عبديغوث
2011-05-27
إلى عُمان .. بلادي أيضا لا أعرفك أيتها الحرية يقولون جناحان بيضاوان بيتك في الأعالي لونك وطن وأنك بداهة .. الإنسان.
لا أعرفك أيتها الحرية
يقولون تشبهين طائرة ورقية
وحينما كنت صغيرا صدقتُ ذلك
صدقته كثيرا
لكن الآن لا سماء لي ولك
السماء أوطأ من سقف البيت
فكيف تطيرين وأطير معك
يا طائرتي الورقية!؟
لا أعرفك أيتها الحرية
يقولون إن لك طعما ولونا ورائحة
لكني لم أذقك ولم أرك ولا شممتك
أيتها الفاكهة النادرة
لا أعرفك أيتها الحرية
يقولون تشبهين الزغاريد
وجميلة مثل كُحل البدويات
مثل حنّاء أقدام الأمهات
لكني لم أسمعك
ولم تكتحل عيناي برؤيتك
وشجرة الحنّاء يابسة
لا أعرفك أيتها الحرية
توهمتُ الدبابة حمامة
توهمتُ الشرطي يبتسم لنا
توهمتُ الجندي شهيدا لا شاهدا
على خريف الحرية
يقولون وصلنا الهند والسند
وصلنا أدغال أفريقيا
وصلنا القمر!
لكنني لا أعرفك أيتها الحرية
لأننا لم نصل أبدا.
تأملتُ كثيرا أزياءنا التقليدية
رقصاتنا الشعبية
تأملتُ كثيرا أزهار الجبال
وذهب الرمال
وكدت أنام على عد النجوم
لكنني لا أعرفك أيتها الحرية
سئمتُ .. سئمتُ
ولم أجد سوى باب مُغلق
طحالب وجثث تمشي
في الشوارع والساحات
وتنحني تحت قُبة الثريات
تحمد الحجاب
وتمجّد العصا المدهونة بالسمن
وتنام دون أن تحلم حتى بأحلام أطفالها!
فكيف أعرفك أيتها الحرية؟
لا أعرفك أيتها الحرية
تعبتُ من صيادي اليمام في الفجر
من الأحذية التي تصفع الأرض الناعمة
تعبتُ من الصوت الواحد
والطلقة الواحدة
ومن كل هذا القبح
صبحا ومساء
لا أعرفك أيتها الحرية
فلا دفتر مدرسي لديّ
ولا حتى كراسة رسم لأرسم عليها
رجلا يرقص 'الرزحة'
وامرأة تغني 'أوو الزين وا زوين'.
لا أعرفك أيتها الحرية
طريقك طويل .. طويل
لكن لدي سؤال ساذج:
لماذا أنفاس العُمانيين
أقصر من نفسِك!؟
لماذا أيتها الحرية!؟
لماذاااااااااااااااااااا!؟
مسقط مِسْكٍ
مارس أبريل 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق