24 أغسطس 2011

في الرِّباط.. في دمشق.. قصيدتان

يوسف الزدجالي

في الرِّباطِ نزلنا
وكانتْ وجوهُ المدينةِ فاتحةً
كالصَّباحْ
وكنا ثلاثة أصحابَ
يأخُذُنا البَرْدُ نحو الخيال
إلى صيفِ مسقط

كنا
نُحدِّث أنفسَنا
عن جمالِ المباني القديمة
كنا نُؤثِّثُ في جوِّنا
فسحةً كي نُوازي انتشاءَ النَّخيل
بريحِ الأعالي
على سفحِ بحرٍ هو الجبلُ الآخرُ المستريحْ

في الرِّباط
وجدنا ملائكةً تأخُذُ الرِّزقَ في غفلةٍ
من قادمٍ لم يكنْ ليراها
سوى
مَرَّةٍ
في الطَّريقِ المؤدِّي إلى السُّوق
أو في الطَّريقِ المؤدِّي إلى باحةٍ فارغةْ.

كنا نبيع المناديلُ عن طفلةٍ
أخبرتها القناديلُ
أنَّ السَّماءَ أعدَّتْ لعينيك رزقًا
هناك على سدرةِ المُنتَهى
فاكبُرِي

كنا
نُكَفْكِفُ عن دمعِنا
حيث كنا الفرح
وكانتْ عجوزٌ هي الدَّمعةُ الفائقةْ،

كنا سعيدين بالحزنِ جدًّا
وكانتْ نجومُ عُمانْ
قد أطفأتْها الرِّباطُ هنا
بنجومِ الرِّباطْ.


في دِمَشْقَ
تَدُقُّ الأغاني طواحينَها بالرَّصاصْ
وفيها
يفوزُ الذي بيديه انتهاءُ الكلامْ
بقطرةِ دم
وفيها
يقولونَ: إنَّ المنازلَ باتتْ ضريحَ الأسدْ
وإنَّ القبورَ منازلُنا
والمدى كلَّه
أغنياتُ الشَّهيدْ

في دمشقَ
سيُصبِح نَزْفُ الجريحِ معاويةً
لانتهاءِ دويلاتِهم
وتُصبِح كلُّ البقايا حسينْ

في دمشقَ
يعودُ نزارُ بكُرْباجِهِ في حزيرانَ
يُنبِئُ أنَّ الخواتيمَ في البَرْدِ
سوف تكون انتصارا
وأنَّ جراحَ الدِّمشقيِّ
سوف تكون الأبدْ

في دمشقَ
سيخرُجُ من عرشِهِ أسدٌ
يتعشَّى على لحمِ سيِّدةٍ من ضِياعِ الأغاني

في دمشقَ
سيشربُ من دمِنا أسدٌ قاتِمُ اللَّونِ
حتَّى
يَ مُ وْ تْ.

ليست هناك تعليقات: