عبدالله خميس
مهرجان سينمائي "سري"!
تنطلق خلال الفترة من 23 إلى 29 فبراير الجاري فعاليات "المهرجان السينمائي الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" والذي ينعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو مهرجان –كما يَبِين من عنوانه- يتبع للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتشرف على تنظيمه وزارات الثقافة في بلدان الخليج. موعد المهرجان المذكو أعلاه قد يكون نهائيا وقد لا يكون كذلك، فقد سبق للموعد أن شهد تغييرا واحدا على الأقل من قبل. أغرب ما يتعلق بالمهرجان هو إحاطته بطابع من السرية العجيبة، ليس في عُمان وحدها، بل تقريبا في جميع بلدان الخليج. ففي بلادنا لم يتم الإعلان عن هذا المهرجان مطلقا ولم يتم نشر دعوة إعلامية علنية لصناع الأفلام للمشاركة فيه. نفس الأمر حدث في الكويت، حيث لم يتم "تبادل الأخبار" عن المهرجان إلا قبل انتهاء موعد تقديم الأعمال المشاركة ببضعة أيام بما لا يعطي فرصة لأي أحد للمشاركة!
بالنسبة لبلادنا، فكل اللوم على عدم نشر إعلان يدعو صناع الأفلام للمشاركة في المهرجان يقع على عاتق وزارة التراث والثقافة، وهو أمر نجهل سببه، فلا أظن أن الوزارة لا تملك بندا في الميزانية يجيز لها نشر إعلان من هذا القبيل. كل ما فعلته وزارة التراث والثقافة أنها أحالت الأمر للجمعية العمانية للسينما، وهناك قام أعضاء الجمعية بمخاطبة من يعرفونهم بصفة شخصية ودعوتهم للمشاركة، لكن جمعية السينما لم تقم هي الأخرى بعمل إعلان حول الموضوع، ولا لوم عليها في ذلك، فالمسؤول الأول عن الفعالية هو وزارة التراث والثقافة التي أدى تكتمها على الموضوع إلى وجود مشاركة عمانية محدودة للغاية. شخصيا سمعتُ بأمر هذا المهرجان "السري" من رئيس الجمعية العمانية للسينما وذلك بمحض لقاء جمعني بالصدفة به، ولولا ذلك لما كنت قد عرفت بالأمر. إنه لمن نافل القول أن أعضاء الجمعية العمانية للسينما لا يعرفون جميع صناع الأفلام في بلادنا، وليس جميع صناع الأفلام أعضاء في الجمعية، لذا فمن المتوقع أن الكثير من السينمائيين لم يسمعوا عن هذا المهرجان. وما حدث لي هو أنني ذهبت لوزارة التراث والثقافة لأعرف المزيد عن المهرجان، لكني لم أجد تعاونا كافيا، بل وجدت المزيد من الحرص على التكتم الذي أجهل أسبابه! وبما أنني صرت أعرف أن حال التكتم بخصوص المهرجان ليس في عُمان وحدها فحسب، فإنني أتساءل عن أسبابه. هل الهدف هو إشراك مجموعة محددة فقط من صناع الأفلام الخليجيين ممن ترتضيهم وزارات الثقافة الخليجية ليتنافسوا فيما بينهم بأفلامهم "الرسمية"؟ إذا كان الأمر كذلك فكم هم سعداء مَن لم يسمعوا بهذا المهرجان أصلا، والسينما نفسها هي الرابح الأكبر في عدم المشاركة بمهرجان "سري" للأفلام!
تنطلق خلال الفترة من 23 إلى 29 فبراير الجاري فعاليات "المهرجان السينمائي الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" والذي ينعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو مهرجان –كما يَبِين من عنوانه- يتبع للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتشرف على تنظيمه وزارات الثقافة في بلدان الخليج. موعد المهرجان المذكو أعلاه قد يكون نهائيا وقد لا يكون كذلك، فقد سبق للموعد أن شهد تغييرا واحدا على الأقل من قبل. أغرب ما يتعلق بالمهرجان هو إحاطته بطابع من السرية العجيبة، ليس في عُمان وحدها، بل تقريبا في جميع بلدان الخليج. ففي بلادنا لم يتم الإعلان عن هذا المهرجان مطلقا ولم يتم نشر دعوة إعلامية علنية لصناع الأفلام للمشاركة فيه. نفس الأمر حدث في الكويت، حيث لم يتم "تبادل الأخبار" عن المهرجان إلا قبل انتهاء موعد تقديم الأعمال المشاركة ببضعة أيام بما لا يعطي فرصة لأي أحد للمشاركة!
بالنسبة لبلادنا، فكل اللوم على عدم نشر إعلان يدعو صناع الأفلام للمشاركة في المهرجان يقع على عاتق وزارة التراث والثقافة، وهو أمر نجهل سببه، فلا أظن أن الوزارة لا تملك بندا في الميزانية يجيز لها نشر إعلان من هذا القبيل. كل ما فعلته وزارة التراث والثقافة أنها أحالت الأمر للجمعية العمانية للسينما، وهناك قام أعضاء الجمعية بمخاطبة من يعرفونهم بصفة شخصية ودعوتهم للمشاركة، لكن جمعية السينما لم تقم هي الأخرى بعمل إعلان حول الموضوع، ولا لوم عليها في ذلك، فالمسؤول الأول عن الفعالية هو وزارة التراث والثقافة التي أدى تكتمها على الموضوع إلى وجود مشاركة عمانية محدودة للغاية. شخصيا سمعتُ بأمر هذا المهرجان "السري" من رئيس الجمعية العمانية للسينما وذلك بمحض لقاء جمعني بالصدفة به، ولولا ذلك لما كنت قد عرفت بالأمر. إنه لمن نافل القول أن أعضاء الجمعية العمانية للسينما لا يعرفون جميع صناع الأفلام في بلادنا، وليس جميع صناع الأفلام أعضاء في الجمعية، لذا فمن المتوقع أن الكثير من السينمائيين لم يسمعوا عن هذا المهرجان. وما حدث لي هو أنني ذهبت لوزارة التراث والثقافة لأعرف المزيد عن المهرجان، لكني لم أجد تعاونا كافيا، بل وجدت المزيد من الحرص على التكتم الذي أجهل أسبابه! وبما أنني صرت أعرف أن حال التكتم بخصوص المهرجان ليس في عُمان وحدها فحسب، فإنني أتساءل عن أسبابه. هل الهدف هو إشراك مجموعة محددة فقط من صناع الأفلام الخليجيين ممن ترتضيهم وزارات الثقافة الخليجية ليتنافسوا فيما بينهم بأفلامهم "الرسمية"؟ إذا كان الأمر كذلك فكم هم سعداء مَن لم يسمعوا بهذا المهرجان أصلا، والسينما نفسها هي الرابح الأكبر في عدم المشاركة بمهرجان "سري" للأفلام!
زينة القطب الجنوبي
مدهشة عائلة الأصدقاء "آل تويه"، حقا إن الإبداع يمكن أن يجري أحيانا في عروق عائلة بأكملها. القاص سالم آل تويه كاتب جاد وجريء، فضلا عن كونه ناشطا حقوقيا شجاعا. نشر مؤخرا روايته الجريئة "أيوب شاهين"، مسبوقة بمجموعته القصصية "حد الشوف" التي قدمت قصصا مغايرة واجترحت ثيمات لم تتطرق إليها الكتابة العمانية من قبل. أخوه الأصغر، عبدالله، اسم واعد جدا بدوره، فهو يسير في ركب المفكرين العرب الكبار المنشغلين بقضايا فكرية تخص جوهر الفكر والثقافة العربية، ودراسته التي نشرها مؤخرا عن المفكر الكبير الراحل نصر حامد أبو زيد مؤشر على عمق اطلاعه وهضمه للفكر العربي، وهو إلى جانب ذلك مترجم محترف مازلنا ننتظر أن تسمح ظروفه الحياتية ليغذينا بالمزيد من الإبداع على صعيد الترجمة. وحين يتعلق الأمر بالترجمة فإن زوينة، ابنة هذه العائلة المبدعة، هي الأخرى مترجمة فذة، وسبق لها أن ترجمت كتابا تخصصيا مثل "دليل مشاهدة الطيور العمانية" وهو عمل مرهق له مصطلحاته وقاموسه اللغوي الخاص به، وكانت زوينة قد أدهشتنا وأمتعتنا بمجموعتها القصصية "المرأة الواقفة تجلس" التي تعكس امرأة/كاتبة واعية بأدواتها ولديها رؤيتها الخاصة، وقد اختارت مؤخرا بعناية القصة الطويلة "بارتلبي النساخ" لهيرمان ميلفل لتترجمها للعربية بلغة عذبة مشوقة، رغم أنها تصدت لعمل صعب بالأساس في لغته الأم.
اليوم تفاجئنا عائلة آل تويه بموهبة أخرى جديدة هي زينة، الابنة الصغرى –حسب علمي-، والتي تخوض مغامرة خلاقة من نوع خاص. ستصبح زينة آل تويه قريبا جدا أول إنسان عماني تطأ قدماه الأرض الجليدية للقطب الجنوبي المتجمد. سترتحل زينة في مغامرة غير هينة مع فريق من العلماء والمغامرين لتصل في رحلة مضنية إلى أرض القطب الجنوبي، باعثة بعدة رسائل منها التوعية البيئية بالمخاطر التي يتعرض لها كوكب الأرض، وكذلك لتثبت أن الإنسان العماني قادر على أن يكون خلاقا، وأنه صاحب عزيمة ومبادرة.
لم تأتِ مغامرة القطب الجنوبي المتجمد جاهزة لزينة، بل هي من سعت إليها وعملت جاهدة طوال عدة أشهر لإقناع مجموعة من المؤسسات الخاصة في بلادنا لتتبنى تمويل مشاركتها في هذه المهمة الفريدة التي ستكتسب زينة وبلادنا كلها من ورائها سمعة دولية حميدة. كل نَفَس لاهث ستزفره زينة في رحلتها الصعبة سيكون بمثابة خطوة إضافية تحمل من خلالها علم بلادها إلى الأمام. ياله من عمل جدير بالإعجاب، ويالها من فتاة مغامرة مليئة بالحماس والطموح، ويالها من عائلة يجري الإبداع في دم أفرادها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق