عادل الكلباني
(1)
إنها تمطر هذه الأيام السماء المرصعة بالزرقة على الغبيراء / ظلوا يجيسون الطرقات بقوافلهم التي احتوت المهازل والضحك على الذقون /هل كنا ضالين ساعتها مطرودين من رحمة الله؟
قبل ان تنزل صرخة الشهداء على عروشهم الضاجة بالمآسي والقلق لتقض مضجعهم الذين اضمروا لنا كل سوء قبل سنين واصطفوا في خنادقهم يضحكون يضحكون منا نحن الاقزام في باطنهم / قلبنا عاليهم سافلهم وارتطموا لاول مرة بانجمهم ومعدنهم / الجنرالات الذين قذفهم الشهداء الى مزبلة التاريخ دون عودة.
(2)
سلقونا بألسنة حداد العمالقة الذين كنا ننظر اليهم وهم يركلون مشيئتنا بالأقدام انفطروا واحدا تلو الآخر من ثقب سماء اخرى حسبنا سيلها الجاف لن يمطر ابدا لكنها امطرت امطرت امطرت.
سيل جارف شهداء ومساكين.
(3)
كل الاشجار الخضراء التي ارتوت من ينبوعنا الام، ابتسمت حين عاد اليها الضوء الذي فجره دم الشهيد.
(4)
حزين انا ايتها الأم على ايام مضت امام الابواب دون طارق / لكنها عادت اكثر بهاء في شروق لم نعهده من قبل / ازمنة من رمد تمزقت عناكبه وهي تعبر الباب.
(5)
كم صلوات انقضت ومآذن رفع فيها ذكر الله ووجوه اكتظت بها الساحات يرفعون اصواتهم التي تشبه الصدى حفظناها عن ظهر قلب منذ الطفولة المفتونة بأحاديثهم التي نتقيأها الآن كالغثيان، اياكم والفتنة، (اطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم) حين بارك الشهداء صلواتنا وارتفعت من أسقف المساجد، تفرقنا عنهم فرادى وزرافات تاركين مواعظهم الجافة كأسفار في بادية الظلمات تقرعها الريح.
(6)
ايها الشهيد بين يديك قرآن يتلى / توراة لأسفار خلت / انجيل باسم الرب / لخلود ذكرك البازغ في وجه الدهر/ كل الحيوات زهت بك عروجها الى عليين / ونحن الذين نلتمس تفاصيلنا المخضبة بهذا البهاء الذي اترع الارض حبا وحنينا.
(7)
اغلقوا الابواب وابكوا على انفسكم فقد مرت قافلة الشهداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق