تابعنا بشكل متواصل خلال الأسابيع الماضية مجريات الأحداث في الجمهورية التونسية الشقيقة من تطورات وأحدث لقبت بالانتفاضة الشعبية المباركة ضد الدكتاتورية التي رزحت على صدر الشعب التونسي طوال العقود الماضية.
إن هذه الانتفاضة المباركة، ودماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على يد الدكتاتورية البغيضة، لم تذهب هدرا ودون مردود ولا طائل وإنما ها هي الدكتاتورية تجر أذيال الخيبة والانهزام الواضح أمام إصرار وتضحيات الشعب التونسي.
إن حركة التاريخ واحدة بالنسبة للدكتاتوريات في جميع أنحاء العالم وفي مختلف العصور فنتيجتها السقوط الحتمي طال الزمن أو قصر فهي تسقط بالنهاية كنتيجة حتمية للتسلط والقهر والاستبداد والفساد ، ومن هذا المنطلق، ومن هذه النتيجة المباركة نحيي الشعب التونسي الشقيق على هذا الحدث التاريخي الذي سطروه على صفحات التاريخ بمداد دماء الشهداء ونحيب الثكالى وأنين الجرحى وصياح الأطفال الذين فقدوا آباءهم في هذه الانتفاضة المباركة التي كان نتيجتها إشراق شمس الحرية على الشعب التونسي وبزوغ فجر جديد تتطلع له كل الشعوب العربية التي لا تزال ترزح تحت بساطير الدكتاتورية، ومن ذلك ما تواردته الأخبار حول لجوء الدكتاتور المطرود والهارب من وجه العدالة الإنسانية المدعو زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية التي استقبلته ووفرت له الملجأ الآمن في هذه الاستضافة التي أصبحت على ما يبدو عرفا باستضافة الدكتاتوريات المطرودة من شعوبها من الدول المحيطة حتى غدا خليجنا مقبرة للدكتاتوريات المهزومة، من عيدي أمين إلى نواز شريف إلى برويز مشرف وغيرهم العديد ممن طردوا من شعوبهم، ناهيكم عن ما ستخلفه تلك الاستضافة من عدم استقرار بالعلاقات بين المملكة العربية السعودية وبين تونس الجديد، لذا نطالب وبكل شعور بالمسؤولية بأن لا تسمح المملكة العربية السعودية باستضافة الدكتاتور المطرود بالخليج خصوصا وأن الحليف الاستراتيجي للدكتاتور المخلوع الجمهورية الفرنسية قد تخلت عنه وعن استقباله بأراضيها ، وأن تنأى المملكة العربية السعودية بنفسها عن أمر لن يجر عليها إلا نقمة شعوب اكتوت بنار سياط الديكتاتورية، كما إننا نعبر وبكل فخر واعتزاز عن عدم رضانا وعدم موافقتنا على أن تطأ قدم المدعو زين العابدين بن علي الذي لا تزال يده تقطر من دماء الأبرياء أرض دول الخليج العربية. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم للأخوة في تونس الشقيق بأحر التهاني، ونسأل الله أن يتقبل شهداءكم الأبرار ويسكنهم جناة الخلد إن شاء الله.
منتدى المجتمع المدني الخليجي
المنسق العام
أنور الرشيد
باريس 15 يناير 2011
منتدى المجتمع المدني الخليجي
المنسق العام
أنور الرشيد
باريس 15 يناير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق