29 أغسطس 2010

استئناس وتدجين!.. إلى سيف الرَّحبي، إلى زاهر الغافري

استئناسُ الذئب

شعر: محمَّد السِّناني


إلى سيف الرحبي


ما زلتَ تعوي
وما زال صوتُكَ يؤنسُ روحَ الصعاليك فينا.
ولكنّكَ الآنَ تشبهُ ذئبَ الفرزدق،
حينَ أنِستَ إلى اللحم والنار والسيف،
حين سقطتَ عن الليل في حفرةٍ،
وارتضيتَ الفُتات.



أما كان من حقِّ كلِّ الذئابِ
الركونُ إلى زوجةٍ أو وظيفة؟


ستنأى الجبالُ التي خبأتْ صوتَكَ المتلاشي،
ستنأى المقابرُ عن خطواتِكَ عند الربيع،
ستنأى البحارُ القديمةُ عنك،
ستنأى الصحارى البعيداتُ أكثر،
ستنأى القصائد،
ستنأى البلادُ التي تتوزَّعُ في لعبة المونوبولي.



ويدنو إلى ليلكَ السَّحَرَةْ
ينادونك، الآنَ باسمكَ يا أيها الذئبُ:
(تعالَ إلى موتنا الحيّ
تعالَ إلى السُّخرةِ الأبدية)



ماذا ستفعل يا صاحبي؟
ستَنْسُجُ من دمكَ، الآنَ، قمصانُ موتِ الكلام!


26/1/2010م
صور



تدجين النسر

إلى زاهر الغافري


كنّا قرأنا جناحيكَ في الريح إنجيلَ منفى،
كتاباً من الضوء يفتحُ آفاقَنا للكلام،
كلامِ الشهيد الأخير عن الجسد المشتهى،
عن الكأس آنَ تجفُّ الثمالةُ والحُلمُ فيها.


لماذا تقرِّرُ، قبلَ حلولِ النهايةِ، موتَ القمم؟
لماذا تقرر أنْ تسمعَ الآنَ صوتَ العدم؟



ها هي الهاوية
تناديكَ، فاسمعْ نداءَ القصيدةِ فيك:
يحيي ارتطامُكَ بالأرض
روحَ التمردِ فيها،
روحَ الكرامةِ،
روحَ العلوِّ،
وروحَ الألم.



ليس لقَنِّ الدجاجِ، هنا، رايةٌ كي ترفرفَ فيها،
وليس لمنفاكَ من عودةٍ كي تعود،
لا أرزَّ يرشُّ عليك،
ولا منبرٌ كي تنافسَ ديكَ الفصاحةِ فيه،
ولا موطئٌ لمخالبكَ الحاذقاتِ بصيد الفرائس.



كيف ستمشي على العشب
من بعد خمسين عاماً على الطيران؟
كيف يُدجِّنُكَ الوقتُ يا صاحبي؟
كيف تصادقُكَ الببغاوات؟
كيف تُضيِّعُكَ الأروقة؟


عُدْ عالياً، واتحدْ بالألم


26/1/1010م
صور

ليست هناك تعليقات: