23 يوليو 2011

إلى إلياس لحود...

                                        سعود الزدجالي
 

وكنتُ حينما يشتدُّ بي ألم العشق أكتب حرفا.. وأغني للمصابيح كي لا تستفيق فجرا
أسلب الزيت من مقلتيها.. أكتب النزع حينما الليل يهجر الدار يستردُّ القوافي
زفرة كنتُ أرسلها عندما عاتب الفجر نجما
يرحل الفجر كالأغنيات بعيدا وفي جسد الشعر حمى منذ فجر الرحيل أثقلت خطوهُ
والنجم يكتب شوقه، نصنع الشعر أنثى.. وشمسا.. ونودعُ القلب شعرا وسُمّا
نحن من يخبز الشعر صدرَ الغواني حينما تاه في الشعر ذاتي
والآخر المستلذ بارتشاف الشفاه عندما عانق العشق
        أرضك مرة؛
حينها كنت تمطر اليدين نبضك فجرا
مرة قلت للنخل غنّى مساء: هل تشبثتَ يا نخلُ بالأرض مثلي.. حينما الخوفُ.. داهم السعف أو تماسكت كالبحتري زعزعك الدهرُ عند الرحيل؟
فالكل يرحل!
لم تجبني أيها النخل مقلتاك.. فارحل واصنع الفلك فالكل يرحل
وبعينيك أوقدت هندٌ النار أخيرا على أهداب موتك عصرا
تحرق الدرب
والدرب أخضر إلى حيث (بيروت في لقمتي شوكة، ودمشق انقضاض بجرحي، وبغداد بئر جريح بصدري، وبوابة في فمي القاهرة)، ومسقط تبحث في ردهات الزمان عن شفتيها؛ لتنطق حرفا .. وتكتب شعرا
وتزفر أمواجها الساكنة، وفي الرمل قافية بثها الوجدُ والشوقُ .. تواقةً للتنفس
ولكن.. كيف أقنعكم أنني فارس من رماد وشعري جريح
لقد هبت الريح .. فالرماد مبعثر
وفي الصدر جمر وقافية واعتصام وأدناه..  أو حينما أسأل الأرض عن خطوات الطريق..
    فلِمْ هذه الأرض تخجل؟ كالخد يلبس ثوب الشفق..
أين كانت يداك حينما مرّ ذاك المسار البعيد؟
لماذا نسيت الوجوه.. على عتبات الشفاه؟
سيدي أيها الماطر النجمَ دمعَك .. لقد مر من مقلتيك المساء عبر ذاك المسار
عندها كنتُ مستغرقا في الأيادي التي زاحمت فكري المرتحل
عبر (عرسية) كنت أبتعاعها حاضرا في المساء؛ حينها (الثرثراتُ) تسلك من شفتيك المسار
إلى حافة الخوف، والموت، والشعر..
وعند المساء حينما القلب يبتاع خوفا وخبزا أغمس (القلب) في (ترشة) الفكر..
والأيادي تعانق في مقلتيك الصموت .. عندها؛ كنت أستحضر الشوق والذات والأغنيات لأرحل
يغمض الوجه عنه أو يسكت القلبُ عن نبضه أو ينثر الليل كل النجوم
والمساء على الصدر ينثر جرحه الذي كدتُ أنسى
وأوراق (بيذامة) ومربط ثور قديم كان يقضم عند المساء الأغاني ويبتاع (أكذوبة) الخلد من يد جزاره
ولكن سيرحل

ليست هناك تعليقات: