الأحداث في صحار تزداد تأزمًا وتتجه نحو مجهول خطر قد تمتد آثاره لتجتاح جميع أنحاء البلاد. المتهم الأول في تصعيد الأحداث هو الأمن والشرطة والجيش، فقد اقتحم الجيش دوار ميناء صحار بلوى وهدد المواطنين بضربهم بالرصاص الحي إن لم يعودوا إلى منازلهم ويفضوا اعتصامهم. وقال المعتصمون المرابطون في دوار الكرة الأرضية بصحار ودوار الميناء بلوى إن أكثر من 600 مركبة جيش بجميع أنواعها شوهدت في صحار وبدا لهم ما يحدث وكأنه استعداد لحرب، وما زالت هناك مدرعات أخرى في الطريق.
واستنكر المعتصمون بشدة ما بثته وسائل الإعلام المحلية عن اعتصامهم ووصفها إياهم بالمخربين، وقال م. ك. ب من وسط دوار الكرة الأرضية الذي أطلق عليه المعتصمون اسم دوَّار الشهداء: التلفزيون العُماني يشوه صورتنا. خالد الزدجالي يشوه صورة صحار وأهل صحار والأمر بالنسبة إلينا ليس كذلك فهو عُمان كلها، ويعتصم معنا مواطنون إخوة من مختلف مناطق بلادنا. وأضاف:المذيع خالد الزدجالي عليه أن لا يواصل الاستهزاء بنا، إنه يهز رأسه وكأنه بريء من التشويه ولا يبث لنا هو وتلفزيونه إلا مشاهد التخريب والحرق والشرطة ويصفنا بالمشاغبين، فلماذا لا يبث صور الشهداء والجرحى ومشاهد ضرب قوات الأمن للمواطنين؟!. التلفزيون العُماني يشوه سمعتنا. هذا ليس تلفزيونًا وطنيًّا بل هو تلفزيون مخابرات تابع لأشخاص، لأفراد وليس لدولة تحترم نفسها.
وقال و. ل. س: قوات الأمن هي التي بدأت بالشغب وليس المواطنون.
وخلال اتصالنا بالمعتصمين في صحار الأبية اليوم بدا الوضع أشد احتقانًا من أمس. وقال بعض المنظمين إن خدمة شبكة الإنترنت قطعت اليوم، وإن الاتصالات عمومًا ضعيفة هذا اليوم، وإن قوات الأمن تمنع قدوم أي صحفيين حياديين ينقلون الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع.
وفي جميع أرجاء البلاد فوجئ عدد كبير من المواطنين عند استيقاظهم صباح اليوم برسائل هاتفية تشوه صورة المعتصمين، ومن بينها رسالة تقول: "لا يا شباب ندائي لكم جميعًا لا تنخدعوا مثلما انخدعت وانخدع غيري بأن المظاهرة في صحار ليست بريئة فهي مدفوعة من الخارج وإلا لما يصرون على تقطيع أوصال اقتصادنا باستهداف الميناء والمنطقة الصناعية وقطع الطرق. الحذر الحذر نعم نختلف في بعض الأمور مع الحكومة ولكن لا يمكن المساس بالمقومات وإلا سندفع الثمن غاليًا. نعم هذه المظاهرة مدفوعة من الإماراتيين، أقول بعض الجهات الرسمية فيها وليس الشعب، شعب الإمارات يتألملما يحصل في عمان من تخريب". ومثل هذه الرسالة بات يتواتر على هواتف المواطنين بحتوى شبيه وصياغات وتوجيها مختلفة. وبسؤالنا المعتصمين في دوار المنطقة الصناعية بميناء صحار في لوى نفوا نفيًا تامًّا أن يكون هناك أحد استهدف الميناء، وحذروا جميع المواطنين العمانيين من الانصياع لمثل هذه التدليسات الداعية إلى شق الصف الوطني في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد. وأكد أكثر من معتصم أن الأمن العماني يلعب لعبة خطيرة الآن ويقوم بدفع الرشا وشراء الذمم للقيام بعمليات تخريب ورفع أعلام الإمارات وصور أبناء الشيخ زايد لإيهام الشعب بأن الاعتصام ليس وطنيًّا.
وقال و. ل. س: نحن لا نخرب بلدنا. نحن من هذه التربة. ونحن نؤيد السلطان قابوس ونطالبه بأن يسارع إلى إنقاذ بلادنا من هؤلاء المخربين. وقال إن المخربين هم المكتب السلطاني وشرطة عُمان السلطانية وجهاز الأمن الداخلي، فبدل أن يتصدى هؤلاء لتخريب البلاد يكذبون ويزرعون الفتنة ويقومون الآن بتخريب البلاد واستخدام المرتزقة لتشويه سمعة المتظاهرين والمعتصمين الذين ينادون بمحاكتهم. إنهم يريدون إغراق البلاد في الفوضى كي يشغلوها عن محاكمتهم على جرائمهم.
وحسب اتصالات بعدد آخر من المعتصمين والمنظمين والناشطين أكدوا أن الأحوال ستؤدي إلى كارثة إن لم يسارع السلطان قابوس والعقلاء في الحكومة إلى ضبط النفس وردع هؤلاء المسؤولين عن تدمير البلاد وتخريبها وزعزعة أمنها، فقد بات واضحًا أن علي بن ماجد وزير المكتب السلطاني ومالك بن سليمان المفتش العام للشرطة والجمارك ينتهجان الآن نهج الأنظمة التونسية والمصرية واليمنية والليبية كي يبقيا في كرسييهما بالقوة رغمًا عن إرادة الشعب.
وقال ع. ب. ش: الكارثة الآن في علي بن ماجد ومالك بن سليمان وعصابتهما الأمنية والاقتصادية وليس في السلطان قابوس، فلا أحد طالب بإسقاط السلطان قابوس، بل بالعكس إننا نقف وإياه كي يطهر الحكومة من هؤلاء وأمثالهما، لأنهم سيقودون البلد إلى الهلاك. وقال: إن جميع المعتصمين في الدوارين مجمعون على ذلك كإجماع كل الشعب العُماني. المأساة اسمها الأمن وللأسف الشديد الآن الجيش أيضًا مأساة.
وتمكنا من الاتصال بإبراهيم. ق وهو أحد المعتقلين يوم الأحد الدامي. وأكد إبراهيم عدم صحة جميع الرسائل المبثوثة منذ الأمس على هواتف المواطنين. وعن حادثة اعتقاله قال: كنا نائمين في دوار الكرة الأرضية وفي الفجر تفاجأنا بمحاصرة قوات مكافحة الشغب وضربنا ونحن نائمون ضربًا دمويًّا لا يوصف. وأضاف إبراهيم: كان هناك نقيب من مكافحة الشغب يخاطب زملاءه العسكريين قائلًا: "اضربوا المخانيث". وأضاف: ضربونا بعنف مفرط ثم اقتادونا إلى سجن سمائل. لم يحضروا لنا إفطارًا ولا غداءً. وكانت هناك 3 حالات إصابات بالغة منا لكنهم لم يرحموهم ولم يحضروا أي طبيب. وسجنوا 3 منا سجنًا انفراديًّا. واستطرد إبراهيم: كنا 48 معتصمًا. لم يكن لدينا سلاح. كنا نائمين ومظاهرتنا سلمية.
ويوجد في هذه الساعة (قرابة الخامسة مساء) حوالى 500 معتصم عند دوار لوى وبين 1300 و1500 معتصم عند دوار الشهداء، بخلاف المتفرقين حولهما وقريبًا منهما. وبرغم تعهد الجيش مساء أمس بعدم استخدام القوة قامت مجموعة منهم عند قرابة الثالثة صباح اليوم بضرب المعتصمين النائمين ضربًا شديدًا بالعصي والهراوات. وقال خليل. م وهو شخص معاق حركيًّا يواجه مشكلة كبيرة عند المشي: تفاجأت وأنا نائم على عشب الدوار بمجموعة بين 6 و7 أشخاص يلكمونني بعنف شديد، وركزوا الضرب على عينيّ. وقال إنه يواجه صعوبة شديدة في الرؤية الآن. وقال زملاء لخليل إن إصاباته بالغة في الوجه والعينين.
وقال ق. م: عدد الإصابات هذا اليوم حوالى 7 إصابات بعضها في مستشفى صحار.
ولم يتسن لنا الحصول على مصدر مستقل من مستشفى صحار. وقال المعتصمون إن المخابرات تندس بين صفوف المعتصمين وتمنع الصحفيين من تسجيل المعلومات وتطلب منهم المغادرة فورًا.
وقال محمد بن علي الغلاسي شقيق الشهيد عبدالله الذي سقط برصاص مكافحة الشغب يوم الأحد الدامي: لا نريد أي شيء، لا مال ولا أي شيء، فقط نريد دم أخي. الدم بالدم، مثلما قتل أخي يجب قتل قاتله. من قال لهم يقتلون؟ صاحب الجلالة لا يمكن أن يأمر بذلك. وقال: مالك بن سليمان هو المسؤول. من المسؤول عن الشرطة ومكافحة الشغب؟ من أعطاهم الأوامر؟. الشرطي يخاف ولا يطلق النار إلا بأوامر.
وقال ع. ع. ص: كل شيء أصبح مباحًا في صحار. أنا لست من صحار لكنني أتيت لأساند إخوتي هنا. إن الحكومة تخرب كل شيء وليس هؤلاء الشرفاء. لم يأت هؤلاء ليلعبوا هنا بل لأنهم مضطهدون. لا حقوق إنسان ولا حرية ولا كرامة.
وأضاف ع. ع. ص: لقد اعتصمت مع أخوتي هؤلاء وشاهدت بأم عيني وسمعت بأذني تهديد الشرطة إياهم بإطلاق الرصاص عليهم وكان المعتصمون يردون عليهم: أطلق هنا نرجوك في الصدر، لا نريد أن نعيش مستعبدين.
وقال أحد المعتصمين: مريب ما تقوم به القوات المسلحة. هذه جريمة وعار والصور توثق فعائلهم هذا اليوم. إنهم ليسوا قوات مصر المسلحة، لقد قاموا بعمليات إجرامية فجر اليوم وما زالوا يهددون المعتصمين.
وقال ناشط من خارج صحار: إن أهل صحار مظلومون. لا مسؤول نزل إلى الشارع. أمتلك أدلة على استخدام الرصاص الحي، ولدي في سيارتي طلقات رصاص سلمت بعضها للقوات المسلحة لكن أحدا منهم لم يهتم بالأمر!. وأضاف الناشط: هل الوزير محصن إلى هذا الحد؟ إلى حد عدم إيقافه عن مواصلة الإجرام؟. وقال إن صحار تعاني من التغطية الإعلامية الضعيفة. تلفزيون سلطنة عُمان يضلل الرأي العام، يعرض لنا المسابقات والأفلاج والأغاني! نحن نريد منبرًا ينقل الحقيقة. الواقع هنا في صحار غير الأكاذيب التي يبثها التلفزيون العُماني، ووزير الإعلام شيطان أخرس مشارك في جريمة لا تغتفر. الصمت اليوم عار وجريمة.
وأجمع عدد من المعتصمين على أن أجهزة الدولة الأمنية تصر الآن على تشويه الحقائق وارتكاب الجرائم وشراء الذمم واستخدام المرتزقة من مسؤولين كبار وذوي مناصب داخل الدولة إلى شيوخ قبائل ويشيعون الأكاذيب ويعملون لمصالحهم الشخصية ويحرضون على الفتنة والفساد. وقالوا إن إشاعات كبيرة انتشرت أمس مفادها حرق محال تجارية ومحال ذهب ومركز صحي ومزارع، وهذه كلها أخبار كاذبة وإشاعات مثل الرسائل الهاتفية التي يغرقون بها هواتف المواطنين والمقيمين كل ساعة.
وجدير بالذكر أن عددًا كبيرًا من مستقبلي الرسائل الكاذبة قاموا بالاتصال بالرقم الغريب لكن لم يرد عليهم أحد!.
وأكد المعتصمون مجدَّدًا أنهم مع بقاء السلطان قابوس سلطانًا على البلاد، وطالبوا السلطان بالتدخل الفوري وإلقاء خطاب ومحاسبة المسؤولين وتنفيذ مطالب المواطنين التي تتسع رقعتها ويكثر عددها ليشمل ربوع البلاد. وقالوا إن عدم إيقاف خطط قوات الأمن ومسؤوليها المجرمين سيقود البلاد إلى كارثة تلوح الآن في صحار المحاصرة بالجيش.
وقال المعتصمون إنهم تمكنوا من إلقاء القبض على مخرب أراد حرق محطة نفط وآخر أرداد حرق مركز سنتر بوينت بينما فر ثالث لكنهم تمكنوا من تسجيل بيانات لوحة سيارته.
وأكدوا أن الجيش اقتحم دوار دوار الميناء وهدد المواطنين وأن مسؤولين كبارًا يقفون خلف الإشاعات المنتشرة وخلف التخريب وأنهم يسعون إلى نشر الفتنة الطائفية والمذهبية على أوسع نطاق. وأكدوا أن الجيش حاول إنهاء الاعتصام بهدوء ثم بالقوة برغم تعهده بعدم التدخل مساء أمس، وأنه أطلق رصاصًا في الهواء قرابة الساعة الخامسة صباحًا ثم اعتقل 3 في السابعة صباحًا بينهم ناشط حقوقي. وقال أحد المعتصمين إن رائدًا في الجيش هددهم ببندقيته، وأن آخر برتبة لواء واسمه سعيد بن ناصر السالمي هددهم باستخدام القوة أيضًا لكن ردة الفعل الساخطة من المعتصمين واستعدادهم للموت بتلقي الرصاص في صدورهم ردعته حينها. كما هدد الجيش المعتصمين بأن 2000 جندي آخر في طريقهم من مسقط إلى صحار.
ورفض الشباب المعتصمون التفاوض مع الجيش على أي مطالب وأصروا على محاسبة الوزراء الستة وإقالة الحكومة كاملة وبقائهم حتى تحقيق مطالبهم. وقالوا إن الحال المزرية الآن تسبب فيها أولئك الوزراء وما زالوا يزيدون نارها حطبًا.
ودعا عدد من من تمكنا من الاتصال بهم هاتفيا إلى ضبط النفس وتوحيد صفوف المواطنين في جميع أنحاء السلطنة وعدم الإصغاء إلى الرسائل المضللة.
وقال ناشط حقوقي: إذا تعرضت وزملائي لعملية اعتقال أو ضرب أو قتل لا سمح الله فاعلموا أن المتهمين الأولين قبل أي أحد آخر هما علي بن ماجد ومالك بن سليمان وباقي أفراد هذه السلطة الباغية.
واستنكر المعتصمون بشدة ما بثته وسائل الإعلام المحلية عن اعتصامهم ووصفها إياهم بالمخربين، وقال م. ك. ب من وسط دوار الكرة الأرضية الذي أطلق عليه المعتصمون اسم دوَّار الشهداء: التلفزيون العُماني يشوه صورتنا. خالد الزدجالي يشوه صورة صحار وأهل صحار والأمر بالنسبة إلينا ليس كذلك فهو عُمان كلها، ويعتصم معنا مواطنون إخوة من مختلف مناطق بلادنا. وأضاف:المذيع خالد الزدجالي عليه أن لا يواصل الاستهزاء بنا، إنه يهز رأسه وكأنه بريء من التشويه ولا يبث لنا هو وتلفزيونه إلا مشاهد التخريب والحرق والشرطة ويصفنا بالمشاغبين، فلماذا لا يبث صور الشهداء والجرحى ومشاهد ضرب قوات الأمن للمواطنين؟!. التلفزيون العُماني يشوه سمعتنا. هذا ليس تلفزيونًا وطنيًّا بل هو تلفزيون مخابرات تابع لأشخاص، لأفراد وليس لدولة تحترم نفسها.
وقال و. ل. س: قوات الأمن هي التي بدأت بالشغب وليس المواطنون.
وخلال اتصالنا بالمعتصمين في صحار الأبية اليوم بدا الوضع أشد احتقانًا من أمس. وقال بعض المنظمين إن خدمة شبكة الإنترنت قطعت اليوم، وإن الاتصالات عمومًا ضعيفة هذا اليوم، وإن قوات الأمن تمنع قدوم أي صحفيين حياديين ينقلون الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع.
وفي جميع أرجاء البلاد فوجئ عدد كبير من المواطنين عند استيقاظهم صباح اليوم برسائل هاتفية تشوه صورة المعتصمين، ومن بينها رسالة تقول: "لا يا شباب ندائي لكم جميعًا لا تنخدعوا مثلما انخدعت وانخدع غيري بأن المظاهرة في صحار ليست بريئة فهي مدفوعة من الخارج وإلا لما يصرون على تقطيع أوصال اقتصادنا باستهداف الميناء والمنطقة الصناعية وقطع الطرق. الحذر الحذر نعم نختلف في بعض الأمور مع الحكومة ولكن لا يمكن المساس بالمقومات وإلا سندفع الثمن غاليًا. نعم هذه المظاهرة مدفوعة من الإماراتيين، أقول بعض الجهات الرسمية فيها وليس الشعب، شعب الإمارات يتألملما يحصل في عمان من تخريب". ومثل هذه الرسالة بات يتواتر على هواتف المواطنين بحتوى شبيه وصياغات وتوجيها مختلفة. وبسؤالنا المعتصمين في دوار المنطقة الصناعية بميناء صحار في لوى نفوا نفيًا تامًّا أن يكون هناك أحد استهدف الميناء، وحذروا جميع المواطنين العمانيين من الانصياع لمثل هذه التدليسات الداعية إلى شق الصف الوطني في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد. وأكد أكثر من معتصم أن الأمن العماني يلعب لعبة خطيرة الآن ويقوم بدفع الرشا وشراء الذمم للقيام بعمليات تخريب ورفع أعلام الإمارات وصور أبناء الشيخ زايد لإيهام الشعب بأن الاعتصام ليس وطنيًّا.
وقال و. ل. س: نحن لا نخرب بلدنا. نحن من هذه التربة. ونحن نؤيد السلطان قابوس ونطالبه بأن يسارع إلى إنقاذ بلادنا من هؤلاء المخربين. وقال إن المخربين هم المكتب السلطاني وشرطة عُمان السلطانية وجهاز الأمن الداخلي، فبدل أن يتصدى هؤلاء لتخريب البلاد يكذبون ويزرعون الفتنة ويقومون الآن بتخريب البلاد واستخدام المرتزقة لتشويه سمعة المتظاهرين والمعتصمين الذين ينادون بمحاكتهم. إنهم يريدون إغراق البلاد في الفوضى كي يشغلوها عن محاكمتهم على جرائمهم.
وحسب اتصالات بعدد آخر من المعتصمين والمنظمين والناشطين أكدوا أن الأحوال ستؤدي إلى كارثة إن لم يسارع السلطان قابوس والعقلاء في الحكومة إلى ضبط النفس وردع هؤلاء المسؤولين عن تدمير البلاد وتخريبها وزعزعة أمنها، فقد بات واضحًا أن علي بن ماجد وزير المكتب السلطاني ومالك بن سليمان المفتش العام للشرطة والجمارك ينتهجان الآن نهج الأنظمة التونسية والمصرية واليمنية والليبية كي يبقيا في كرسييهما بالقوة رغمًا عن إرادة الشعب.
وقال ع. ب. ش: الكارثة الآن في علي بن ماجد ومالك بن سليمان وعصابتهما الأمنية والاقتصادية وليس في السلطان قابوس، فلا أحد طالب بإسقاط السلطان قابوس، بل بالعكس إننا نقف وإياه كي يطهر الحكومة من هؤلاء وأمثالهما، لأنهم سيقودون البلد إلى الهلاك. وقال: إن جميع المعتصمين في الدوارين مجمعون على ذلك كإجماع كل الشعب العُماني. المأساة اسمها الأمن وللأسف الشديد الآن الجيش أيضًا مأساة.
وتمكنا من الاتصال بإبراهيم. ق وهو أحد المعتقلين يوم الأحد الدامي. وأكد إبراهيم عدم صحة جميع الرسائل المبثوثة منذ الأمس على هواتف المواطنين. وعن حادثة اعتقاله قال: كنا نائمين في دوار الكرة الأرضية وفي الفجر تفاجأنا بمحاصرة قوات مكافحة الشغب وضربنا ونحن نائمون ضربًا دمويًّا لا يوصف. وأضاف إبراهيم: كان هناك نقيب من مكافحة الشغب يخاطب زملاءه العسكريين قائلًا: "اضربوا المخانيث". وأضاف: ضربونا بعنف مفرط ثم اقتادونا إلى سجن سمائل. لم يحضروا لنا إفطارًا ولا غداءً. وكانت هناك 3 حالات إصابات بالغة منا لكنهم لم يرحموهم ولم يحضروا أي طبيب. وسجنوا 3 منا سجنًا انفراديًّا. واستطرد إبراهيم: كنا 48 معتصمًا. لم يكن لدينا سلاح. كنا نائمين ومظاهرتنا سلمية.
ويوجد في هذه الساعة (قرابة الخامسة مساء) حوالى 500 معتصم عند دوار لوى وبين 1300 و1500 معتصم عند دوار الشهداء، بخلاف المتفرقين حولهما وقريبًا منهما. وبرغم تعهد الجيش مساء أمس بعدم استخدام القوة قامت مجموعة منهم عند قرابة الثالثة صباح اليوم بضرب المعتصمين النائمين ضربًا شديدًا بالعصي والهراوات. وقال خليل. م وهو شخص معاق حركيًّا يواجه مشكلة كبيرة عند المشي: تفاجأت وأنا نائم على عشب الدوار بمجموعة بين 6 و7 أشخاص يلكمونني بعنف شديد، وركزوا الضرب على عينيّ. وقال إنه يواجه صعوبة شديدة في الرؤية الآن. وقال زملاء لخليل إن إصاباته بالغة في الوجه والعينين.
وقال ق. م: عدد الإصابات هذا اليوم حوالى 7 إصابات بعضها في مستشفى صحار.
ولم يتسن لنا الحصول على مصدر مستقل من مستشفى صحار. وقال المعتصمون إن المخابرات تندس بين صفوف المعتصمين وتمنع الصحفيين من تسجيل المعلومات وتطلب منهم المغادرة فورًا.
وقال محمد بن علي الغلاسي شقيق الشهيد عبدالله الذي سقط برصاص مكافحة الشغب يوم الأحد الدامي: لا نريد أي شيء، لا مال ولا أي شيء، فقط نريد دم أخي. الدم بالدم، مثلما قتل أخي يجب قتل قاتله. من قال لهم يقتلون؟ صاحب الجلالة لا يمكن أن يأمر بذلك. وقال: مالك بن سليمان هو المسؤول. من المسؤول عن الشرطة ومكافحة الشغب؟ من أعطاهم الأوامر؟. الشرطي يخاف ولا يطلق النار إلا بأوامر.
وقال ع. ع. ص: كل شيء أصبح مباحًا في صحار. أنا لست من صحار لكنني أتيت لأساند إخوتي هنا. إن الحكومة تخرب كل شيء وليس هؤلاء الشرفاء. لم يأت هؤلاء ليلعبوا هنا بل لأنهم مضطهدون. لا حقوق إنسان ولا حرية ولا كرامة.
وأضاف ع. ع. ص: لقد اعتصمت مع أخوتي هؤلاء وشاهدت بأم عيني وسمعت بأذني تهديد الشرطة إياهم بإطلاق الرصاص عليهم وكان المعتصمون يردون عليهم: أطلق هنا نرجوك في الصدر، لا نريد أن نعيش مستعبدين.
وقال أحد المعتصمين: مريب ما تقوم به القوات المسلحة. هذه جريمة وعار والصور توثق فعائلهم هذا اليوم. إنهم ليسوا قوات مصر المسلحة، لقد قاموا بعمليات إجرامية فجر اليوم وما زالوا يهددون المعتصمين.
وقال ناشط من خارج صحار: إن أهل صحار مظلومون. لا مسؤول نزل إلى الشارع. أمتلك أدلة على استخدام الرصاص الحي، ولدي في سيارتي طلقات رصاص سلمت بعضها للقوات المسلحة لكن أحدا منهم لم يهتم بالأمر!. وأضاف الناشط: هل الوزير محصن إلى هذا الحد؟ إلى حد عدم إيقافه عن مواصلة الإجرام؟. وقال إن صحار تعاني من التغطية الإعلامية الضعيفة. تلفزيون سلطنة عُمان يضلل الرأي العام، يعرض لنا المسابقات والأفلاج والأغاني! نحن نريد منبرًا ينقل الحقيقة. الواقع هنا في صحار غير الأكاذيب التي يبثها التلفزيون العُماني، ووزير الإعلام شيطان أخرس مشارك في جريمة لا تغتفر. الصمت اليوم عار وجريمة.
وأجمع عدد من المعتصمين على أن أجهزة الدولة الأمنية تصر الآن على تشويه الحقائق وارتكاب الجرائم وشراء الذمم واستخدام المرتزقة من مسؤولين كبار وذوي مناصب داخل الدولة إلى شيوخ قبائل ويشيعون الأكاذيب ويعملون لمصالحهم الشخصية ويحرضون على الفتنة والفساد. وقالوا إن إشاعات كبيرة انتشرت أمس مفادها حرق محال تجارية ومحال ذهب ومركز صحي ومزارع، وهذه كلها أخبار كاذبة وإشاعات مثل الرسائل الهاتفية التي يغرقون بها هواتف المواطنين والمقيمين كل ساعة.
وجدير بالذكر أن عددًا كبيرًا من مستقبلي الرسائل الكاذبة قاموا بالاتصال بالرقم الغريب لكن لم يرد عليهم أحد!.
وأكد المعتصمون مجدَّدًا أنهم مع بقاء السلطان قابوس سلطانًا على البلاد، وطالبوا السلطان بالتدخل الفوري وإلقاء خطاب ومحاسبة المسؤولين وتنفيذ مطالب المواطنين التي تتسع رقعتها ويكثر عددها ليشمل ربوع البلاد. وقالوا إن عدم إيقاف خطط قوات الأمن ومسؤوليها المجرمين سيقود البلاد إلى كارثة تلوح الآن في صحار المحاصرة بالجيش.
وقال المعتصمون إنهم تمكنوا من إلقاء القبض على مخرب أراد حرق محطة نفط وآخر أرداد حرق مركز سنتر بوينت بينما فر ثالث لكنهم تمكنوا من تسجيل بيانات لوحة سيارته.
وأكدوا أن الجيش اقتحم دوار دوار الميناء وهدد المواطنين وأن مسؤولين كبارًا يقفون خلف الإشاعات المنتشرة وخلف التخريب وأنهم يسعون إلى نشر الفتنة الطائفية والمذهبية على أوسع نطاق. وأكدوا أن الجيش حاول إنهاء الاعتصام بهدوء ثم بالقوة برغم تعهده بعدم التدخل مساء أمس، وأنه أطلق رصاصًا في الهواء قرابة الساعة الخامسة صباحًا ثم اعتقل 3 في السابعة صباحًا بينهم ناشط حقوقي. وقال أحد المعتصمين إن رائدًا في الجيش هددهم ببندقيته، وأن آخر برتبة لواء واسمه سعيد بن ناصر السالمي هددهم باستخدام القوة أيضًا لكن ردة الفعل الساخطة من المعتصمين واستعدادهم للموت بتلقي الرصاص في صدورهم ردعته حينها. كما هدد الجيش المعتصمين بأن 2000 جندي آخر في طريقهم من مسقط إلى صحار.
ورفض الشباب المعتصمون التفاوض مع الجيش على أي مطالب وأصروا على محاسبة الوزراء الستة وإقالة الحكومة كاملة وبقائهم حتى تحقيق مطالبهم. وقالوا إن الحال المزرية الآن تسبب فيها أولئك الوزراء وما زالوا يزيدون نارها حطبًا.
ودعا عدد من من تمكنا من الاتصال بهم هاتفيا إلى ضبط النفس وتوحيد صفوف المواطنين في جميع أنحاء السلطنة وعدم الإصغاء إلى الرسائل المضللة.
وقال ناشط حقوقي: إذا تعرضت وزملائي لعملية اعتقال أو ضرب أو قتل لا سمح الله فاعلموا أن المتهمين الأولين قبل أي أحد آخر هما علي بن ماجد ومالك بن سليمان وباقي أفراد هذه السلطة الباغية.
وقال معتصمون في دوار الشهداء بصحار إنهم يدعون جميع أئمة المساجد في البلاد إلى الترحم على أرواح شهداء الوطن في صلاة الجمعة المقبل، وإن هذا الأمر تأخر كثيرًا. وقالوا إن على الأئمة الدعوة إلى صلاة الغائب على أرواح جميع الشهداء، وأن لا يصغوا إلى أصوات الظلم والظلمة في الحكومة وأن يصيخوا لصوت الحق ولا يرضخوا إلى الفتنة الطائفية أو القبلية أو المذهبية أو أيا كان مسماها بل يتوحدون كالبنيان المرصوص في وجه الطغيان والخطر المحدق بالوطن.
واعتدي على مصور بكسر وكسرت آلة التصوير التي استخدمها. وبينما يطوق الجيش –حسب شهود عيان- صحار من ناحية البحر وفلج القبائل ولا يسمح لغير سكانها بدخولها انتشرت أخبار بأن لوبي التجار في الحكومة ويتقدمهم مكي ومقبول –حسبما تنتشر الأخبار غير المؤكدة- يقومون بتحويل أموال طائلة إلى خارج البلاد وحتى من البنك المركزي العُماني. وأضافت الأخبار غير المؤكدة أن البورصة العُمانية والاقتصاد العُماني قد يشهدان انهيارًا خلال الأيام القليلة المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق