حالها وصوتها الذي أعاد للشعر حضوره لدى الخاصة والعامة فكان شاعرا نجما سطع في سماء الثقافة العربية وتواصل مع الناس في كل مكان حاملا إليهم همه الوطني وهم شعب تحت الاحتلال وفي الشتات".
كما عبر أندريه أزولاى، رئيس مؤسسة أناليند، اليوم عن تقديره للاسهامات الفريدة التى قدمها الشاعر الفلسطينى محمود درويش، واصفاً شعره بأنه "كان صوت من لا صوت لهم، وصاغ الهوية الفلسطينية القومية، ورفع الوعى بمعاناة الشعب الفلسطينى وآماله".
وفى حديثه اليوم بمدينة الرباط، استرجع أندريه أزولاى ذكرياته وتجاربه الخاصة مع الشاعر الكبير قائلاً: "أذكر كثير من المناسبات عندما كنا معاً، فى فرنسا وأسبانيا وايطاليا، وكان محمود درويش يقرأ قصائده باللغة العربية، ولم يفهم أحد من الجمهور كلماته فهماً كاملاً، لكن كل منهم كانت تأسره وتثيره معانى محمود الجميلة والجياشة".
مضيفا: "
محمود درويش كان واحداً من قلة قليلة من المفكرين العرب الذين أتاحوا للمجتمع العالمى فهماً أفضل لمأساة الشعب الفلسطينى وآماله من خلال قصائده وصوته الفريد".
ويعلق أزولاى أن هذا المزيج هو الذى يمثل خسارة كبيرة للأبد، هذا المزيج الذى كان ينقل من خلال صوته فى آن واحد الأسى ودفء الأمل. وعبر محمود درويش عن هذا الأمل فى ثقة ولباقة عندما قال "فى يوم من الأيام سوف ترى قصائدنا جمال اللون الأحمر فى الورود بدلاً من الدماء".
ومؤخراً، وفى إطار حملة مؤسسة أناليند تحت عنوان "ألف نشاط و نشاط من أجل الحوار"، قامت شبكة أناليند فى دولة لوكسمبورج بتنظيم حدث بعنوان "اكتشاف محمود درويش"، وتم خلال الحدث عرض فيلم وثائقى عن الشاعر الراحل تلاه عرض شعرى.
ويرى الرئيس أزولاى أن "التفرد العالمى لشعر درويش" هو ما سيضمن استمرار اسمه فى تنوير التراث الثقافى الفلسطينى والعربى بل والعالمى.
تواصل ردود الأفعال العربية
تضيء القاهرة شموعها في حضرة غياب الشاعر الأكبر محمود درويش اليوم الثلاثاء في الساعة الثامنة مساء بتوقيت القاهرة يجتمع كل من يريد أن يهدي ضوء محبة لروح الشاعر الأكبر في منطقة الحسين - خلف جامع الأزهر- في الساحة الواقعة بين منزل الهراوي وزينب خاتون لاضاءة شموع والوقوف لحظات صمت على روح شاعر أضاء لنا دروب أرواحنا بمحبة.
أيضا في بيروت قال أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعر غسان مطر: عندما يغيب محمود درويش، تنكسر الأبجدية، ويصير الكلام الجميل عاطلاً عن العمل. هذا الفينيقي الفلسطيني العربي كان جرحاً دائم النزف، ومبسماً لم يقو عليه بيلاطس البنطي، ولأنه هكذا كان، فقد زرعناه فينا كقوس نصر، وكأن قلبه لم يحتمل أن يغتال أهله، فآثر الانطفاء كي لا يرى.
قال الروائي والشاعر الأردني إبراهيم نصر الله "محزن للغاية ومصاب كبير، هذا الموت أصابنا جميعاً، أصاب أحلاماً بُنيت على أكثر من خمسين عاماً، وأصاب أملنا في مستقبل انتظرناه. محزنٌ الرحيل قبل أن تتحقق الأحلام، ومحزنٌ ونحن ننظر إلى هذا الواقع المتردي. هي تراجيديا ملهاة، نتأملها وطنياً وإنسانياً، وفي الحالين تصيبنا في القلب".
وفي اليمن تصاعدت أصداء رحيل الشاعر الكبير محمود درويش فإلى جانب بيانات النعي المتواصلة من غير هيئة ومنظمة وجمعية ومؤسسة ثقافية، هناك الكتابات والقصائد الرثائية، التي توالت تباعاً في مختلف الدوريات اليمنية، الثقافية وغير الثقافية منها، كما فتح اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين، مقرات فروعه الأحد عشر بالمحافظات اليمنية، لاستقبال العزاء والمواساة ابتداء من أمس الأول وحتى اليوم.
• منقول من موقع "محيط شبكة الإعلام العربية"
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=154728&pg=8
* الصور من موقع "دنيا الوطن" وموقع "ملتقى أدبيات"
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-130780.html
http://adbyat.com/vb/showthread.php?t=4693
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق