03 فبراير 2011

الرِّسالةُ التي كتبتُها بالدَّمع

سعيد العويناتي


يا وطني..
يا غارقًا في الوحل.. تبحث عن مرافئ السَّلامةْ..
تعلَّقتْ.. رأيتُ في دمائكَ المخثَّرة..
          براعمُ الطُّفولةْ..
رأيتُها.. ترتسم السِّجْنَ..
          تجوب في أقبيةٍ حزينةْ
رأيتُها.. رأيتُ في دمي..
          تعانق اللؤلؤة الصَّغيرة..
[تقترب الشَّرارة الحمراء..
تزيد من قيثارة الحزن].
تباعدتْ..
تباعدتْ ملامح الرَّجعة..
رأيتُها.. اقتربتْ ثانيةً..
رسمتُها شرارةً حمراءَ..
في واجهة الزَّمن..
ألصقت في خاصرتي يداي.. علَّقتُها..
تشرَّبتْ ملامحي.. تصبَّبتْ.. عرقتُ..
راودتني الأحلام..
هجرتُها.. بحثتُ عن أشعَّةِ القمرْ..
لكنَّني..
سقطتُ كالغريق..
ألهثُ كلَّ ساعة..
بكيتُ.. غرقتُ في مدامعي
         مدامعِ الطُّفولةْ..
هجرتك.. هاجرتُ موطني..
                     صرتُ مضناك..
أكتبُ الرِّسالةَ الدُّموع
أكتبُ الرِّسالةَ الحزن..
                      بلا وطنٍ بقيت..
رأيتُه مساءَ ذاتِ يوم..
وطني سمسارًا.. يبيعه في حانة الخمَّار..
يغرس في أوردة الوطن الشَّاحب الضَّوء..
منشارَه الكبيرْ..
رأيتُه يُبَاعُ –الوطن- بالمجَّان..
وتشتريه جوقةٌ.. سمِّها عصابةٌ..
تلوَّنتْ بيضاء..
كلُّ عينها شرارةٌ.. داخلها عُصارةُ الحقد..
[ها أنذا يا وطني..
أبعثُ في الهواء.. رسالةَ الدُّموع
رسالة الحزن]
أبثُّها للشَّمس.. في وطني الصَّغير..
رأيتُه محاصرًا.. يبحث عن ميلاد..
       يبحث عن ولادةٍ جديدةْ
[بقيتُ بلا وطنٍ داخلَ وطني..
صرتُ.. منفيًّا أبحثُ عن وطني..
           داخلَ وطني
لاحظتُه منطويًا في ورقة.. يبكي..
داخلها..
قرأتُ للسُّلطانِ.. توقيعَه..
والرُّخصةَ التي باع بها الوطن].


فبراير 1973م
 
 

ليست هناك تعليقات: