15 أبريل 2011

رسالة إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله

عادل الكلباني

       أيها المجاهد الذي اعتبرناك كبيرا ومازلت في نفوس الاحرار والابرياء، ربما انت الوحيد الذي اثلج  صدورنا كأمين عام للمقاومة ضد الكيان الصهويني – اسرائيل اليوم – في هزيمتها  المنسحبة تجر  ارتال الخيبة والهزيمة من جنوب لبنان، هذه المقاومة التي تؤيدك فيها الشعوب وتدعو الله لك دائما وللمجاهدين العظماء لكم النصر في كل صلاة، حتى جدتي وهي تبدأ البسملة في الاكل اسمعها تقول ببساطة (الله ينصر المجاهدين).
***

      وفي عام 2006م حين قاومت لبنان الابية العدو الغاشم في تحد سافر امام الامم وقتل الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، كم كنا نبكي فرحا حين تطل بطلعتك البهية علينا في القنوات الفضائية وتتحدى اسرائيل مباشرة بضرب بارجة لها وتدميرها بطريقة افجعت امريكا وصعقت الكيان الصهيوني الذي انهارت حكومته بعد الحرب -غسلوا ادمغتنا هؤلاء الزعماء العرب –دون استثناء – بأنه لا يمكن هزيمة اسرائيل المدججة بالأسلحة والدعم الغربي لها، وخرج علينا اكثر من مفت في ديار العرب كي يحاول وأد هذا النصر وتشتيت المقاومة الى شيعة وسنة. لقد كتب التاريخ للمجاهدين العظماء بمداد من ذهب لن يمحوه الزمن بأنهم هم الخالدون وان غيرهم مجرد اصفار على الشمال لا قيمة لها، وسيحملون أوزار ما اقترفت دعواهم وفتاواهم امام الله في محكمته العليا التي لن ينجوا منها ابدا، ودليل ذلك الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك واتباعه الذين كانوا ينظرون الى ما يحدث بكل برود، متناسين الامن القومي المصري، وثقل مصر العظيم. لقد همش دور مصر فما برح ان همشه الشعب، ليحاكم الآن على ما اقترفت يداه من مظالم وفساد امام شعب مصر العظيم، وفي الايام القادمة سوف يسقط آخرون كثر مهما حاولوا رشوة الشعوب بأموالهم واحتكار الفتاوى لمصالحهم الخاصة.
***
         
      لقد قلبتم الطاولة عليهم زعماء العرب المستبدين، الذين ألقونا في متون  المهالك والمحارق والخيبة والفشل في كل صعيد واتجاه، فلا نحن بعلم يرفع الرؤوس امام الامم ولا بأدب  يدونه الاحرار كتجربة كفاح وحياة. لقد مزقونا شر ممزق وفرقونا شيعة واحزابا، دمرونا بكل ما تحمله الكلمة في الشكل والمضمون، فالأشكال علموها الخنوع والخضوع والركوع والمضمون فارغ من كل معنى، لقد قادونا الى التهلكة والذبح كالنعاج مستسلمين الى اقدار كالجبر علمونا اياها هؤلاء الذين يتشدقون باسم الدين، وهم المترفون بكل نعيم، بينما اكثرنا تغوص اقدامه في مستنقات من الذل والقهر والفقر، وحين اردنا الكرامة والحرية سلقونا بالنار والحديد.
***

       ايها المجاهد الذي اعتبرناك كبيرا، اين انت الآن مما يفعله النظام السوري الغاشم بقتل الابرياء وترويعهم واذلالهم، لماذا لا تنصر المظلومين، وانت في كل خطاب تدعو للثورة والتغيير والكرامة والحرية للمسلمين، لقد كنت تندد بما يفعله الكيان الصهيوني ضد اخوتنا في غزة، وهددت وتوعدت بأن نصر الله قريب، وان الاخوة في غزة سوف ينتصرون، بعدما تكالبت عليهم الامم والعرب وخاصة النظام المصري الذي ركله الاحرار الى مزبلة التاريخ وهو يدفع الآن فاتورة الخضوع والخنوع والفساد بعزيمة الشعب، لأن كلمة الشعب سابقا في مفهومهم. رقم غير صحيح، ولكن المعادلة انقلبت وأعادت جذورها لتطرد الناقص الى غير رجعة، ام ان دماء المسلمين في نظرك لها لون مغاير وشكل آخر ففي غزة لها شكل قوس قزح لوجود اسرائيل، وفي سوريا له لون السواد فلا تستطيع الرؤية أو النطق  كأنما اصابك البكم لوجود نظام بعثي انت اعلم به منا ماذا فعل بأهله ووطنه حين باع ارضه الجولان بثمن بخس الى ما نسميهم  بالصهاينة، لماذا لا ترفع كلمة الحق في وجه الطغاة؟، وتطلب من هذا النظام ان يكف يده وامنه عن  قتل مواطنيه لانهم ارادوا الحرية والكرامة وكفاهم ما لاقوه من ذل من هذا النظام البعثي على يد ابيه سابقا، ثم جاء الابن ليكمل المشوار، ليس مشوار الاصلاح ابدا، انما مشوار الكبت والقهر والجبروت، والا فما الذي منع هذا الرئيس من الاصلاح طيلة العشر سنوات الاخيرة التي تسلم فيها زمام السلطة بعد وفاة ابيه عام 2000م، في مهزلة  قادها عبدالحليم خدام نائب الرئيس  – الذي انقلب على النظام المؤسس له حين فر هاربا من بلده بعد تقاعده ليشرع في الحديث عن المظالم ومساوئ حزب البعث الذي كان احد اركان الفساد فيه  سابقا في لقاء مع قناة العربية منذ سنوات  - واستطاع بمجلس الشعب الصوري – لانه صورة وليس اصلا-  تغيير الدستورالبعثي – وليس السوري طبعا – لأن الشعب خارج دائرة البعث  في ومضة عين تم ترقيت بشار الاسد من عقيد الى رتبة فريق، وتغيير السن القانونية  ليتمكن من تسلم السلطة.
***

          (الساكت عن الحق شيطان اخرس ) يا شيخنا الكبير، فما بالك بمن يقتل وتسيل دماء الابرياء في شوارع درعا واللاذقية وبانياس ودمشق، والكل صامت، دعك من مفرقة  الدول العربية – عفوا جامعة الدول العربية -  فهذه الاشكال نصبت لنا  لتتقاضى الرواتب آخر كل شهر، والا فأين امينها العام هذا من هذه المشاهد المروعة التي تصدم الضمير الحي وتبكيه، قد غسلت الشعوب ايديها منها بالصابون والديتول واخيرا التراب لولوغها  في المهانة حتى منتهاها.

ليست هناك تعليقات: