كتّاب ومحامون ومثقفون عمانيون يضربون عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم

     بدأ كتاب ومحامون ومثقفون عمانيون محتجزون في سجن سمائل المركزي اليوم إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم.. وكانت السلطات الأمنية في سلطنة عمان قد شنت منذ الجمعة الماضية حملة اعتقالات شملت كتاباً معروفين ومحامين ومدونين ونشطاء منتديات التواصل الاجتماعي بداعي أنهم "من أبرز المسيئين والمحرضين" كما جاء في بيان أصدره الادعاء العام اليوم الأربعاء.. وأضاف البيان أنه "سيتم التحقيق معهم وتـقديمهم للجهات القضائية وفق الإجراءات القانونية المعمول بـها في هذا الشأن".. لكن المعتقلين يقولون إن سبب إضرابهم هو تباطؤ الادعاء العام في التحقيق معهم وعدم السماح لهم بمقابلة محاميهم.. ومن أبرز المضربين  الشاعر العماني المعروف سماء عيسى رائد قصيدة النثر في عُمان وأحد الناشطين في العمل المدني، وأحد أصوات الحكمة التي كانت تدعو الشباب للتعقل خلال الأحداث الأخيرة، والكاتب والباحث سعيد بن سلطان الهاشمي الحائز جائزة الإنجاز الثقافي البارز في سلطنة عمان لعام 2009، وهي جائزة غير حكومية تُمنح للناشطين في منظمات المجتمع المدني، والإعلامية باسمة الراجحي صاحبة البرنامج الإذاعي "لا تقلب الصفحة" في إذاعة هلا أف أم الخاصة  الذي كان يناقش قضايا جريئة مرتبطة بهموم المواطن العماني.. وكان هذان الأخيران قد تعرضا للخطف والضرب في أبريل من العام الماضي من قبل ملثمين لكونهما من أبرز المعتصمين أمام مجلس الشورى العماني، واتهم الهاشمي آنذاك جهات أمنية بالتعرض لهما، ولكن القضية حفظت بعد ذلك ضد مجهول.. ومن المضربين أيضا المحامية والناشطة الحقوقية بسمة مبارك سعيد التي بدأتْ إضرابها قبل يومين، والكاتب والناقد ناصر صالح  الحائز جائزة سعاد الصباح العربية في النقد، والصحفي مختار الهنائي والمدون محمد الفزاري والشاعر حمد الخروصي والقاص حمود الراشدي..

وكانت سلطنة عمان قد استبقت هذه الاعتقالات بحملة إعلامية شرسة بدأتْها ببيان تحذيري من الادعاء العام نشره منتصف الأسبوع الماضي حذر فيه باتخاذ كافة الإجراءات  "ضد كل من يقوم بالتحريض عبر الكتابات المسيئة أو الدعوات التحريضية أو من يساعد عليها بأي شكل كان".. وخصص تليفزيون سلطنة عُمان حلقة من البرنامج الحواري السياسي "شؤون الساعة" مساء أمس الثلاثاء لموضوع الاعتقالات حيث بدا واضحاً انحيازه لرأي السلطات الأمنية من اختياره رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض باقوير لتمثيل وجهة نظر الكتّاب والصحافيين المعتقلين رغم أنه أحد أبرز الوجوه المتبنية لوجهات نظر الحكومة خلال حركة الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها السلطنة في الفترة ما بين فبراير ومايو من العام الماضي..