على الجهات المسؤولة سن قوانين جديدة تعاقب التعصب ومن يدعو إليه
عائض القرني: هل يريد هؤلاء الطراطير أن يعيدوا الأمة إلى عهد داحس والغبراء
وعصر عبس وذبيان أو إلى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري؟
جريدة الحياة- (واس):
صرح مصدر مسؤل في وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية عن طريق الصحف السعودية الداخلية (الحياة) بأن وزارة الداخلية، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية بصدد إصدار واستخراج نظام جديد يقضي بحذف اسم القبيلة من البطاقة الشخصية والهوية الوطنية. صرح بذلك على العلن وفي الصحف سعادة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود. وسوف يسن القانون في الأيام القليلة القادمة، درءا واجتثاثا للفتنة والتنابز بالألقاب، ومنعا للفتنة الطائفية والقبلية والمذهبية، وكذلك الوقوف بحزم والعمل على تجفيف منابع الإرهاب. هذا وقد زادت في الفترة الأخيرة النداءات والمفاخرة والتنابز بالألقاب، خصوصا بعد البرنامج التلفزيوني الشهير "شاعر المليون"، وكذلك عزم الحكومة السعودية التقريب بين القبائل والمذاهب الإسلامية، حيث بدأت الحكومة السعودية بذلك فعلا منذ بدء الحوار الوطني المشترك.
حذف اسم القبيلة من الوثائق الرسمية. ضحيان الضحيان
الكل يعلم أن سكان هذا الوطن الكبير عبارة عن خليط من قبائل وفصائل مختلفة، وإننا في وطن واحد تحكمنا هوية واحدة، وذات توجه واحد، ورابطة اجتماعية واحدة ضمن ثقافة اجتماعية محددة.
وقد انتشرت في هذا الوقت ظاهرتان خطيرتان هما ظاهرة التفاخر بالأنساب والأصل والحسب والقبيلة والطعن بالأحساب وافتعال البطولات الوهمية، حتى وصلت إلى الغلو هذه الأيام بشكل بشع وممقوت، ومما لا شك فيه أن التعصب والعنصرية لهما آثار سلبية على مفهوم المواطنة بين أفراد الشعب الواحد، وتؤدي إلى توسيع دائرة التنافر وبث الفرقة والأحقاد والكراهية.
قال صلى الله عليه وسلم: "من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه".
إن إضافة اسم القبيلة في نهاية الاسم الشخصي في الأوراق الرسمية له آثار سلبية لا يتسع المجال لذكرها، وأخطرها ما نشاهده هذه الأيام من برامج على القنوات الفضائية والمنتديات تختص بالقبيلة الفلانية والفخذ الفلاني ومزاين الإبل والمحاورات الشعرية وعلى صفحات الإنترنت التي أصبحت باباً من أبواب التفاخر، حتى وصلت هذه الظاهرة إلى الأطفال في الصفوف الدراسية الأولى وشعارات وملصقات لرموز مخجلة تحملها سيارات المراهقين توحي ببداية فتنة جديدة ناتجة عن ضعف الوازع الديني وانحدار ثقافي وسيادة الجهل على المجتمع، وهي ظاهرة ملموسة حتى لو حاول البعض التقليل من خطورتها.
وكأن من لا يحمل اسم قبيلة في آخر اسمه ليس من صلب آدم وحواء وليس مخلوقاً من طين.
والحل الجذري بنظري هو الاكتفاء بالاسم الرباعي واسم العائلة على الوثائق الرسمية بدلاً من وضع اسم القبيلة كخطوة أولى لحل بعض التشوهات التي أصابت وحدتنا، كما فعلت ذلك بعض الدول العربية التي حذفت اسم القبيلة من الوثائق الرسمية للتصدي لهذه الظاهرة قبل استفحالها.
وعلى الجهات المسؤولة سن قوانين جديدة تعاقب التعصب ومن يدعو إليه ولو كان بصفة غير مباشرة، وإلزام القنوات الفضائية والمنتديات بعدم بث أي برامج تؤجج العصبية الجاهلية.
كما يجب على الجميع التصدي لهذه الظاهرة، وأن نتدارك جميعنا هذا الخطر القادم واحتواءه، ومحاربة هذا الفيروس في المجتمع بكافة أنماطه وصوره وإدراك مخاطر الظروف المحيطة بنا اليوم، والتأكيد على القيم والمبادئ الإسلامية للوطن الذي نعيش فيه، ونبذ العصبية القبلية والطبقية والتكتلات العنصرية التي لا تولد سوى التفرقة والأحقاد والبغضاء بين أبناء الوطن، وهي أحد أهم أسباب التأخر.
لعمـرك مـا الإنسـان إلا بدينــه *** فلا تترك التقوى اتكالاً على النسبْ.
فقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ *** وقد وضع الشرك الشقيَّ أبا لهبْ.
إن مجتمعاتنا العربية مازالت بحاجة لمزيد من التوعية لترسيخ الوطنية وبذل الغالي والنفيس لتأصيل هذا المفهوم في أبناء هذا الشعب، ويجب أن يكون الجانب الديني له تأثير على جميع تصرفاتنا وأعمالنا.
أعجبني مقال للشيخ الدكتور عائض القرني يقول فيه: هل يريد هؤلاء الطراطير أن يعيدوا الأمة إلى عهد داحس والغبراء وعصر عبس وذبيان أو إلى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة قديماً وجنوب أفريقيا؟ يجب أن نُفهم كل (أبله) أن ديننا أتى لإكرام الإنسان وحفظ حقوقه، وأنه ولد حراً عبداً لله لا عبداً لغيره، ليس عندنا في الإسلام خط 220 ولا خط 110 عندنا خط واحد. يقول سبحانه وتعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق