تمر الشهور والأيام والساعات والدقائق ويزداد رصيد الإنجازين التاريخي والحضاري لوزارة الداخلية في إصدارها ذلك القرار العبقري المتعلق بإلغاء مسمَّيي آل خليفين وآل تويه. في هذا الشهر سيكمل ذلك القرار العبقري عيده الثاني. وتذكيرًا فقد صدر القرار بعد 2006 سنوات من ميلاد المسيح عليه السلام. وفي هذه الذكرى التاريخية للعيد الثاني لأعظم الإنجازات الوطنية وأكثرها حصافة وأميزها عبقرية وذكاء لا يرغب المتضررون في تأكيد سخريتهم وهزئهم بالقرار فقط، بل كذلك تأكيد عزيمتهم وعزمهم على دحره وإبطاله بشتى السبل المشروعة. ومع طول الوقت بات المتضررون اليوم أكثر ثقة في عدالة قضيتهم ووضوحها للناس.
إن قرارًا كهذا لا يمكنه الاستمرار أو الحياة طويلاً، لأنه قرار جائر ومتخلف ومفضوح وفي منتهى السخف والرجعية والحماقة. يا ترى كم من السنوات تستطيع وزارة الداخلية الاستمرار في فرض قرارها المتعبقر؟ الإجابة متروكة للداخلية. أما المتضررون من أفراد القبيلتين فإن كل يوم يمضي عليهم يزيدهم قوة وصلابة وعزيمة على مواصلة المطالبة بحقوقهم المشروعة والقانونية، كما أن سنتين صبروا فيهما على قرار تافه وسخيف وعنصري يسعى في باطنه إلى المتاجرة بهم، ضمن مسلسل الاتجار بالبشر، وإلحاقهم بأناس لا يمتون إليهم بأدنى صلة، وذلك بهدف إذلالهم وإهانتهم في دولة المؤسسات والقانون- وأي قانون وأي مؤسسات! وتقديمهم قربانًا مجانيًّا للسخرية من هذا وذاك- هاتان السنتان علمتاهم أن الحقوق لا تُوهب بل تنتزع، كما علمتاهم أيضًا أنهم قادرون على فرض تحدِّيهم للقرار الجائر ولمن تفتَّقت اجتماعاتهم ومواهبهم بإصداره لقرن قادم من الزمان!
هذا القرار الذي يعرف المتضررون يقينًا أنه سيذهب أدراج الرياح- عاجلاً أم آجلاً- لا يقوم على أي أساس قانوني ولا قضائي، ناهيك عن الأساس الأخلاقي والأساس الوطني الممرغين في وحل العنصرية.
إن متعلقات هذا القرار السخيف والتافه لا تكاد تصمد مع الحجج والبراهين والأدلة الدامغة التي في حوزة المتضررين، والتي لا تملك الداخلية ولجنتها العبقرية مستندًا واحدًا للرد عليها سوى قرار مكتوب بلغة سخيفة. وبالرغم من جهود البحث والتحري الجبَّارة التي بذلتها اللجنة العبقرية- كما جاء في قرارها- فقد كان مؤدَّى جهدها الخارق أنها اكتشفت متأخرة أن تحريها وبحثها لم يوصلاها إلى أيِّ شيء. ويالأسف اللجنة العبقرية فلم يكن بحثها وتقصيها دقيقين جدًّا، فقد توصلت إلى نتائج- علاوة على كونها غير واثقة منها- ناقصة ومبتورة حين قررت أن "تويه" رجل وليس قبيلة!!! النتيجة الناقصة في ذلك المبحث المهم هي أن "خليفين" أيضًا رجل يا أيتها اللجنة المتعبقرة والمعبقرة والعبقرية. نعم تويه وخليفين رجلان، ومن الطبيعي أن يكونا كذلك فهما ليسا من سلالة الديناصورات أو المخلوقات الفضائية. نحن نساعدك أيتها اللجنة العبقرية في إكمال جهود بحثك الجبار بتسجيل خليفين رجلاً مثل تويه.
هذا القرار- كما أصبح مشهورًا عنه ومعروف للقاصي والداني- مكتوب بلغة عربية مهترئة لا ينقصها النحو والصرف والبلاغة فقط، بل حتى أبسط تنسيق للعلامات والجمل والأقواس، وكان يكفي إرسال القرار إلى أحد مكاتب الطباعة في العاصمة مسقط لتُعدِّله إحدى المنسقات بنصف ريال حتى يتمكن من التماسك- ولو قليلاً- أمام سخافة وتفاهة محتواه.
ألا يا وزارة الداخلية ولجنتها العبقريتين: إننا لسنا واثقين فقط في عدالة قضيتنا، بل إننا كذلك واثقون في أن قرارًا كهذا لا يعدو كونه مولودًا جنينيًّا مشوَّهًا ومعوَّقًا، وأن كل عمليات القيصرة والقلب والشرايين والتجميل باتت تُعجِّل في موته السريري حيث لا أمل في حياته!
في هذه الذكرى التاريخية الثانية لذلك القرار العبقري نتقدم بخالص التحايا إلى شباب وشياب القبيلتين، الصامدين والصامدات، السادة والسيدات، ونقول لكم: صبرًا صبرًا آل خليفين وآل تويه، ورغم أنف العنصريين سيُلغى هذا القرار العنصري الحقير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق