محمد الحارثي
كنتُ في رمال وهيبة مساء 11 ديسمبر 2010 في أحد المُخيمات التي بالكاد يصلها إرسال هاتفي مُتقطع، فإذا بالدكتورة سعيدة بنت خاطر تتصل بي لتفاجئني بتكريم لا علم لي به من طرف "الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء" بمناسبة الأربعينية، وأن عليَّ حضور حفل التكريم الذي سيقامُ تحت رعاية (معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة) لاستلام الشهادة والدرع وهدية التكريم مساء الثلاثاء 14 ديسمبر الحالي في النادي الثقافي.
قلتُ لها فوراً: اعذروني من قبول هذا التكريم الذي لا أستحقه، ولستُ في حاجة لجوجة إليه.
لكن الدكتورة لم تتوقف عن دغدغتي بأنه اعتراف بمنجزي و"ريادتي" في قصيدة النثر، رغم أنني لست رائداً في قصيدة النثر ولا في قصيدة التفعيلة!.
تقطع الإرسال الضعيف أصلاً في رمال وهيبة، فأرسلتُ لها رسالة عبر الهاتف في اليوم التالي هذه فحواها النصِّية:
"شكراً لجهدك المحمود دكتورة، بيد أنني لن أتمكن من الحضور. وتجاهلي قطعياً فكرة تكريم مرتجل لا يعنيني، ولم أكن يوماً في حاجة إليه".
لكن الدكتورة مُصرَّة على حضوري الحفل، ولم تعبأ برسالتي الواضحة والمؤكدة لرفض ذلك التكريم. فإذا بها تجيب على رسالتي تلك بعد نحو أربع ساعات (كافية لاستشارة آخرين!)، قائلة في رسالتها الجوابية:
"عزيزي إحنا خلاص، لا تراجع. سأرسل لك التكريم وانته حر ارميه في رمال الشرقية".
حين قرأت رسالتها، لم أشأ الرَّد. وقلت لنفسي: بعض الصَّمتِ حِكمة يا فتى!
إلى أن عرفتُ أنني أُكرهتُ على ذلك التكريم، رغماً عن أنفي، في ذلك الحفل المزدوج بين "الأدباء المُكرمين من سلطان البلاد" و"المُكرمين من الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء"، كما ظهرت الأسماء المنشورة في جريدة عُمان في اليوم التالي صبيحة 15 ديسمبر.
٭٭
هل هو تكريمٌ بالإكراه؟..
هل تريد هذه الجمعية التي اعتقد البعض أنها صوت الأدباء والمثقفين في عُمان، فإذا بها لا تكتفي بمزحةِ وجودها الفقير إلى الله لتستجدي من المُحسنين شهادات ودروع وهدايا تقدمها لنا عبر حماقة مبادرتها التزلفية التي زجَّت فيها بأسمائنا وسط تكريم سُلطاني لا علاقة لنا به..
فالجمعية هي من اختارت الأسماء المرفوعة لسلطان البلاد (كما أكدت لي د. سعيدة خاطر) ليتم تكريمها، كما اختارت أسماء من كرمتهم بـشفعة الريادة، كأنما ليُخلط، عن قصد، حابلُ تكريم بنابل آخر في كتاب "تواقيع أدبية" الذي أصدرته هذه الجمعية الأسخف من فكرة وجودها وعدمه في "الوجود والعدم" السَّارتري، لنكون نحن الضحيَّة الوجودية رغماً عنا في تكريم لا ناقة لنا فيه ولا بَولة كلب أجرب في الرُّبع الخالي.
لحسن الحظ أنني لستُ في قائمة التكريم السلطانية، بل من "الرُّواد" المُكرَّمين -كما قالت سعيدة خاطر نائب رئيس الجمعية- بدرع وشهادة وهدية. لذلك لم تجد غضاضة في إهانتي بقبول التكريم مُكرهاً، وبحُريَّتي في رميِ التكريم في رمال وهيبة – (رمال الشرقية، وفقاً لتعبيرها المُلتزم باشتقاقات النهضة!).
لن أرمي التكريم، كما تقترحين، في رمال وهيبة النقية بكلِّ ذرة رملٍ فيها، هي جُزء حميمٌ من ذاكرتي.
لذلك ارموا أنتم تكريمكم في مزبلة حوش الجمعية، فذاك مكانه الطبيعي في حَواشِي الطبيعة.
٭٭
لا أريد الإطالة، لأنني لستُ مُتفيِّقاً لهذه الترَّهات التي لم يخجل هؤلاء "المثقفون" من فداحة ارتكابها بأسمائهم التي تناست أهم فعل ودور يقومون به، ليكونوا الضمير الثقافي الحَيّ في هذه البلاد. لتقصي، في آخر الزمان، نزاهَتنا التي أعلناها علناً على رؤوس الأشهاد، ولم تعد في حاجة لتأويل مواقف أو مواقف مُضادَّة لتُرتكبُ الجَرائرُ، هذه المرَّة، بأسمائنا التي تُنشر رُغماً عنا في الصُّحف.
ولو كانت هذه الجمعية مهتمة بالمثقفين والكتاب، كما تدعي، ولو كُنتُ أحد "الرُّواد"، كما جاء في حيثيات التكريم.. لكانت أصدرت بياناً حين منعت الرقابة ديوان أبي مسلم البهلاني الذي حققته، ولأصدرت بياناً آخر حين ارتأت وزارة التراث والثقافة تكريمه هذا العام، رغم أنها هي من أقصى شعر أبي مسلم وحذفه وشوَّهه، كما يعلم الجميع.
يالها من مفارقات تدعو لضحكٍ كبُكاء بيت المُتنبِّي...
ويالها من جرائر مَسَّتني وجرحت كرامتي بحجة تكريم أعلنتُ رفضه وعدم قبوله.
جرائر لم يعد لدي فُضلة من العُمر لأتفيَّق للردِّ عليها.
وحمداً لله، حمداً لله وشكراً للمغاوير من صحفيي جريدة عُمان الذين أوردوا اسمي الثلاثي خطأ ونسبوني لأبٍ آخر لم يلدني، فبعض المثالب الصحفيَّة محمودة، ولله الحمد.
فقط، فقط اتركوني فيما أنا فيه وعليه. ولا تمتهنوا اسمي في بُهرج تملُّقكم الأربعيني المُزيَّف.
قلتُ لها فوراً: اعذروني من قبول هذا التكريم الذي لا أستحقه، ولستُ في حاجة لجوجة إليه.
لكن الدكتورة لم تتوقف عن دغدغتي بأنه اعتراف بمنجزي و"ريادتي" في قصيدة النثر، رغم أنني لست رائداً في قصيدة النثر ولا في قصيدة التفعيلة!.
تقطع الإرسال الضعيف أصلاً في رمال وهيبة، فأرسلتُ لها رسالة عبر الهاتف في اليوم التالي هذه فحواها النصِّية:
"شكراً لجهدك المحمود دكتورة، بيد أنني لن أتمكن من الحضور. وتجاهلي قطعياً فكرة تكريم مرتجل لا يعنيني، ولم أكن يوماً في حاجة إليه".
لكن الدكتورة مُصرَّة على حضوري الحفل، ولم تعبأ برسالتي الواضحة والمؤكدة لرفض ذلك التكريم. فإذا بها تجيب على رسالتي تلك بعد نحو أربع ساعات (كافية لاستشارة آخرين!)، قائلة في رسالتها الجوابية:
"عزيزي إحنا خلاص، لا تراجع. سأرسل لك التكريم وانته حر ارميه في رمال الشرقية".
حين قرأت رسالتها، لم أشأ الرَّد. وقلت لنفسي: بعض الصَّمتِ حِكمة يا فتى!
إلى أن عرفتُ أنني أُكرهتُ على ذلك التكريم، رغماً عن أنفي، في ذلك الحفل المزدوج بين "الأدباء المُكرمين من سلطان البلاد" و"المُكرمين من الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء"، كما ظهرت الأسماء المنشورة في جريدة عُمان في اليوم التالي صبيحة 15 ديسمبر.
٭٭
هل هو تكريمٌ بالإكراه؟..
هل تريد هذه الجمعية التي اعتقد البعض أنها صوت الأدباء والمثقفين في عُمان، فإذا بها لا تكتفي بمزحةِ وجودها الفقير إلى الله لتستجدي من المُحسنين شهادات ودروع وهدايا تقدمها لنا عبر حماقة مبادرتها التزلفية التي زجَّت فيها بأسمائنا وسط تكريم سُلطاني لا علاقة لنا به..
فالجمعية هي من اختارت الأسماء المرفوعة لسلطان البلاد (كما أكدت لي د. سعيدة خاطر) ليتم تكريمها، كما اختارت أسماء من كرمتهم بـشفعة الريادة، كأنما ليُخلط، عن قصد، حابلُ تكريم بنابل آخر في كتاب "تواقيع أدبية" الذي أصدرته هذه الجمعية الأسخف من فكرة وجودها وعدمه في "الوجود والعدم" السَّارتري، لنكون نحن الضحيَّة الوجودية رغماً عنا في تكريم لا ناقة لنا فيه ولا بَولة كلب أجرب في الرُّبع الخالي.
لحسن الحظ أنني لستُ في قائمة التكريم السلطانية، بل من "الرُّواد" المُكرَّمين -كما قالت سعيدة خاطر نائب رئيس الجمعية- بدرع وشهادة وهدية. لذلك لم تجد غضاضة في إهانتي بقبول التكريم مُكرهاً، وبحُريَّتي في رميِ التكريم في رمال وهيبة – (رمال الشرقية، وفقاً لتعبيرها المُلتزم باشتقاقات النهضة!).
لن أرمي التكريم، كما تقترحين، في رمال وهيبة النقية بكلِّ ذرة رملٍ فيها، هي جُزء حميمٌ من ذاكرتي.
لذلك ارموا أنتم تكريمكم في مزبلة حوش الجمعية، فذاك مكانه الطبيعي في حَواشِي الطبيعة.
٭٭
لا أريد الإطالة، لأنني لستُ مُتفيِّقاً لهذه الترَّهات التي لم يخجل هؤلاء "المثقفون" من فداحة ارتكابها بأسمائهم التي تناست أهم فعل ودور يقومون به، ليكونوا الضمير الثقافي الحَيّ في هذه البلاد. لتقصي، في آخر الزمان، نزاهَتنا التي أعلناها علناً على رؤوس الأشهاد، ولم تعد في حاجة لتأويل مواقف أو مواقف مُضادَّة لتُرتكبُ الجَرائرُ، هذه المرَّة، بأسمائنا التي تُنشر رُغماً عنا في الصُّحف.
ولو كانت هذه الجمعية مهتمة بالمثقفين والكتاب، كما تدعي، ولو كُنتُ أحد "الرُّواد"، كما جاء في حيثيات التكريم.. لكانت أصدرت بياناً حين منعت الرقابة ديوان أبي مسلم البهلاني الذي حققته، ولأصدرت بياناً آخر حين ارتأت وزارة التراث والثقافة تكريمه هذا العام، رغم أنها هي من أقصى شعر أبي مسلم وحذفه وشوَّهه، كما يعلم الجميع.
يالها من مفارقات تدعو لضحكٍ كبُكاء بيت المُتنبِّي...
ويالها من جرائر مَسَّتني وجرحت كرامتي بحجة تكريم أعلنتُ رفضه وعدم قبوله.
جرائر لم يعد لدي فُضلة من العُمر لأتفيَّق للردِّ عليها.
وحمداً لله، حمداً لله وشكراً للمغاوير من صحفيي جريدة عُمان الذين أوردوا اسمي الثلاثي خطأ ونسبوني لأبٍ آخر لم يلدني، فبعض المثالب الصحفيَّة محمودة، ولله الحمد.
فقط، فقط اتركوني فيما أنا فيه وعليه. ولا تمتهنوا اسمي في بُهرج تملُّقكم الأربعيني المُزيَّف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق