عادل الكلباني
على القنوات الفضائية هذه المشاهد المخجلة التي لن تجر مستقبلا على هذا الجيش السوري إلا العار والخيبة والدمار في التاريخ كله، سيرحل بشار إلاسد ونظامه الفاشي إلى غير رجعة سواء كأن ذلك بسقوطه الذي نترقب حدوثه بفارغ الصبر، أو بالموت الذي سيطال في النهاية كل حي، لكن ماذا سيتبقى لهذا الجيش الوطني إلا قليلا والذي كأن من المفروض أن يحمي الشعب والوطن، في حين إن صناديده يوجهون رصاصهم إلى صدور المتظاهرين الذين يطالبون أولا وأخيرا بالحرية لهم ولهذه الطغمة التي لا تعرف بديلا غير لغة السلاح، ماذا يمكن وصف هؤلاء الذين يقفزون فوق ظهور أهلهم وشعبهم، ما هذا الإجرام الغبي الشنيع الذي لا وصف له عدا أن هؤلاء الذين يقومون بأفعال كهذه إما مرضى وإما مجانين، ما نعلمه عن الضواري أنها حين تقتنص فريستها لا تمثل بها أو تستهزئ بها ولكن لحكمة من الله تقوم بالتهامها، حتى إذا شبعت لم تطارد أو تقتل فريسة أخرى إلا لغاية لسد رمق الجوع، ماذا يمكن أن نصف مثل هؤلاء، إسرائيل بإجراميتها الحافلة بالقتل لم تقم بفعل كهذا، ولم نسمع أن الجيش الإسرائيلي قتل شعبه أو مثل بأحد مواطنيه كما يفعل هذا الجيش السوري الهمجي بمواطنيه وأهله وشعبه كي يدافع عن دكتاتور صغير لم يعرف الإصلاح إليه طريقا، وأعطى الضوء الأخضر لأخيه هذا الماهر في قتل شعبه والتنكيل بهم أمام العالم، أليس الأجدر والأولى بهذا الماهر – المستأسد على شعبه – أن يوجه دباباته وأسلحته وطائراته إلى الجولان لتحرير أرضه التي قدمها أبوه حفظه الله ورعاه في قبره لقمة سائغة في صفقة مع إسرائيل في هزيمة حزيران عام 1967م، ولم تطلق رصاصة واحدة لتحريرها منذ ذلك الوقت – لماذا لا يقوم السيد حسن نصر الله بتحرير الجولان كما حرر جنوب لبنان، إلا إذا كانت خفايا السياسة لها وعليها؟
من المخجل أيضا بعد كل هذه المجازر طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة لم يقدم استقالته أي سفير سوري في أي مكان في العالم، ما هذا؟... أمعقول أن تشترك هذه الأمة في قتل شعبها بهذه الصمت المريب والغريب الذي يصيب الناس بالصدمة والغثيان؟، أيعقل بعد هذه المذابح التي ترتكب ألا يكون فيهم رجل رشيد؟، أين المثقفون السوريون؟ أين الفنانون الأبطال الذين يمثلون شخصيات العظماء كخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وباب الحارة، أين هم مما يفعل بشعبهم الآن؟، إن هم إلا كشخصيات الكرتون، توم وجيري أبقى منهم على التاريخ البعيد.
***
في قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي شاهدت كيف أحرق المتظاهرون صورة حسن نصر الله أمين عام حزب الله، الذي كان انتصاره على إسرائيل في جنوب لبنان عام 2000م وانتصاره الأخير عليها أيضا في حرب عام 2006م، ربما ظن هذا الرجل بأن هذه الانتصارات الجزئية وليست الكاملة بمعناها الشمولي، ربما أعطته حصانة الانتصار الذي يظنه ضد هذا الكيان، وأنه ربما في مخيلته ما من حرب سيخوضها إلا وسيكون المنتصر – هذا إذا انتصر طبعا في حرب لاحقة ضد إسرائيل.
هذا الرجل الأمين والمجاهد ظل صامتا تجاه ما يفعله النظام السوري الفاشي ضد شعبه، ويغض النظر هو وحليفته إيران عن قتل الأطفال والنساء والأبرياء، إذ بلغ عدد من قتلهم هذا النظام من شعبه ألفاً وثلاثمائة شهيد، وأكثر من عشرة آلاف معتقل في سجون الاحتلال – المحتل الداخل أكثر قهراً مما سمعنا به من أي محتل آخر – ويخرج علينا سماحته بالتنديد والاحتجاج ضد ما فعلته حكومة البحرين – والتي لم تقدم إصلاحاً يذكر حتى الآن – وقتلها لخمسة أو أربعة من مواطنيها، هذا صحيح وواجب لكن على مقربة منه شعب يذبح وينكل به ويطلب بدون حياء أو خجل من الشعب السوري الهدوء لأن الإصلاحات - ساحات الموت - قادمة في الطريق، - إذا جاز أن نحور إصلاحات النظام الذي يتشدق بها منذ أكثر من عشر سنوات إلى ساحات موت -، في الحديث الشريف قال عليه السلام ( قل خيرا وإلا فاصمت ) وهذا الرجل لم يقل خيرا ولم يصمت. كم كنت أحب هذا الرجل لأنه يمثل مقاومة عظيمة ضد الكيان الصهيوني الغاصب لحق الشعب الفلسطيني، وكم كنت أدافع عنه أمام الناس – وهو لا ينتظر طبعا أن يدافع عنه أحد لأنه يظن نفسه فوق الجميع - بأن هذا المجاهد الكبير سيكون له شأن في تحرير القدس، وأنه لا تأخذه في الحق لومة لائم، وأنه رجل حقيقي، عرف الله في الباطن والظاهر دون النظر إلى مذهب أو ملة سار وصار على نهجه، ولكن (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً) فاتضح لي غير ما كنت أتصوره أنا الرجل العاطفي الشاعري الذي يبكيني أن أشاهد طفلاً معذباً ومنتهك الحقوق. إن أقسى البرابرة في سحيق التاريخ لم يفعل أحد بشعبه كما نرى هذه البشاعات المروعة التي لم نرها حتى في أضخم فيلم رعب عرفه العالم وامرأة مقتولة تسبح في دمائها بأنه رجل سياسي والسياسة فن الممكن وتغيير الوجوه مطلوب في الثابت والمتغير، وأصبح في اليقين أنه يمثل أجندة إيرانية وما هو إلا خيط لعبة في يد على خامنئي قدس الله ظله كما ينعته هذا المجاهد الكبير في كل خطاب يلقيه.
هذا الرجل الأمين والمجاهد ظل صامتا تجاه ما يفعله النظام السوري الفاشي ضد شعبه، ويغض النظر هو وحليفته إيران عن قتل الأطفال والنساء والأبرياء، إذ بلغ عدد من قتلهم هذا النظام من شعبه ألفاً وثلاثمائة شهيد، وأكثر من عشرة آلاف معتقل في سجون الاحتلال – المحتل الداخل أكثر قهراً مما سمعنا به من أي محتل آخر – ويخرج علينا سماحته بالتنديد والاحتجاج ضد ما فعلته حكومة البحرين – والتي لم تقدم إصلاحاً يذكر حتى الآن – وقتلها لخمسة أو أربعة من مواطنيها، هذا صحيح وواجب لكن على مقربة منه شعب يذبح وينكل به ويطلب بدون حياء أو خجل من الشعب السوري الهدوء لأن الإصلاحات - ساحات الموت - قادمة في الطريق، - إذا جاز أن نحور إصلاحات النظام الذي يتشدق بها منذ أكثر من عشر سنوات إلى ساحات موت -، في الحديث الشريف قال عليه السلام ( قل خيرا وإلا فاصمت ) وهذا الرجل لم يقل خيرا ولم يصمت. كم كنت أحب هذا الرجل لأنه يمثل مقاومة عظيمة ضد الكيان الصهيوني الغاصب لحق الشعب الفلسطيني، وكم كنت أدافع عنه أمام الناس – وهو لا ينتظر طبعا أن يدافع عنه أحد لأنه يظن نفسه فوق الجميع - بأن هذا المجاهد الكبير سيكون له شأن في تحرير القدس، وأنه لا تأخذه في الحق لومة لائم، وأنه رجل حقيقي، عرف الله في الباطن والظاهر دون النظر إلى مذهب أو ملة سار وصار على نهجه، ولكن (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً) فاتضح لي غير ما كنت أتصوره أنا الرجل العاطفي الشاعري الذي يبكيني أن أشاهد طفلاً معذباً ومنتهك الحقوق. إن أقسى البرابرة في سحيق التاريخ لم يفعل أحد بشعبه كما نرى هذه البشاعات المروعة التي لم نرها حتى في أضخم فيلم رعب عرفه العالم وامرأة مقتولة تسبح في دمائها بأنه رجل سياسي والسياسة فن الممكن وتغيير الوجوه مطلوب في الثابت والمتغير، وأصبح في اليقين أنه يمثل أجندة إيرانية وما هو إلا خيط لعبة في يد على خامنئي قدس الله ظله كما ينعته هذا المجاهد الكبير في كل خطاب يلقيه.
***
أحيانا أشاهد قناة الدنيا السورية ليس تقصيا للحقيقة، فهذا إعلام دأب الضحك على شعبه كأي إعلام عربي من المحيط إلى الخليج دون استثناء، فهو عهر إعلامي حسب توصيف الروائية غادة السمان، في أحد برامجه تحديدا بتاريخ 12/6/2011م الساعة السابعة والنصف يحلل هذا التلفار المخضرم في الإعلام والذي من المفروض على العالم جميعا أن يتلقى منه آخر الأخبار والمعلومات عن سوريا حيث باقي القنوات الفضائية مغرضة وخائنة ومندسة وتافهه وتعمل على مؤامرة عالميه لقلب نظام الزعيم العظيم بشار الأسد الذي لا يشق له غبار على ما يقوم به البعض من قذف مياه فوق رؤوس المتظاهرين وعرض كثيرا من اللقطات التي يقوم فيها بعض الشباب برش الماء ربما لتخفيف الحرارة عن الناس، وتم كشف عينة من هذا الماء حسب تعبيرهم ووجد بأنه فيه كثيرا من المواد الكيماوية التي لا تجعل الدماغ يعمل بشكل صحيح، وأن المتظاهر حين يتلقى ولو جزءاً يسيراً من هذا الماء تصيبه هستيريا فتجعله يتصرف بشكل غير طبيعي أو متزن، مما يؤدي به إلى الحرق والتخريب والإضراربنفسه وبالآخرين ويجب في تلك الحالة محاولة ردعه – قتله .... بالله عليكم هل هذا الإعلام يستحق أن يحترم؟
يذكرني هذا السخف والانحطاط في التصور والسلوك لدى هذا الإعلام بما خرج به مجنون ليبيا حين قال في خطابه إن معظم الشباب تناولوا حبوب الهلوسة وعليهم أن يعودوا إلى بيوتهم لتلقي العلاج.. وفي مشهد لقناة الجزيرة أب ليبي يعرض ابنه الصغير وهو يبكي ويقول إن هذا الطفل هو الإرهابي الكبير لتنظيم القاعدة وإلا لما قام هذا المجنون بقتلنا بالقذائف والصواريخ؟. أعتقد أيضا بأن الطفل يحيى الخطيب الطفل الذي لم يكمل سن الرشد الذي قتله ومثل بجثته الجيش السوري العظيم، هو الذي حاك المؤامرة وجند المندسين والعصابات المسلحة حسب توصيف الإعلام السوري الكاذب للمتظاهرين الشرفاء للإطاحة بهذا البشار المستأسد على شعبه.
يذكرني هذا السخف والانحطاط في التصور والسلوك لدى هذا الإعلام بما خرج به مجنون ليبيا حين قال في خطابه إن معظم الشباب تناولوا حبوب الهلوسة وعليهم أن يعودوا إلى بيوتهم لتلقي العلاج.. وفي مشهد لقناة الجزيرة أب ليبي يعرض ابنه الصغير وهو يبكي ويقول إن هذا الطفل هو الإرهابي الكبير لتنظيم القاعدة وإلا لما قام هذا المجنون بقتلنا بالقذائف والصواريخ؟. أعتقد أيضا بأن الطفل يحيى الخطيب الطفل الذي لم يكمل سن الرشد الذي قتله ومثل بجثته الجيش السوري العظيم، هو الذي حاك المؤامرة وجند المندسين والعصابات المسلحة حسب توصيف الإعلام السوري الكاذب للمتظاهرين الشرفاء للإطاحة بهذا البشار المستأسد على شعبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق