في أعماق النوم داهمني كابوس مفزع: رأيت ثقباً أسود ينفتح في الفراغ ويتسع حتى لم أعد أرى شيئاً بعد ذلك، وظننت نفسي أسبح في ذلك الثقب كأنه بئر مقلوبة قعرها في السماء وفمها في الأرض.
مفزوعاً أتصبب عرقاً صحوت فعرفت أنه كابوس، وتذكرت أن نوم بعد الظهر شديد الوطأة وجلاب لأضغاث الأحلام، لكنني فتحت النافذة فرأيت البيوت والمتاجر والأشجار القليلة كالحة بلون قاتم، ورفعت رأسي فرأيت ذلك الثقب إياه يتجسد في الواقع كما كان في الكابوس، وخفضت بصري إذ آذاني ألم شديد في عيني جراء قتامة المنظر، ولما عاودت النظر شعرت بحرقة في بؤبؤي توحي بتجرحهما، وهالني ما رأيت: لقد كانت الأرض بلا سماء!
مددت عنقي من النافذة غير مصدق عيني فلفحني هواء عطن لا حاراً ولا بارداً ولا بين هذا وذاك، ورفعت رأسي عالياً فسال دم من عيني واسودت الرؤية تماماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق