13 مايو 2011

بيان إدانة من أهالي صُحار إلى مسقط، وصور، وصلالة.. إلى عُمان

     عندما صمتَ الشارعُ العُماني بكلّ أطيافه عما ترتكبه الحكومة بقبضتها الأمنية ضد المسالمين الآمنين من شرفاء الحق والحرية والعدالة والإصلاح، ابتداءً من ترويع الجموع بإطلاق القنابل والرصاص المطاطي، وقتل الشباب بالرصاص الحي، ورشهم بالماء الحار، وضربهم وإهانتهم بالهراوات والعصي، وانتهاءً باقتحام ميادين الاعتصام مبتدئين في ذلك بشباب صحار الأحرار بعد إنزال الجنود ومحاصرة الموقع بالمدرعات، وقوى العسكر المدججة بكل سلاح فتاك، وكأنهم ينفذون عملية عسكرية ضد فيلق من العساكر من أفراد الكوماندو العالمية، والتي تخبئ داخل خيام الميدان أسلحة الدمار، والقنابل البيولوجية والفراغية، وكأنهم نصبوا على نصب الكرة الأرضية مضادات الأسلحة الجوية وقاذفات الآر بي جي.
     فاقتحموا وضربوا، أهانوا واعتقلوا، حتى وصل بهم الأمر إلى دهم بيوت العمانيين الآمنة الشريفة بقواتهم المقنعة والدخول إلى حرمهم وانتهاكها من أجل اعتقال فردٍ واحد لا حولَ له في ذلك ولا قوة.
     حتى إذا أشرقت شمسُ الحقّ، ووجد كلّ ظالمٍ أنه في غيبوبةٍ من الباطل، بدأ بتلفيق التهم، وتكديس الأدلة التي هي أدلةٌ على جرائمهم هم، وأدلةٌ على وطنية المعتصمين الأحرار.
إلا أن الحقيقة لا تعنيهم كثيرا، فالباطلُ عندهم هو الحقّ، والحقّ لا قاموس له عندهم.
     وبعد أن ألصقوا تهم قطع الطريق، وتعطيل المصالح، وزعموا أن المعتصمين هاجموا القوات العسكرية، على الرغم من أن الجملة المعكوسة هذه بحد ذاتها لن تعدو أمام أي عاقل أكثر من كونها (دعابة).
    أما الآن، وفي الحلقة الثانية من مسلسل القبضة الأمنية: فاقتحموا ميادين الاعتصام كلها في مسقط العامرة، وصور العفية، وصلالة الصامدة، فعاثوا فيها ما قد اقترفوا آنفا في صحار، ولم يأبهوا.
     والآن وقد صمت الشارع العماني عن ذلك كله فإن مسار الحرية الذي بدأناهُ في صحار بات شائكًا وصعبًا، فالكل صامتٌ والقبضة الأمنيةُ تتمادى وتتمادى.
     نحنُ في صحار، وعبر هذا الخطابِ الموجهِ إلا كل الأحرار في عُمان، ندين إدانة شديدة صمت الشارع وسكون الشعب على كل تلك الفظائع، وندعوه دعوةً وطنيةً صادقة قلبية أن يعلي صوته بسلامٍ ويقول لهؤلاء الفاسدين (كفى)، ندعوهم أن يخرجوا جميعا في سلمية تامة ويوجهوا نداءهم إلى قائدهم المفدى كي يوقف هذه المهزلة التي تدار من قبل رؤوس الفساد وراء كواليس القمع ومصادرة الحريات.
   نحنُ في صحار، نضع أيدينا وقلوبنا مع إخوتنا الأحرار في مسقط وصور وصلالة، والذين طالتهم يدُ الغدرِ كما طالت شباب صحار قبلهم، إننا ندين ما يتمادى به الأمنيون، ويصنعونه بشباب الوطن الحر، ونعلي أصواتنا من أجلهم.
    يا شباب عمان: في مسقط وصور وصلالة، وفي كلّ ربوعِ عمان الحبيبة: صُحار بكلّ أفئدتها وشبابها ونسائها وشيوخها وأطفالها معكم، فاصمدوا أيها الصامدون، فإن مع العسر يسرا.

ليست هناك تعليقات: