28 فبراير 2011

عدد الشهداء 6 والمعتقلون تعرَّضوا لضرب وحشيّ والمعتصمون لن يعودوا حتى إسقاط الحكومة كاملةً ومحاكمة 6 وزراء.. أحدُ صحار الدَّامي يؤذن بانطلاق الثَّورة العُمانية

     سالم آل تويه


       أحد صحار الدَّامي خلف آثارًا ليس على صحار والبلدان المحيطة بها مثل لوى وشناص وصحم فقط، بل عمت الآثار ربوع البلاد. وتضاربت الأنباء الواردة من صحار مبلبلة الرأي العام، خاصة المتعلق منها بالتخريب الذي يطال الأخضر واليابس والمزارع والبيوت والسيارات وكل ما يتخيله المرء، إلا أن المعتصمين في دوار ميناء صحار ودوار الكرة الأرضية ينفون صحة هذه الأنباء التي غذتها أخبار وكالة الأنباء العُمانية وتلفزيون سلطنة عُمان. وأكد المعتصمون أن صحار ولوى تشهدان الآن هدوءًا واعتصامًا منظمًا بعد أن ترحم الأهالي على شهدائهم وعادوا ليحيوا اعتصامهم من جديد.
    وبلغ عدد الشهداء حسب مصادر من مستشفى صحار 6 شهداء توفي أحدهم صباح اليوم في غرفة العمليات. وتراوح عدد الجرحى بين 12 و13 جريحًا. ويتكاثر عدد المعتصمين الآن في دوار الكرة الأرضية ليصل إلى قرابة 6 آلاف معتصم بينما فاق عددهم عند دوار ميناء صحار 1000 معتصم. وتمركزت قوات الجيش عند ميناء صحار سادة منافذ دخوله.
    وقال معتصمون إنهم نظموا صفوفهم منذ صباح اليوم وقام بعضهم بضرب المخربين، ونفوا صحة الأخبار عن أعمال الحرق والتخريب المتواصلة وقالوا إن يوم الأمس فقط شهد أعمال تخريب انتقامية بعد أن أفقدت قوات الأمن المواطنين صوابهم بلجوئها إلى استخدام العنف والقتل، وقالوا إن أعمال التخريب تراوحت بيت التكسير والإحراق وطالت مركز اللولو ومركز سنتر بوينت ومركز شرطة صحار ومديرية القوى العاملة وبيت والي صحار وست سيارات تابعة لوزارة القوى العاملة وديوان البلاط السلطاني. وقال أحد المعتصمين في دوار ميناء صحار إن التخريب طال المؤسسات الحكومية ولم يتعرض لأي أملاك خاصة أو مزارع أو سيارات مدنية، وإنه كان ردة فعل عنيفة تجاه استخدام الرصاص الحي والقمع الدموي أمس، مؤكدًا أن جميع أشكال التخريب ما كانت ستحدث لولا استفزاز الأمن والشرطة وخاصة بعد مجيء أحد عمداء الشرطة للتفاهم والمعتصمين في دوار الكرة الأرضية.
    وأكد المعتصمون معارضتهم التامة لجميع أشكال التخريب، وأن اعتصامهم عند دوار ميناء صحار أقيم لمنع أي تخريب للميناء. وقالوا إن قادة الاعتصام استعادوا زمام السيطرة وأخذوا في توعية المعتصمين من جديد.
    وقال معتصمون في الدوارين إن أهالي صحم وشناص هبوا بالآلاف بعد مقتل اثنين من أهاليهما أمس في الاعتصام. وقال أحد المعتصمين بلهجة غاضبة إن رؤية شريط الفيديو الذي يصور إطلاق الشرطة رصاصًا على شخص مقتول أصلًا أجج مشاعر الجميع فكانت ردود الأفعال عمياء، لأن المشهد لم يكن محتملًا على الإطلاق.
    وقال معتصمون آخرون إن حشودًا من الخابورة وصحم تنضم إلى المعتصمين هنا وهناك، وأن سقف المطالب أصبح لا يتنازل عن مجلس الوزراء كاملًا، إضافة إلى مطالبة بمحاكمة خمسة وزراء وآخر بمنصب وكيل هم: مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك وعلي بن ماجد المعمري وزير المكتب السلطاني وعبدالله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة وعبد النبي مكي وزير الاقتصاد الوطني ومقبول علي سلطان وزير التجارة والصناعة والهلالي المدعي العام. وطالب ثوار صحار بتغيير هؤلاء بقيادات شابة وطنية حيث لا يوجد أي مسؤول وطني الآن حسب رأيهم فكلهم يعملون لأجنداتهم الخاصة وكلهم تسببوا في احتقان الأوضاع وبلوغها هذا المستوى الهمجي.
    وقال المعتصمون إن الهجوم الدموي من قبل قوات الأمن والشرطة توقف قرابة الساعة الرابعة مساء أمس الأحد. وبعد ذلك تم التفاوض مع علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني (علمًا بأنه أحد المطالبين بالإسقاط) وتسليمه عريضة بـ33 مطلبًا تتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأن هذه المطالب تخص جميع المواطنين العُمانيين وليس أهالي صحار وتوابعها فقط، ويأتي في مقدمة هذه المطالب: محاكمة المتسببين في إطلاق النار وقمع المتظاهرين بتلك الطرق الوحشية، وتعويض أهالي الشهداء والجرحى بما يراه هؤلاء الأهالي مناسبًا لتعويضهم، وتعويض المعتقلين الذين أفرج عنهم أمس بعد أن عذبوا في السجن وضربوا بوحشية لا تغتفر. وطالبت العريضة المرفوعة إلى السلطان قابوس بأن لا يقل راتب أي مواطن عن 500 ريال عُماني في الحكومة أو في القطاع الخاص، وبحرية التعبير وشفافية الإعلام، وباستقلال القضاء التابع لديوان البلاط السلطاني والمسؤولين المتنفذين، وطالبوا بزيادة الرواتب بنسبة 100%.
    وفيما يتعلق بردود الأفعال بعد صدور مراسيم سلطانية أمس الأحد بصرف 150 ريالًا عُمانيًّا شهريًّا، ولمدة سنة، لجميع العاطلين عن العمل، وإيجاد فرص عمل لـ50 ألف عاطل، قال المعتصمون في دوار ميناء صحار ودوار الكرة الأرضية هذا لا شيء أبدًا، إنها حقوق ناقصة، فماذا بشأن 220 ألف عاطل؟ ألا يستحقون فرص عمل تكفل لهم حياة كريمة؟!. وقال معتصمون إن نية جميع المعتصمين أجمعت على عدم فض الاعتصامين حتى تتحقق جميع المطالب، وأن صدور تلك المراسيم جاء قبل التفاوض مع المعتصمين أصلًا.
    وأبدى أحد المعتصمين استغرابه من شيوع أنباء عن تجميد مراسيم صدرت قبل أيام تتعلق بـ"لعبة الكراسي" في الحكومة إذ تم تداولها دون أن يصدر مرسوم سلطاني آخر يقضي بتجميدها وهذا خطأ فادح –حسب قوله- ولا يقبل من حكومة. وقال إن رئيس مجلس الشورى لا يعين بل ينتخب، ويجب الإصلاح الآن بإسقاط جميع الوزراء الحاليين واحدًا واحدًا وإلا فإن الاعتصام سيمتد وسيزيد العدد وسينتشر التظاهر والاعتصام في جميع أرجاء البلاد.
    وقال معتصم آخر إذا تباطأت الحكومة في تنفيذ المطالب فإن سقفها سيرتفع. هؤلاء الوزراء والمسؤولون الذي "مصوا دماء الشعب العُماني" يجب إقالتهم ومحاكمتهم. لقد وضعونا في مرتبة أدنى عن مرتبة المواطن الخليجي. العماني مهان في وظيفته، وعندما يخرج من بلده يخرج منكس الرأس يعتبره أشقاؤه الخليجيون محتقرًا براتب حقير يكاد لا يكفيه لقمة عيشه.
    وفيما يخص المخربين كذب معتصمون الأنباء الواردة بخصوص دعمهم من دول أخرى أو دسهم أو اعتبارهم "بلطجية" أو مساجين أفرجت عنهم الحكومة، وكرر أن هؤلاء قاموا بالتخريب بسبب ردة الفعل العنيفة التي أثارها الأمن والشرطة وبالقتل والتعذيب والضرب الوحشي، وأن الأحوال هادئة الآن. وحذر بعض المعتصمين من عودة الأمن والشرطة إلى الاسفزاز من جديد. وعن هوية المخربين قال معتصمون إنهم من أهالي صحار ولوى وشناص والخابورة وصحم والمناطق المجاورة، وبنسبة 90% إن لم يكن بنسبة 100% عاطلون عن العمل كثير منهم يحملون شهادات بكالوريوس منذ 4 سنوات وأكثر، وهؤلاء بعد استفزاز الشرطة لهم قاموا بالتخريب، خاصة بعد أن قتل أقاربهم وجرحوا وضربوا بشكل غير معقول من قبل قوات الشرطة.
    وأكد المعتصمون أنهم ضد التخريب وأن من قام بنهب مركز اللولو خليط من المواطنين والهنود والباكستانيين. وبلهجة غاضبة قال معتصم هناك مواطنون يموتون من الجوع ولا أحد يعرف عنهم شيئًا ولا ندري هل تعرف الحكومة هذه الحقيقة؟! وقال إنه لا يبالغ في ذلك فهذه حقيقة واقعة، وصرخ قائلًا هذه الحكومة ألا تعي ما يحدث؟!.

هناك تعليق واحد:

عزيزة العذوبي يقول...

لا فض فوك خال