01 سبتمبر 2008

حملة ضد كتاب الإنترنت في عُمان.. تفاصيل جديدة في قضية الكاتب علي الزويدي

    استدعى الادعاء العام (أمس) الكاتب، ناشط الإنترنت، علي الزويدي للتحقيق على خلفية مسؤوليته عن الإشراف في منتدى سبلة عمان، وكان الزويدي قد واجه مضايقات عديدة في الفترة الأخيرة في ما يتعلق بحقوقه الوظيفية.

    والزويدي كاتب مهتم بالجوانب الاقتصادية والتنموية، وسبق أن فتح ملفات عديدة للفساد الإداري والمالي، وكعادة المتنفذين في عُمان فإنهم قاموا باختراع سببٍ لترهيب الكاتب وهو محاسبته كمشرف في قسم سياسي في منتدى على الإنترنت، ظانين بذلك أنهم ينأوون بأنفسهم عن القضية أمام الرأي العام غير أن الحقيقة مختلفة ومعروفة، فالسبب الرئيس لمطاردة علي الزويدي ومحاولة الإضرار به سببها مقال نشره في 20-3-2007 موجه لوزير المواصلات لكنه يكشف عن فساد مجموعة من المتنفذين المستفيدين مباشرة من هذا المشروع وغيره.

    وتعيش عُمان هذه الأيام حملة من التحقيقات والاستدعاءات لصحفيين وكتاب لم تتضح كافة تفاصيلها بعد، كما تعيش ارتفاعاً حاداً في وتيرة التجاهل للمطالب الشعبية يرافقه قمع بوليسي فاقد لأي بوصلة سياسية، باستثناء السير الحثيث نحو حماية الفساد والمفسدين وقمع الشعب في كل موقع ومناسبة.

  إستكمالاً للتدوينة السابقة عن التحقيق مع الكاتب علي الزويدي (بن دارس)، وردتني معلومات جديدة تؤكد ما أشرت إليه سابقاً، وتضيف تفاصيل جديدة:
قام الرئيس التنفيذي لعمانتل، وهو قادم من المكتب السلطاني أصلاً، بتقديم شكوى ضد منتدى سبلة عمان بسبب موضوع لأحد الأعضاء عن عمانتل، قام بن دارس بالسماح بنشره، واعتُبر بعض ماورد فيه إهانة وتجريح وتشهير في حق الرئيس التنفيذي.
استدعى الادعاء العام موسى الفرعي-فاكت ساوند- المشرف العام على المنتدى، ثم علي الزويدي في وقت لاحق، وتم (لفلفة ملف القضية وحفظها)، والملاحظ هنا أن الشكوى من الأساس لم تكن ضد الكاتب.

  (الخبر وتفاصيل أوفى كما هي منشورة في موقع مدونة عُماني http://omanname.blogspot.com/).

مقالة علي الزويدي

 ثوج التراب قاربت قيمته (29) مليون ريال يا وزير النقل والاتصالات

    منذ بضعة أشهر قرأنا في الصحف المحلية عن فوز شركة عمانية لتسوية أرض مطار السيب الدولي لغرض إقامة المطار الجديد عليها بكافة ملحقاته والتي تتضمن مدرج الطائرات وساحات الوقوف والمباني بكافة أنواعها. كانت المناقصة بقيمة (13) مليون و(450) ألف ريال عماني. استغرب البعض - كما استغربت شخصيا - من قيمة ذلك (التراب) المستخدم في الردم والتسوية لكن تقبلنا ذلك الرقم من أجل أن نرى مطار دوليا بكافة المقاييس سوف يستوعب أكثر من (12) مليون راكب سنويا.

    وبالفعل ما إن يعبر أحدنا الشارع البحري المتصل بشارع (18) نوفمبر إلا ويرى الشاحنات المحملة بأتربة (الكبس) لتنثر الغبار على سياراتنا وترميه على تلك المساحات الواسعة التي تم تسويتها في البداية وإزالة الحشائش، ومن ثم "كبسها" بالتراب، ومن ثم ترصينه "كومباكتنج" لارتفاع أظنه يصل إلى المتر. فاعتقدنا أنه بعد إكمال عملية الردم سوف تحصل أية شركة على مناقصة بناء المطار الدولي وملحقاته بمئات الملايين من الريالات العمانية...

أو هكذا اعتقدنا...
   بالأمس نقرأ في الصحف المحلية أنه من ضمن عشرات المناقصات هي مناقصة لـ"المرحلة الثانية" لردم أرض مطار السيب الدولي، لم نكن نعرف أن هناك "مرحلة أولى" وصلت قيمتها إلى (13) مليون و(450) ألف ريال. فقط عرفنا بالأمس أن هناك "مرحلة ثانية" بقيمة زادت بأكثر من مليوني ريال عماني على قيمة المرحلة الأولى. كيف ذلك؟

    بالطبع الصحف المحلية تناقلت خبر المناقصات (الضخمة) دون تحليل ودون تمعن في الأرقام التي لا يقبلها عاقل ولا مهندس يعرف مصطلح Value Engineering (هندسة القيمة) وهي احتساب كافة مكونات التكاليف بشكل هندسي دقيق ومن ثم إضافة الربح عليه Profit Margin. حيث لم تستطع عقولنا أن تستوعب أن أرضا يتم كبسها سوف تكلف خزانة المال العام ما يقارب (29) مليون ريال عماني تم دفعها على مرحلتين.  لم نستطع أن نعرف أن "النكالات" ولا "الشاحنات" التي تحمل الأتربة من أراضي عمانية إنما سوف تنقل ترابا بقيمة (29) مليون ريال؛ بالطبع المناقصة لا تشمل التراب فقط وإنما تسوية الأرض ونقل التراب وترصينه

    لما قرأت خبر "المرحلة الثانية" لردم أرض مطار السيب الدولي تذكرت "جحشة" جدي مسعود - طول الله عمره. كانت تلك الجحشة تحمل "الثوج" الذي اخترعه الانسان العماني في قديم الزمان فاستخدمه لحمل ونقل الأغراض والأشياء قبل أن تأتي "البيك
أب" أو "السكس ويل" أو الشاحنات أو "التريلات". الثوج - لمن لا يعرفه - هو وسيلة صنعها العماني من خوص النخيل وخاطها بخيوط من ألياف النخيل لينقل على متنها الأشياء مثل التراب أو السماد العماني أو الرطب أو التمر أو أية أغراض بحاجة إلى نقل من منطقة لأخرى.

    كانت "الجحشة" تحمل "الثوج" المحمل بالتراب عندما يتطلب الأمر نقله لغرض البناء بالطين، ذلك الثوج والذي يمكن أن يتسع لمتر مكعب من التراب كان يباع برخص التراب نفسه. ولم يكن جدي أو من عملت معهم في صغري يتقاضون أرباحا من "مناقصات" أصبحت غير معقولة. ربما يحصل جدي على ربع ريال في اليوم كاملا بدون أن يكون هو وجحشته قد نقلا كميات من التراتب تكفي لبناء "صفة" أو "غرفة" بأكملها.

    عندما ارتفعت الأسعار قالوا لنا أن هذه الأسعار هي نتيجة الغلاء المستورد من الخارج، حيث ارتفعت الأسعار بالخارج نتيجة عوامل كثيرة؛ من بينها ارتفاع أسعار النفط وقلة الانتاج في بعض الدول وزيادة الطلب على السلع وانخفاض الدولار، وغيرها من الأعذار التي نقبل بعضها ونرفض بعضها الآخر..

    لكن هل يستطيع أن يقنعنا الوزراء الموقعون على الاتفاقيات بالأمس (سواء أحمد مكي أو الدكتور خميس العلوي) بأن اتفاقيتي ردم أرضية مطار السيب الدولي والتي وصلت إلى (29) مليون ريال إنما هي بسبب ارتفاع الأسعار؟

التربة عمانية 100%..

    هذه التربة وهبها لنا المولى عز وجل، وما أكثرها.. بل أن بعضها تأتي من مخلفات الشارع الدائري الجديد الذي يتم إنشاؤه في الوقت الحالي، ناهيك على الأراضي والأودية الشاسعة بالسلطنة التي تخلف هذه الأتربة و"ببلاش"..

أم أن العذر سوف يكون في تكلفة الشاحنات وتكلفة الديزل وتكلفة قطع الغيار لنقل تراب مجاني أو رخيص؟

كيف لنا أن نستوعب أرقام هاتين المناقصتين يا وزير النقل والاتصالات لردم أرضية وتسويتها بمبلغ قارب من الـ(29) مليون ريال؟ وكما يبدو فإن سعر المتر المكعب للتراب وصل إلى (ريالين ونصف)....

ولو استخدمت "ثوج" جدي مسعود و"جحشته" لما وصل المبلغ إلى مليون ريال عماني. أقولها بكوميديا "دانتي اليغييري"، من الأدب الايطالي كما تعرف يا معالي الوزير...

http://www.omania2.net/avb/showthread.php?t=102558

* منقول من مدونة سعيد جداد/أبو عماد http://jadad.katib.org/node/68

ليست هناك تعليقات: