عادل الكلباني
لا أحد يقول إن ما حدث في صحار لم يكن متوقعاً. لقد نادى أكثر الناس في هذا البلد بضرورة الإصلاح الجذري لكل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولكن لا حياة لمن تنادي. على الحكومة أن تدرك الآن وفورا أن متطلبات الشعب وحقوقه يجب أن تؤخذ محل تقدير واهتمام، فقد كانت في سالف الأيام ينظر إليها بعدم اهتمام ولا مبالاة، فهل كان من المفروض أن يسقط قتلى في ميدان أصلان بولاية صحار حتى تخرج علينا الحكومة بحزمة من الإصلاحات التي ستكون بين هلالين وفيها من علامات الاستفهام والتعجب الكثير؟! أما كان الأجدر والأولى بالحكومة أن تسمع الشعب وتنظر ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لعدم اكتراث من توليهم الثقة في معالجة مشكلات الشعب، التي وللأسف الشديد ازدادت تعقيدا في الآونة الأخيرة؟! لنأخذ مثلا المستوى التعليمي الذي أصبح مهلهلا وعبثاً بالعقول، ويجب إعادة النظر فيه وتعديله بالكامل إذا أردنا فعلا أن يكون لعمان صوت في العلم والعقل. إن مخرجات الثانوية العامة كل عام من شبابنا أكثر من أربعين ألف خريج لا توجد خطة استراتيجية لتفعيل هذا الكم الهائل من الشباب ليكون صالحا لمجتمعه وأمته إذا أخذنا في الاعتبار أنه لا توجد في السلطنة منذ أربعين عاما إلا جامعة واحدة لا تستوعب سنويا أكثر من ألف طالب تقريبا، وكان بودنا أن يخرج علينا السلطان في عيده الأربعين بالموافقة على جامعة أهلية أخرى نادى بها أكثر المثقفين لاجتذاب أكبر عدد من الشباب لإتاحة فرصة التعليم له، ولكن ذلك لم يحدث لأن البلد يكتظ بجامعات وكليات خاصة – معظمها للمتنفذين في البلد- لا يستطيع أكثر الناس أن يدفع تكاليفها الباهظة لتعليم أبنائه.
إننا كمثقفين نحترم ونجل هذا السلطان، ونعلم أنه قدم في البدايات وعوداً وعهوداً بأن يجعل عمان دولة عصرية تتماشى ومتطلبات العصر. ولا أحد ينكر الأمن والأمان الذي يعيشه المواطن، ولكن ليس على حساب قمع الحريات وتسلط المتنفذين على الشعب دون حسيب ورقيب ، ونقل أكثر الوزراء في الحكومة من مكان لآخر كأن هذا البلد عقيم من الكفاءات وأصحاب الخبرات. إنه من المحزن حقاً حد البكاء أن نصل بعد أربعين عاماً إلى هذا المستوى الذي كان من المفترض أن تكون الحكومة فيه أكثر تسامحا وشفافية وعدالة ومعاقبة للعابثين بالمال العام للشعب، ومحاولة الحد من الفساد الإداري المتفشي في البلد والذي ذكره السلطان في خطابه قبل أكثر من أربع سنوات في مجلس عمان، ولكنه وللأسف الشديد لم يفعل شيئا، وإلا فما الداعي لأن ينقل وزير ظل في وزارته أكثر من عشرين عاما إلى وزارة أخرى ولم ير منه الشعب أي إصلاح اقتصادي يذكر بل ربما فاقم الأزمة إلى أن أصبحنا على ما نحن عليه الآن من مظاهرات بضرورة التغيير والإصلاح وتجديد المشهد السياسي العُماني بوجوه أخرى نستطيع أن نواصل معها هذا النهضة التي بدأت منذ عام 1970م.
إننا كمثقفين ندين ونحتج على طريقة القمع التي أدت إلى سقوط ضحايا في دوار أصلان بصحار الذين أصبحوا شهداء الوطن والإصلاح، ونطالب المتظاهرين الذين كفل لهم النظام الأساسي للدولة حق التظاهر السلمي بعدم التعدي على ممتلكات الغير، وأن تكون المظاهرات سلمية وحضارية كي نعطي للعالم صورة راقية ومتحضرة من أن عُمان بلد حضاري منذ القدم. وكمثقف طبعا وعضو في جمعية الأدباء والكتاب العُمانيين طالبت رئيسة جمعية الكتاب الدكتورة خاطرة بنت سعيد الفارسي وأرسلت لها رسالة نصية على نقالها جاء فيها (مساء الخير دكتورة – حسب ما جاء في قناة الجزيرة اليوم من سقوط ضحايا بين المتظاهرين في صحار، وبما أنك رئيسة جمعية الكتاب والأدباء في عُمان، فنرجو إصدار احتجاج وإدانة على هذا التصرف باسم المثقفين في عمان)، بضرورة الاجتماع العاجل بجميع الأعضاء والخروج ببيان احتجاج وشجب على هذا التصرف، إلا أن سعادة المكرمة ألغت الاجتماع في النصف ساعة الأخيرة، ولم نسمع أو نقرأ أن سعادتها شجبت أو احتجت أو كتبت إنما سكتت. أليس السكوت من ذهب؟ على المثقف أن يتحمل مسئوليته أمام الله والشعب.
أخيرا تبقى الصرخة الذي أطلقها الكاتب والروائي التركي عزيز نيسين في أحد كتبه والتي تضج بالألم والحزن والمعاناة: "آه منا.. نحن المثقفين الجبناء".
إننا كمثقفين نحترم ونجل هذا السلطان، ونعلم أنه قدم في البدايات وعوداً وعهوداً بأن يجعل عمان دولة عصرية تتماشى ومتطلبات العصر. ولا أحد ينكر الأمن والأمان الذي يعيشه المواطن، ولكن ليس على حساب قمع الحريات وتسلط المتنفذين على الشعب دون حسيب ورقيب ، ونقل أكثر الوزراء في الحكومة من مكان لآخر كأن هذا البلد عقيم من الكفاءات وأصحاب الخبرات. إنه من المحزن حقاً حد البكاء أن نصل بعد أربعين عاماً إلى هذا المستوى الذي كان من المفترض أن تكون الحكومة فيه أكثر تسامحا وشفافية وعدالة ومعاقبة للعابثين بالمال العام للشعب، ومحاولة الحد من الفساد الإداري المتفشي في البلد والذي ذكره السلطان في خطابه قبل أكثر من أربع سنوات في مجلس عمان، ولكنه وللأسف الشديد لم يفعل شيئا، وإلا فما الداعي لأن ينقل وزير ظل في وزارته أكثر من عشرين عاما إلى وزارة أخرى ولم ير منه الشعب أي إصلاح اقتصادي يذكر بل ربما فاقم الأزمة إلى أن أصبحنا على ما نحن عليه الآن من مظاهرات بضرورة التغيير والإصلاح وتجديد المشهد السياسي العُماني بوجوه أخرى نستطيع أن نواصل معها هذا النهضة التي بدأت منذ عام 1970م.
إننا كمثقفين ندين ونحتج على طريقة القمع التي أدت إلى سقوط ضحايا في دوار أصلان بصحار الذين أصبحوا شهداء الوطن والإصلاح، ونطالب المتظاهرين الذين كفل لهم النظام الأساسي للدولة حق التظاهر السلمي بعدم التعدي على ممتلكات الغير، وأن تكون المظاهرات سلمية وحضارية كي نعطي للعالم صورة راقية ومتحضرة من أن عُمان بلد حضاري منذ القدم. وكمثقف طبعا وعضو في جمعية الأدباء والكتاب العُمانيين طالبت رئيسة جمعية الكتاب الدكتورة خاطرة بنت سعيد الفارسي وأرسلت لها رسالة نصية على نقالها جاء فيها (مساء الخير دكتورة – حسب ما جاء في قناة الجزيرة اليوم من سقوط ضحايا بين المتظاهرين في صحار، وبما أنك رئيسة جمعية الكتاب والأدباء في عُمان، فنرجو إصدار احتجاج وإدانة على هذا التصرف باسم المثقفين في عمان)، بضرورة الاجتماع العاجل بجميع الأعضاء والخروج ببيان احتجاج وشجب على هذا التصرف، إلا أن سعادة المكرمة ألغت الاجتماع في النصف ساعة الأخيرة، ولم نسمع أو نقرأ أن سعادتها شجبت أو احتجت أو كتبت إنما سكتت. أليس السكوت من ذهب؟ على المثقف أن يتحمل مسئوليته أمام الله والشعب.
أخيرا تبقى الصرخة الذي أطلقها الكاتب والروائي التركي عزيز نيسين في أحد كتبه والتي تضج بالألم والحزن والمعاناة: "آه منا.. نحن المثقفين الجبناء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق