by Gulf Discussion Fuorm on Saturday, July 2, 2011 at 12:19pm
تقريرخاص:GDF
ما زالت التقارير تصلنا تباعاً من مراسلينا بسلطنة عُمان حول أحداث وتظاهرات يوم أمس التي جرت في ولاية صحار والتي شهدت مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، هذا وقد وصلنا هذا التقرير حول تظاهرة صحار يوم أمس من مراسلنا الذي تابع التظاهرة وجاء به ما يلي: تظاهر العشرات في صحار بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على الأحكام الصادرة على معتقلي أحداث الاعتصامات في صحار. ونشرت على صفحة "أخبار مظاهرات صحار" صور للمتظاهرين وصور للغاز المسيل للدموع الذي استخدمته قوات مكافحة الشغب، وتواترت أنباء عن اصطدامات وقعت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب.
ولوحظ تعمد السلطات بث أخبار كاذبة عن ما يحدث بواسطة أسماء أشخاص يدعون أنهم صحفيون ينقلون الأخبار من الأرض، لكن مجموعة من ناشطي الفيس بوك تصدت لهم وكشفت هوياتهم حيث كانوا يوهمون القراء والمتابعين أن المظاهرة انتهت في الوقت الذي كان فيه المتظاهرون ينتظرون فيه وصول أعداد أخرى للانضمام إليهم.
وتراوحت الأحكام الصادرة على معتقلي أحداث صحار الأولى والثانية بين 4 أشهر و5 سنوات، وأثارت موجة استياء عمت أرجاء البلاد، خاصة أن الأحكام على معتقلي أحداث جعلان في المنطقة الشرقية كانت قد صدرت قبلها بأيام معدودة، كما صدرت أحكام بالسجن ضد معتقلي ولاية عبري في منطقة الظاهرة. ومع ترقب أهالي ظفار مصير المعتقلين الثمانية فإن موجة الاستياء مرشحة للتصاعد، الأمر الذي يعني أن حيل السلطات في الالتفاف على وعودها بالإصلاح مكشوفة ولن يرضى المحتجون بعودة التضليل ثانية، إذ يجب إجراء إصلاح حقيقي والانتباه إلى أن أن الفساد بعد قمع الاحتجاجات زاد كثيراً وزاد القمع أيضاً ولا تريد السلطة وضع حلول جذرية للمشكلات التي ستؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات مهما بدا الوضع ساكناً ومسيطراً عليه.
يعتقد المحتجون أن الأحكام الصادرة على جميع المعتقلين جائرة وسياسية لها عدة أغراض تتوهم أنها ستحققها، وأولها (تأديب) المعتقلين وزرع الرعب في نفوس المحتجين الآخرين بأن الاحتجاج طريق يؤدي إلى السجن والعقاب. وما لا تدركه السلطة أن حركة التاريخ لا ترضخ لتوجيهها القمعي الذي كل ما يقوم به الآن هو تقصير عمر بقائه فقط، فالمنطق يقول إن سبيل الطمأنينة والأمن الوحيد هو تحقيق العدالة والمساواة والقضاء المستقل ومحاسبة المسؤولين المتهمين بالفساد. لو أن السلطة حلت أزمة البطالة وأجرت إصلاحات حقيقية شاملة لما وصل الأمر ببعض المحتجين إلى ضرب مسؤولين وإحراق دوائر ومكاتب رسمية، لكن هذه التصرفات سببها الرئيسي هو مماطلة السلطة في الإصلاحات وإهانة المواطن وإكراهه على الانتظار والمعاملات الروتينية المعدة للكذب والابتزاز وزيادة احتقان المواطنين، لذلك فإن الضرورات تلح على تأمل ما تقوم به السلطة من تأجيج المواطنين ضدها، وإذا استمرت السلطات في اجترار حيلها وألاعيبها بتشريع قوانين تخنق حرية التعبير ولا تتيح للناس متنفسًا يعبرون فيه عن معارضتهم لاستمرار الفساد، إذا استمر تعامل السلطة على هذه الوتيرة فإنها ستكون الخاسر الأول مهما اضطر المواطنون إلى التضحية في سبيل نيل كرامتهم، فالواقع يقول إن أدراج السلطة ممتلئة بعرائض دعاوى كثيرة ضدها وضد مسؤوليها ومؤسساتها، وكثير من هذه العرائض يثبت فساد كبار رموز السلطة الحاليين والمعزولين دون محاكمة.
واستخدمت قوة مكافحة الشغب في صحار مساء اليوم الجمعة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. ويصر المحتجون على تصعيد مظاهراتهم، ويرى بعض المواطنين أن الاحتجاجات ستعود بشكل متقطع وستزداد قوتها بعد انقضاء شهور الصيف، وعلى السلطة أن تعالج أزمات البلد بمسؤولية وسرعة ومصداقية وإلا فإنها ستكون مسؤولة عن العواقب الوخيمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق