سعود الزدجالي
حينما نظر الفلاسفة إلى العدالة وجدوا أنها في أحسن ظروفها تعاني أزمتها الإنسانية لأنها تلجأ الفعل نفسه لتطهير النفس من آثامها، ولكنني سأتجاوز هذه النظرة المثالية قليلا؛ لأجد نفسي في خضم سذاجة الشارع والرأي العام وفي غياب التأمل والتمعن حتى من الذين يلبسون لبوس الثقافة أو يدّعونها في الأحداث الغريبة التي سرت بليل؛ فلم أجد إلا قول يعقوب النبي عليه السلام ورده على أبنائه:
قالوا يأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين.
فرد عليه السلام: بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
ولا بأس فالأدلة كثيرة وسيما التي هي من شاكلة أدلة إخوة يوسف، وجاءوا على قميصه بدم كذب.
والمثير للضحك والشفقة في الآن نفسه تلكم الصور الباهتة التي نشرها التلفزيون لأبنية حكومية وأن الانسيابية قد بدأت بعد التعطيل الكبير، وأن الارتياح قد ساد من الشعب، وكيف لا يسود وهم يجنون ثمار أولئك الذين سهروا الليالي وخاطروا بأنفسهم لأجل هؤلاء البائسين، واللقاءات القليلة البائسة لأناس لا تصادقهم الكلمةُ إذا أعدوها فكيف إذا كان الموقف مفاجئا لهم، وسط هراء مراسل أو غيره، وتزيين من الشيطان لأعمالهم التي تقمع الشعب بعدما ضمن لهم القائد حريتهم.
والآن.. تساءلوا ما الذي حدث؟
هناك في صحار الرائعة.. حينما بكت البحرُ على شبابها الحر الأبي.. وخيم الظلام.. وبهتت السماءُ باحثةً عن شمسها.. واكتأب الليل فلم يجد أقماره تغتال حريتهم يدٌ غاشمةٌ تريد الانتقام بلغة إلهية اخترناها عنوانا لمقالنا ..
إلام نصبر على هذه النداءات التي تقتلع الفساد من جذورها؟
أليس لنا من حق أن ندافع عن أموالنا وثرواتنا إذا ذهبت الكراسي؟
لماذا لا نحافظ على البقية الباقية من أصحاب الكراسي الذين ربما يخطط مولانا لاقتلاعها من الجذور حتى لا تنبت على أرض عمان ثانية؟
والغريب أن الاعتقالات الغاشمة بدأت بالشباب أنفسهم الذين نظموا الاعتصامات بدل الفوضى الشعبية، ودافعوا عن الحكومة ومنعوا التخريب، وهم تحاوروا مع الحكومة، وحينما كادت أن تصل إلى نهايتها إذا بهم يفاجئون بأقفال بيوتهم تكسر، وتنتهك حرماتهم وسط أبنائهم ونسائهم، وربما مات الأب كمدا وحزنا على ولديه وهما يجران للاعتقال؛ لأنه طالب ذات مرة بمعاقبة الفاسدين الذين خلقوا من التبر ونحن مخلوقون من الطين الآسن، ولكن الأيام التي يُجري شموسَها ربُّ العالمين مدبر الأمر ومفصل الآيات الجبار المنتقم ستكشف كل مستور.
ولا أدري وإن كنت أشفق كيف سيواجه الادعاء حوار هؤلاء الشباب، وأي تهمة ستوجه إلى المئات، ولكنني أقول في نفسي لو أنني صدقت بأنهم مذنبون ومخربون؛ فإذن ناهب الملايين والأموال وآخذ الأراضي والألقاب وصاحب الفساد والمحسوبيات نبي من أنبياء الله أم أنه ملك كريم؟ وهذا لا يطاله القانون أبدا ولو طاله فليكن في الخفاء بعيدا عن أعين؛ فهو أكرم من إبراهيم عليه السلام حينما قال قومه: فاتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون.
لم أجد عندها إلا قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".
وهكذا تتحرر العدالة من قيودها وأزمتها التاريخية، لقد أحرجوا الوطن، وأرادوا به الفتن ولكن الله هو اللطيف الخبير.
قالوا يأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين.
فرد عليه السلام: بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
ولا بأس فالأدلة كثيرة وسيما التي هي من شاكلة أدلة إخوة يوسف، وجاءوا على قميصه بدم كذب.
والمثير للضحك والشفقة في الآن نفسه تلكم الصور الباهتة التي نشرها التلفزيون لأبنية حكومية وأن الانسيابية قد بدأت بعد التعطيل الكبير، وأن الارتياح قد ساد من الشعب، وكيف لا يسود وهم يجنون ثمار أولئك الذين سهروا الليالي وخاطروا بأنفسهم لأجل هؤلاء البائسين، واللقاءات القليلة البائسة لأناس لا تصادقهم الكلمةُ إذا أعدوها فكيف إذا كان الموقف مفاجئا لهم، وسط هراء مراسل أو غيره، وتزيين من الشيطان لأعمالهم التي تقمع الشعب بعدما ضمن لهم القائد حريتهم.
والآن.. تساءلوا ما الذي حدث؟
هناك في صحار الرائعة.. حينما بكت البحرُ على شبابها الحر الأبي.. وخيم الظلام.. وبهتت السماءُ باحثةً عن شمسها.. واكتأب الليل فلم يجد أقماره تغتال حريتهم يدٌ غاشمةٌ تريد الانتقام بلغة إلهية اخترناها عنوانا لمقالنا ..
إلام نصبر على هذه النداءات التي تقتلع الفساد من جذورها؟
أليس لنا من حق أن ندافع عن أموالنا وثرواتنا إذا ذهبت الكراسي؟
لماذا لا نحافظ على البقية الباقية من أصحاب الكراسي الذين ربما يخطط مولانا لاقتلاعها من الجذور حتى لا تنبت على أرض عمان ثانية؟
والغريب أن الاعتقالات الغاشمة بدأت بالشباب أنفسهم الذين نظموا الاعتصامات بدل الفوضى الشعبية، ودافعوا عن الحكومة ومنعوا التخريب، وهم تحاوروا مع الحكومة، وحينما كادت أن تصل إلى نهايتها إذا بهم يفاجئون بأقفال بيوتهم تكسر، وتنتهك حرماتهم وسط أبنائهم ونسائهم، وربما مات الأب كمدا وحزنا على ولديه وهما يجران للاعتقال؛ لأنه طالب ذات مرة بمعاقبة الفاسدين الذين خلقوا من التبر ونحن مخلوقون من الطين الآسن، ولكن الأيام التي يُجري شموسَها ربُّ العالمين مدبر الأمر ومفصل الآيات الجبار المنتقم ستكشف كل مستور.
ولا أدري وإن كنت أشفق كيف سيواجه الادعاء حوار هؤلاء الشباب، وأي تهمة ستوجه إلى المئات، ولكنني أقول في نفسي لو أنني صدقت بأنهم مذنبون ومخربون؛ فإذن ناهب الملايين والأموال وآخذ الأراضي والألقاب وصاحب الفساد والمحسوبيات نبي من أنبياء الله أم أنه ملك كريم؟ وهذا لا يطاله القانون أبدا ولو طاله فليكن في الخفاء بعيدا عن أعين؛ فهو أكرم من إبراهيم عليه السلام حينما قال قومه: فاتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون.
لم أجد عندها إلا قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".
وهكذا تتحرر العدالة من قيودها وأزمتها التاريخية، لقد أحرجوا الوطن، وأرادوا به الفتن ولكن الله هو اللطيف الخبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق