سالم آل تويّه
أمر غريب ومريب ما قامت به جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين بإعلانها تكريمي في الحفل الذي أقامته بالنادي الثقافي أمس الثلاثاء.
إنني أرفض هذا التكريم رفضًا قاطعًا، وأتبرأ منه، وأعلن عدم علاقتي به، فهو يخص جمعية الكتاب وحدها، وبالنسبة إليَّ: لو رأيت جائزة جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين هذه لأحرقتها ورميتها في أقرب سلة قاذورات، إذ –من وجهة نظري- لا تتعدَّى كونها قذارة من الناحيتين المعنوية والمادية، ولا يمكنني في أي حال من الأحوال أن ألوِّث نفسي بقبولها.
لكن لهذه المهزلة حكاية يجب أن أكتبها هنا بيانًا لما قد يُعتقَد أنني راض به، فقد يوحي نشر اسمي في الصحف هذا اليوم ضمن قائمة "المكرمين" بقبولي بهذه السُّبَّة. ولعل جمعية الكتاب نفسها تعلم أنني قاطعتها منذ نشأتْ، فهي في رأيي ليست إلا صنيع الأمن والمخابرات لطيِّ الكُتَّاب واتجاهاتهم تحت أجنحة عيونها الساهرة على الخراب والتشويه والإرهاب والتنصت والارتزاق. وسواء فغر أحدهم فاه أم مؤخرته فهذه هي الحقيقة من أولها إلى أن يكتمل الخراب وتنجز المهمة بضراوتها المعهودة، فالثقافة والأدب في بلادنا -في نهاية المطاف- مسيطر عليهما سيطرة تخرجهما عن دورهما الطبيعي اللصيق بالمجتمع ومعارضة التشويه والدجل، وبالتالي فإن الكتاب والمثقفين قطيعٌ –مثل قطيع المواطنين المغلوب على أمره- يجب أن يُسَاق إلى منصة القرابين وتقديم الولاء والخضوع، وفي جميع الأحوال يجب أن يستظل بظل الحكومة ويتغنى بأمجادها ويفقد أدنى مقوماته المدنية من أجل عيني الخطط الخمسية والعشرية. ومع ذلك ينبغي لهذا القطيع المطيع أن يتشدق بقول العكس دائمًا. وطالما كان هذا القطيع قطيعًا، وطالما كان صنيع الأمن الذي تبين أنه عدو البلاد وأخطر من جميع الأخطار التي يتشدق بأنه يحمي البلاد منها، في هذه الحال سيستمر الخراب، ويصمت المتواطئون، وتُشترى الذِّمم تحت يافطة كبيرة طريق جحيمها مفروشة بالنيات الحسنة: الواجب الوطنيّ!.
في تمام الساعة السابعة واثنتين وثلاثين دقيقة من ليل السبت الماضي الموافق 11 ديسمبر اتصلت بي سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء. فوجئت بهاتفها، إذ طيلة السنوات الماضية ربما لم نتبادل سوى بضع كلمات ترحيبية تعد على أصابع اليد، وبرغم ذلك كانت سعادتها –غمرها الله بالسعادة- سعيدة ضحوكًا، وقد قدرت اتصالها، وقلت ما يبين رفضي بوضوح. عليَّ أن أقول الآن إن مكالمة سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء كانت شديدة الغرابة. قالت إنني من "المكرمين"، ولم يكن مجديًا أن أسألها لماذا فقد قالت لأنني من الرواد!، وعندما قلت إنني من كتاب التسعينيات تحدثت عن التجديد في القصة القصيرة!. قلت لها إن هناك تحفظات بالنسبة إليَّ على جمعية الكتاب والنادي الثقافي، وطال الحديث عن قول سعادتها إن باستطاعتي قول رأيي في النادي الثقافي. وفي الحقيقة لا يعنيني إطلاقًا أن ألوث قدمي بعتبات ذلك المستنقع الذي تدير منه الحكومة خططها الثقافية. ولما وصل الحرج مداه باقتراح سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء استلام القاصة بشرى خلفان "جائزتي" أجبتها بعدم إمكانية ذلك، وذلك بعد رفضي الصريح حضور استلام أي جائزة، ثم سألتني عمن أرشحه لاستلام الجائزة فقلت لها لا أحد إطلاقًا، وشكرتها بتهذيب على اتصالها، وانتهت المكالمة هنا إلى أن فوجئت أمس الثلاثاء في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة ليلًا باتصال القاصة بشرى خلفان لتبلغني بأنها استلمت "جائزتي"!. ياله من أمر غريب وفي غاية السخف. سردت لبشرى بعض ما جرى في أثناء اتصال سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بي ليل السبت، وأنني أرفض تلك الجائزة. كنت مشغولًا ساعتها، فأعدت الاتصال ببشرى لاحقًا لأؤكد لها رفضي ورجائي أن تعيد تلك "الجائزة" إلى سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء.
استغربت من اقتراح سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بترشيح القاصة بشرى خلفان لاستلام الجائزة، وأخبرت بشرى بأنني قلت لـ سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بصراحة واضحة إنني لا أرغب في استلام بشرى الجائزة بدلًا عني ولا أي أحد ولا أرغب في استلام أي "جائزة"؛ قالت بشرى إن سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بنفسها نادت اسمي في ذلك الحفل أمس وقالت إنه بناء على رغبتي أرشحها لاستلام "الجائزة"!. هل هذا الكلام صحيح يا سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، هل هذا صحيح أم كذب؟!. ماذا يمكن أن يُفهَم من رفضي استلام تلك "الجائزة" حسبما أخبرتك بالهاتف؟!؛ هل هذا يعني أنني أرغب في استلامها؟!. إنه أمر في غاية الغرابة والاستفزاز، هل تريدون تكريمي بالإجبار؟!. إنني في غاية الغنى عن "جائزتكم" و"تكريمكم" وكل ما يأتي منكم.
إن دور جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين دور في غاية الريبة، فلا أجندة مستقلة لهذه الجمعية، وكل دورها لا يخرج عن نطاق المخطط له من قبل الدولة والصمت في الأوقات التي يجب فيها إعلان صوت الكاتب والمثقف المستقلين المعارضين لأي استبداد وفساد وانتهاك لحرية التعبير. صوت الكاتب والمثقف المنشقَّين عن أي صف معوج تخلقه الحكومة الفاسدة وتملي عليه دوره هو ما يجب أن يسمع من أي جمعية كتاب في العالم. وطالما تعذر إعلان هذا الصوت الحر المستقل من جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين فإن الانتماء إليها عار؛ وهذا هو موقفي بالضبط من هذه الجمعية الإمَّعة. والغريب أيضًا أنه قبل عدة سنوات حين أرادت وزارة الداخلية المتخلفة إلغاء اسمي (آل تويّه) اقترح أحد الأصدقاء الكتاب وقتها وقوف جمعية الكتاب العُمانيين إلى صفي وأختي زوينة الكاتبة والمترجمة وتوقيع بيان يُطالب وزير الداخلية بحقنا، فأبلغت صديقي باستحالة صدور هذا البيان من جمعية كهذه، إلا أن هذا الصديق أصر وألح وقال إنه سيحاول، إلى أن تبين الأمر في اجتماع مجلس إدارة الجمعية بقولهم إنني وزوينة غير عضوين في جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين ولهذا لا يمكن التضامن معنا، فحاول الصديق إقناعي بدفع رسوم اشتراك الجمعية، فقلت له حرفيًّا أن يبلغ مجلس إدارة الجمعية بأنني وأختي لا نعتمد عليهم في أي شيء ولو فعلنا لخسرنا قضيتنا وخسرنا أنفسنا، وأننا سنلقن الداخلية وأمثالها من المتنطعين درسًا لن ينسوه حتى آخر لعنة في أرواحهم الشمطاء، وأننا في غنى عن بيان جمعية تجبن عن أن تصدره في أي حال، وأننا إلى الأبد لا نتشرف بعضوية جمعية الكتاب العُمانيين هذه؛ فما الذي حدث الآن إذن؟. لماذا هذا "التكريم" المجانيّ وأنا لست عضوًا في هذه المصيبة؟.
في نظري إن قبولي بـ"تكريم" و"جائزة" كهذه يعني التواطؤ ضد روح الكتابة والثقافة والمجتمع والتزامات المثقف ودوره العضوي في قول لا أمام أي انتهاك تقوم به السلطة ومؤسساتها البليدة المستبدة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول جائزة أو تكريم والصمت حيالهما والتذرع بعدم إمكانية المعارضة والتصريح بالرفض. إن هذا يعني بكل وضوح قبول ما تمليه السلطة بحجة أن التكريم جاء من جمعية الكتاب العُمانيين وليس من السلطة!، برغم أن تاريخ هذه الجمعية يشهد على أنها ليست إلا أداة تنفيذ "ثقافية!" بيد السلطة، من خلال جيل جديد من الكتاب لمعته السلطة وربته إعلاميًّا وماديًّا في البلاد وخارجها، بل إنها هيَّأته لما يليق بـ"المرحلة" الجديدة من مصطلحات ولغة تقطف من كل بستان زهرة، بما في ذلك (بستان) حقوق الإنسان وحرية التعبير.
لقد زرع في أعماق كثير من مواطنينا عدم التحرج من قبول رشوة السلطة لهم. وبات أغلى الأمنيات لكثير من الموظفين الكبار والصغار، بمن فيهم الكتاب، أن يحصلوا على هبات مالية أو قطعة أرض. وهذا الأسلوب الدنيء في استمالة المواطنين طال –ابتداءً من عام 2006م/عام الثقافة في عُمان- الكتاب والمثقفين، وأصبحت تلك "العزائم" السنوية في بيوت الوزراء عادة يتسابق إليها كثير من الكتاب من أجل الظفر بما قد يمن به الوزير عليهم أو أحد مستشاريه، وبات صوت المثقف الحقيقي غائبًا، حتى حاقت نظرات الشزر بالقلة القليلة ممن عارضوا تلك الأساليب الرخيصة وأعلنوا انشقاقهم عن صفوفها، وهؤلاء شقوا عصا الطاعة العمياء وكتبوا ودونوا في الإنترنت وحوربوا من قبل الصحافة وأربابها القوَّادين والمرتزقة.
والآن نتيجةً لأشباه المؤسسات تلك -جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين، النادي الثقافي، وزارة التراث والثقافة... إلخ- نتيجة لهذا الفساد يعلو صوت النفاق والدجل وعصابة السلطة المقنعة بوجه الكاتب الطليعي والمثقف العضوي!.
كم وكم أثبت الكاتب والمثقف العُمانيان أنهما ليسا أكثر من إمَّعة وشحاذين وجبانين!.
كم وكم باتت الثقافة في بلدنا أُلهية في أيدي الصبيان والمخبرين وعبيد السلطة!.
أين هم أدباؤنا "الكبار" الذين يتشدقون بأنهم الطليعيون حاملو لواء الحداثة، وليست الحداثة في تجاربهم إلا تأثرات لغوية جوفاء تُكذِّبها ممارساتهم اليومية في نصوصهم وحياتهم وتعاملهم مع قضايا مجتمعهم. كم احترمنا كتابًا واعتقدنا أنهم "كبار" بمعنى الكلمة لنكتشف الآن أن الكلمة مقلوبة وأنهم أضأل من أن يُبصَق في وجوههم؟!. لهؤلاء لا بد من القول: أنتم، يا هؤلاء المنحطون في أرذل الطباع، أيها الخاضعون للسلطة الغاشمة، أيها المرتشون، أيها المنتفعون بالمال والأراضي والسفر، أنتم السبب الأكثر أثرًا في انهيار القيم في مجتمعنا، وفي استبداد الظلم، وفي نشوء جيل من الكتاب جاهل بأي سؤال وطني واع، لأنكم الأنموذج والقدوة بالنسبة إلى كثيرين سيأتون أيضًا، وسيتشوهون ويخضعون بسببكم. أنتم يا من تشتمون الدولة في الخفاء وتتوسَّلون لها في وضح النهار. أنتم السبب في وجود جمعية الكتاب والأدباء هذه، وما شاكلها، ولأن داخلكم مريض ومنافق ويقول عكس ما يُمارِس، فإن كتابتكم هذيانٌ وكوابيس وكآبة وموت وافتعال مرير ينبئ بإفلاس إنسانيتكم وتبنيكم لكل قضايا الكون إلا قضاياكم، ولذلك ستستبد بكم هذه السلطة على هواها وتقدم لكم عطاياها وإهاناتها كما تقدم العظام للكلاب الجائعة.
لكل هذه الأسباب أكرر إعلاني: إنني أرفض "جائزة" جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين و"تكريمها" المستفزين. أنا لست واحدًا من أعضائها، وحتى آخر يوم في حياتي يسوؤني أن أنتسب إليها ولا أتشرف إلا بأن أكون مستقلًّا حرًّا بعيدًا عنها بعد المشرق عن المغرب.
إنني أرفض هذا التكريم رفضًا قاطعًا، وأتبرأ منه، وأعلن عدم علاقتي به، فهو يخص جمعية الكتاب وحدها، وبالنسبة إليَّ: لو رأيت جائزة جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين هذه لأحرقتها ورميتها في أقرب سلة قاذورات، إذ –من وجهة نظري- لا تتعدَّى كونها قذارة من الناحيتين المعنوية والمادية، ولا يمكنني في أي حال من الأحوال أن ألوِّث نفسي بقبولها.
لكن لهذه المهزلة حكاية يجب أن أكتبها هنا بيانًا لما قد يُعتقَد أنني راض به، فقد يوحي نشر اسمي في الصحف هذا اليوم ضمن قائمة "المكرمين" بقبولي بهذه السُّبَّة. ولعل جمعية الكتاب نفسها تعلم أنني قاطعتها منذ نشأتْ، فهي في رأيي ليست إلا صنيع الأمن والمخابرات لطيِّ الكُتَّاب واتجاهاتهم تحت أجنحة عيونها الساهرة على الخراب والتشويه والإرهاب والتنصت والارتزاق. وسواء فغر أحدهم فاه أم مؤخرته فهذه هي الحقيقة من أولها إلى أن يكتمل الخراب وتنجز المهمة بضراوتها المعهودة، فالثقافة والأدب في بلادنا -في نهاية المطاف- مسيطر عليهما سيطرة تخرجهما عن دورهما الطبيعي اللصيق بالمجتمع ومعارضة التشويه والدجل، وبالتالي فإن الكتاب والمثقفين قطيعٌ –مثل قطيع المواطنين المغلوب على أمره- يجب أن يُسَاق إلى منصة القرابين وتقديم الولاء والخضوع، وفي جميع الأحوال يجب أن يستظل بظل الحكومة ويتغنى بأمجادها ويفقد أدنى مقوماته المدنية من أجل عيني الخطط الخمسية والعشرية. ومع ذلك ينبغي لهذا القطيع المطيع أن يتشدق بقول العكس دائمًا. وطالما كان هذا القطيع قطيعًا، وطالما كان صنيع الأمن الذي تبين أنه عدو البلاد وأخطر من جميع الأخطار التي يتشدق بأنه يحمي البلاد منها، في هذه الحال سيستمر الخراب، ويصمت المتواطئون، وتُشترى الذِّمم تحت يافطة كبيرة طريق جحيمها مفروشة بالنيات الحسنة: الواجب الوطنيّ!.
في تمام الساعة السابعة واثنتين وثلاثين دقيقة من ليل السبت الماضي الموافق 11 ديسمبر اتصلت بي سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء. فوجئت بهاتفها، إذ طيلة السنوات الماضية ربما لم نتبادل سوى بضع كلمات ترحيبية تعد على أصابع اليد، وبرغم ذلك كانت سعادتها –غمرها الله بالسعادة- سعيدة ضحوكًا، وقد قدرت اتصالها، وقلت ما يبين رفضي بوضوح. عليَّ أن أقول الآن إن مكالمة سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء كانت شديدة الغرابة. قالت إنني من "المكرمين"، ولم يكن مجديًا أن أسألها لماذا فقد قالت لأنني من الرواد!، وعندما قلت إنني من كتاب التسعينيات تحدثت عن التجديد في القصة القصيرة!. قلت لها إن هناك تحفظات بالنسبة إليَّ على جمعية الكتاب والنادي الثقافي، وطال الحديث عن قول سعادتها إن باستطاعتي قول رأيي في النادي الثقافي. وفي الحقيقة لا يعنيني إطلاقًا أن ألوث قدمي بعتبات ذلك المستنقع الذي تدير منه الحكومة خططها الثقافية. ولما وصل الحرج مداه باقتراح سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء استلام القاصة بشرى خلفان "جائزتي" أجبتها بعدم إمكانية ذلك، وذلك بعد رفضي الصريح حضور استلام أي جائزة، ثم سألتني عمن أرشحه لاستلام الجائزة فقلت لها لا أحد إطلاقًا، وشكرتها بتهذيب على اتصالها، وانتهت المكالمة هنا إلى أن فوجئت أمس الثلاثاء في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة ليلًا باتصال القاصة بشرى خلفان لتبلغني بأنها استلمت "جائزتي"!. ياله من أمر غريب وفي غاية السخف. سردت لبشرى بعض ما جرى في أثناء اتصال سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بي ليل السبت، وأنني أرفض تلك الجائزة. كنت مشغولًا ساعتها، فأعدت الاتصال ببشرى لاحقًا لأؤكد لها رفضي ورجائي أن تعيد تلك "الجائزة" إلى سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء.
استغربت من اقتراح سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بترشيح القاصة بشرى خلفان لاستلام الجائزة، وأخبرت بشرى بأنني قلت لـ سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بصراحة واضحة إنني لا أرغب في استلام بشرى الجائزة بدلًا عني ولا أي أحد ولا أرغب في استلام أي "جائزة"؛ قالت بشرى إن سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بنفسها نادت اسمي في ذلك الحفل أمس وقالت إنه بناء على رغبتي أرشحها لاستلام "الجائزة"!. هل هذا الكلام صحيح يا سعادة المكرمة الأستاذة الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي عضو مجلس الدولة نائبة رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، هل هذا صحيح أم كذب؟!. ماذا يمكن أن يُفهَم من رفضي استلام تلك "الجائزة" حسبما أخبرتك بالهاتف؟!؛ هل هذا يعني أنني أرغب في استلامها؟!. إنه أمر في غاية الغرابة والاستفزاز، هل تريدون تكريمي بالإجبار؟!. إنني في غاية الغنى عن "جائزتكم" و"تكريمكم" وكل ما يأتي منكم.
إن دور جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين دور في غاية الريبة، فلا أجندة مستقلة لهذه الجمعية، وكل دورها لا يخرج عن نطاق المخطط له من قبل الدولة والصمت في الأوقات التي يجب فيها إعلان صوت الكاتب والمثقف المستقلين المعارضين لأي استبداد وفساد وانتهاك لحرية التعبير. صوت الكاتب والمثقف المنشقَّين عن أي صف معوج تخلقه الحكومة الفاسدة وتملي عليه دوره هو ما يجب أن يسمع من أي جمعية كتاب في العالم. وطالما تعذر إعلان هذا الصوت الحر المستقل من جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين فإن الانتماء إليها عار؛ وهذا هو موقفي بالضبط من هذه الجمعية الإمَّعة. والغريب أيضًا أنه قبل عدة سنوات حين أرادت وزارة الداخلية المتخلفة إلغاء اسمي (آل تويّه) اقترح أحد الأصدقاء الكتاب وقتها وقوف جمعية الكتاب العُمانيين إلى صفي وأختي زوينة الكاتبة والمترجمة وتوقيع بيان يُطالب وزير الداخلية بحقنا، فأبلغت صديقي باستحالة صدور هذا البيان من جمعية كهذه، إلا أن هذا الصديق أصر وألح وقال إنه سيحاول، إلى أن تبين الأمر في اجتماع مجلس إدارة الجمعية بقولهم إنني وزوينة غير عضوين في جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين ولهذا لا يمكن التضامن معنا، فحاول الصديق إقناعي بدفع رسوم اشتراك الجمعية، فقلت له حرفيًّا أن يبلغ مجلس إدارة الجمعية بأنني وأختي لا نعتمد عليهم في أي شيء ولو فعلنا لخسرنا قضيتنا وخسرنا أنفسنا، وأننا سنلقن الداخلية وأمثالها من المتنطعين درسًا لن ينسوه حتى آخر لعنة في أرواحهم الشمطاء، وأننا في غنى عن بيان جمعية تجبن عن أن تصدره في أي حال، وأننا إلى الأبد لا نتشرف بعضوية جمعية الكتاب العُمانيين هذه؛ فما الذي حدث الآن إذن؟. لماذا هذا "التكريم" المجانيّ وأنا لست عضوًا في هذه المصيبة؟.
في نظري إن قبولي بـ"تكريم" و"جائزة" كهذه يعني التواطؤ ضد روح الكتابة والثقافة والمجتمع والتزامات المثقف ودوره العضوي في قول لا أمام أي انتهاك تقوم به السلطة ومؤسساتها البليدة المستبدة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول جائزة أو تكريم والصمت حيالهما والتذرع بعدم إمكانية المعارضة والتصريح بالرفض. إن هذا يعني بكل وضوح قبول ما تمليه السلطة بحجة أن التكريم جاء من جمعية الكتاب العُمانيين وليس من السلطة!، برغم أن تاريخ هذه الجمعية يشهد على أنها ليست إلا أداة تنفيذ "ثقافية!" بيد السلطة، من خلال جيل جديد من الكتاب لمعته السلطة وربته إعلاميًّا وماديًّا في البلاد وخارجها، بل إنها هيَّأته لما يليق بـ"المرحلة" الجديدة من مصطلحات ولغة تقطف من كل بستان زهرة، بما في ذلك (بستان) حقوق الإنسان وحرية التعبير.
لقد زرع في أعماق كثير من مواطنينا عدم التحرج من قبول رشوة السلطة لهم. وبات أغلى الأمنيات لكثير من الموظفين الكبار والصغار، بمن فيهم الكتاب، أن يحصلوا على هبات مالية أو قطعة أرض. وهذا الأسلوب الدنيء في استمالة المواطنين طال –ابتداءً من عام 2006م/عام الثقافة في عُمان- الكتاب والمثقفين، وأصبحت تلك "العزائم" السنوية في بيوت الوزراء عادة يتسابق إليها كثير من الكتاب من أجل الظفر بما قد يمن به الوزير عليهم أو أحد مستشاريه، وبات صوت المثقف الحقيقي غائبًا، حتى حاقت نظرات الشزر بالقلة القليلة ممن عارضوا تلك الأساليب الرخيصة وأعلنوا انشقاقهم عن صفوفها، وهؤلاء شقوا عصا الطاعة العمياء وكتبوا ودونوا في الإنترنت وحوربوا من قبل الصحافة وأربابها القوَّادين والمرتزقة.
والآن نتيجةً لأشباه المؤسسات تلك -جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين، النادي الثقافي، وزارة التراث والثقافة... إلخ- نتيجة لهذا الفساد يعلو صوت النفاق والدجل وعصابة السلطة المقنعة بوجه الكاتب الطليعي والمثقف العضوي!.
كم وكم أثبت الكاتب والمثقف العُمانيان أنهما ليسا أكثر من إمَّعة وشحاذين وجبانين!.
كم وكم باتت الثقافة في بلدنا أُلهية في أيدي الصبيان والمخبرين وعبيد السلطة!.
أين هم أدباؤنا "الكبار" الذين يتشدقون بأنهم الطليعيون حاملو لواء الحداثة، وليست الحداثة في تجاربهم إلا تأثرات لغوية جوفاء تُكذِّبها ممارساتهم اليومية في نصوصهم وحياتهم وتعاملهم مع قضايا مجتمعهم. كم احترمنا كتابًا واعتقدنا أنهم "كبار" بمعنى الكلمة لنكتشف الآن أن الكلمة مقلوبة وأنهم أضأل من أن يُبصَق في وجوههم؟!. لهؤلاء لا بد من القول: أنتم، يا هؤلاء المنحطون في أرذل الطباع، أيها الخاضعون للسلطة الغاشمة، أيها المرتشون، أيها المنتفعون بالمال والأراضي والسفر، أنتم السبب الأكثر أثرًا في انهيار القيم في مجتمعنا، وفي استبداد الظلم، وفي نشوء جيل من الكتاب جاهل بأي سؤال وطني واع، لأنكم الأنموذج والقدوة بالنسبة إلى كثيرين سيأتون أيضًا، وسيتشوهون ويخضعون بسببكم. أنتم يا من تشتمون الدولة في الخفاء وتتوسَّلون لها في وضح النهار. أنتم السبب في وجود جمعية الكتاب والأدباء هذه، وما شاكلها، ولأن داخلكم مريض ومنافق ويقول عكس ما يُمارِس، فإن كتابتكم هذيانٌ وكوابيس وكآبة وموت وافتعال مرير ينبئ بإفلاس إنسانيتكم وتبنيكم لكل قضايا الكون إلا قضاياكم، ولذلك ستستبد بكم هذه السلطة على هواها وتقدم لكم عطاياها وإهاناتها كما تقدم العظام للكلاب الجائعة.
لكل هذه الأسباب أكرر إعلاني: إنني أرفض "جائزة" جمعية الكتاب والأدباء العُمانيين و"تكريمها" المستفزين. أنا لست واحدًا من أعضائها، وحتى آخر يوم في حياتي يسوؤني أن أنتسب إليها ولا أتشرف إلا بأن أكون مستقلًّا حرًّا بعيدًا عنها بعد المشرق عن المغرب.
هناك تعليق واحد:
اسمحلي استاذي ان ابدي اعجابي الشديد بشجاعتك وقولك للحق في زمان المجاملات والتستر والمحاباه والتطبيل البغيض واتضامن معك في ما قلت عن الكتاب المنسدحين تحت التكريم والتقريب وتوزيع الهبات، نفسك عزيزة يا عزيزي سالم، نفسك اصيلة يا اخي لا تشترى بثمن بخس ولا بحفنة ريالات لكي تسكت وتدخل لسانك بفاهك اصيل اخي ومبادئك عظيمة لا تتزحزح بتصال واحد لكي يخرسوا لسانك عن قول الحق امضي يا اخي فكلنا ماضون الى النهاية وان شاء الله سوف تنقشع الظلمة ينبلج فجر جديد على حرية التعبير والراي ورد المظالم
إرسال تعليق