ناصر المنجي
في العدد السابق ذكرنا غيضاً من فيض أخطاء مجلة البرواز، أو بالأحرى أخطاء جزء من العدد الثاني الذي صدر بعد عشرة أشهر من صدور العدد الأول، في مفارقة لا تشهدها إلا الثقافة العمانية، فلا المجلة الفصلية أو نصف السنوية أو السنوية تصدر بعد عشرة أشهر ولكن أراد مشرفو المجلة أن تتميز ثقافتنا العمانية على نظيراتها في دول العالم، وفي كل عدد لا تزيد المواضيع على عشرة مواضيع فقط بالتمام والكمال النتشكيلي مضافاً إليها تلك الأخطاء.
وبعملية حسابية بسيطة نستطيع أن نقيم العمل المنجز، فكل عدد يضم تقريباً 150 صفحة فقط، وعملياً لا يتجاوز كل عدد السبعين صفحة فقط، حيث إن الصفحات المتبقية عبارة عن صور لأعمال تشكيلية بعضها له علاقة بالمواضيع المنشورة وبعضها لا علاقة له، أي أن العددين ليسا سوى 150 صفحة في مجملهما ومع ذلك يضمان هذه الأخطاء، قد يقول قائل إن المقال هو تصيد للأخطاء ولكن ليأتِ أحدٌ ما بمجلة ثقافية حكومية بها ربع أخطاء مجلة البرواز.
فلنقل إن كلا العددين مائة وخمسون صفحة، وإن المجلة تم الإعداد لها أربع سنين من ضمنها العام الذي صدر فيه العددان بفارق العشرة أشهر، أي 1440 يوماً، أي بمعدل أقل من عشر صفحاتٍ يومياً، فهل هيئة التحرير غير قادرة على إعداد عشر صفحات يومياً خالية من الأخطاء؟!، مع العلم أن تلك المائة والخمسين صفحة ليس كتابها أعضاء تحرير المجلة بل تأتي جاهزة من الكتاب المشاركين، أي أن كل ما يفعله أعضاء هيئة التحرير هو أن لا يعملوا شيئاً مطلقاً سوى التنسيق فقط، أي أقل من ربع صفحة يومياً، هيئة تحرير من أجل ربع صفحة فقط كل يوم؟!! فمن أين يأتي الخطأ؟ وهل ينبغي لجهة سيادية أن تصدر مجلة بها هذا الكم من الأخطاء؟. هل للسلطنة أن تصدر مجلة هي الوحيدة في العالم العلوي والسفلي التي لا أحد يعرف دورية صدورها إن كانت شهرية أم فصلية أم ربما مجلة (عشرة أشهرية)، وبالفعل هي مجلة عشرة أشهرية فقريباً ستقترب العشرة أشهر منذ أن صدر العدد الثاني دون أن نرى العدد الثالث مثلما انقضت العشرة أشهر ما بين العدد الأول المليء بالأخطاء والعدد الثاني الذي ازدادت به الأخطاء، فها هي السلطنة تؤسس دورية صدورها مختلفة عن دول العالم، مجلة مزاجية ولكن يبدو أن المزاج غير رائق لذا تتراقص الأخطاء بين جنباتها بحرية تامة.
ما الجديد الذي أضافته المجلة إلى الساحة الثقافية العمانية ما دامت هي المجلة الأولى التي تهتم بالفنون البصرية في المنطقة؟ لا أستطيع أن أقول إن الجديد هو كثرة الأخطاء، وليس الجديد أيضاً أن المجلة لا بريد إلكتروني لها سوى إيميل أحد أعضاء أسرة التحرير (هل هي ملكية شخصية؟)، وليس الإخراج السيئ الذي يُفترض به أن يكون الأفضل كون المجلة تُعنى بالفن والجمال، وليس بخلو أغلفتها من صورة ضوئية أو لوحة بدل أن تترك خاوية على عروشها إلا من الأخطاء، وليس المقال المنشور منذ سنوات عديدة وتمت إعادة نشره في المجلة رغم أنه ورد في المجلة شرط عدم نشر مواد منشورة مسبقاً (والذي أخل بهذا الشرط هيئة التحرير نفسها) حيث يوجد مقال رئيسي تم نشره سابقاً وإلقاؤه كمحاضرة في النادي الثقافي قبل أكثر من ثماني سنوات، أم أنها المجلة الوحيدة في الوطن العربي التي تم تدشينها في أرقى الفنادق بحضور أكثر من وزير ومستشار ووكيل وزارة وسفير لدى السلطنة رغم كمية الأخطاء؟!. والسؤال الذي ظل يبحث عن إجابة بين جنبات عددين مليئين بالأخطاء من "البرواز": أين هي اللمحة الإبداعية في هذه المجلة؟!
***
فؤاد البنفلاح نحات بحريني، ولكن هيئة تحرير البرواز الموقرة أبت إلا أن تغير اسمه من فؤاد البنفلاح إلى فؤاد (البنقلاح)، ويا بنفلاح كن بنقلاح، فكله عند العرب صابون، وصابون البرواز جعلك البنقلاح (ص 110)!! فها هي البرواز تغير أسماء من تشاء وتشوه أسماء من تشاء، مع العلم أن هذا الخبر كغيره من الأخبار المنشورة في المجلة منقول من الصحف ولم يكن على هيئة التحرير سوى قصه ولصقه كبقية الأخبار التي لا لزوم لها في المجلة سوى أنها تملأ الصفحات وتزيد من عددها الذي تخطئ هيئة التحرير ترقيمه!.
وفي نفس الصفحة وفي نفس الخبر (110) سنرى كيف تحول النحاتان (البنقلاح) حسب تسمية البرواز، أو (البنفلاح) كما هو معروف في الوسط التشكيلي، مع زميله علي المحميد من نحاتين إلى(ناحتان)، مثلما ورد في الخبر.
في الصفحة 130، سنرى خبراً عن مشاركة نادي التصوير الضوئي في مسابقة فنلندا للتصوير الضوئي، ولكن تأبى هيئة تحرير البرواز سوى أن تعطي القارئ بعض مقبلاتها من الأخطاء قبل أو بعد أو أثناء قراءة الخبر، حيث سنقرأ العبارة التالية: "كما حصل المصور الضوئي "و" حمد بن سعود البوسعيدي على جائزة تقديرية عن صورة العملاق". ولا أدري أي عبقرية تلك التي هبطت على أعضاء الهيئة الإدارية للبرواز لتأتي بحرف الواو في هذه الجملة مما سيوحي للقارئ أن المصور الضوئي شخص آخر شارك حمد البوسعيدي في حصوله على الجائزة.
ورغم الفرحة التي يحسها المتابع للمراكز المتقدمة التي يحصدها نادي التصوير الضوئي والفعاليات التي يقيمها ألا أنه لزاماً عليه أن يتلقى لطمة من مجلة البرواز في تغطيتها لأخبار النادي (والتي منطقياً لا يصح أن ينشر بها أخبار)، وذلك من حيث سوء الصياغة والأخطاء التي ترتكب، حيث سنقرأ في العنوان ص 146: "أطياف من الصور الضوئي متوهجة". ويبدو أن كاتب هذه الجملة من متعلمي اللغة العربية الجدد، وكان يقصد بهذه العنوان: (أطياف متوهجة من الصور الضوئية)، ولكن اللغة العربية التي هي البحر في أحشائه الدر كامن لم يسألها أحد من "البرواز" عن صدفاتها لذا رأينا هذا الخطأ في هذه العبارة.
ولا نستطيع أن نثقل على القارئ بكل أخطاء العدد الثاني لأننا بحاجة إلى حلقات أخرى، لذا سنرتاح قليلاً تحت فيء أخطاء العدد الأول التي لن تبدأ ولن تنتهي في ترقيم المجلة، حيث سنرى أن ترقيم المجلة يبدأ بالصفحة الثامنة، والصفحة ليست الثامنة ولكنها السادسة، حيث تم وضع الغلاف الأول والغلاف الداخلي ضمن صفحات المجلة، ربما لزيادة عدد الصفحات، فهل سمعنا بمجلة ثقافية تضع الغلاف ضمن الصفحات باستثناء ترقيم البرواز؟!.
ويبدو أن أعضاء هيئة التحرير غير مدركين مطلقاً للأوضاع العالمية أو ربما هم معارضون أكثر من الشعب الفرنسي والشعب الإيطالي لانضمام فرنسا وإيطاليا إلى مظلة اليورو، أو ربما يشاركون بعض خبراء الاقتصاد في العالم آراءهم حول مستقبل اليورو لذا وضعوا سعر المجلة في فرنسا بالفرنك الفرنسي الذي شبع موتاً منذ أكثر من عشر سنوات، وفي إيطاليا وضعوه بالليرة الإيطالية التي أصبحت في مزبلة تاريخ العملات، أو ربما هم من هواة جمع العملات النادرة لذا وضعوا سعر المجلة بعملات لم يعد يستخدمها أحد اليوم، فهل سمع أحد بمجلة في القرن الحادي والعشرين تباع بالفرنك الفرنسي والليرة الإيطالية إلا مجلة "البرواز" الصادرة من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بديوان البلاط السلطاني؟!. ولكن رب ضارة نافعة، فلن يشتري أحد في فرنسا وإيطاليا مجلة البرواز لأنهم أوقفوا التعامل بالليرة والفرنك، ولذا لن يقرأها أحد هناك وهي ملأى بالأخطاء.
هل سمعتم بفنان تشكيلي عالمي له اسمان مختلفان في مقالة واحدة تتحدث عنه؟ إذاً علينا بشراء مجلة "البرواز" العدد الأول لنكتشف أن الفنان النمساوي جوستاف كليمت له اسمان مختلفان أسبغتهما عليه مجلة البرواز وهيئتها التحريرية في مقال صدر في العدد الأول ص 39، فهو مثلما ورد في فقرات المقال "كليمت" ومن ثم "كلمت". ومثلما ورد في الفقرة الثانية ص 40 "إن لوحته شجرة الحياة "نموزج" أكثر وضوحاً" "نموزج" وحتى الأخوة في مصر الذين يقلبون حرف "ذ" إلى "ز" يكتبون النموذج ( نموذج ) وليس (نموزج)، ولكن للبرواز رأياً آخر في هذا، وهي المجلة التي تعتبر نموذجاً وليس (نموزجاً) للمجلات الثقافية، وسنرى في نفس هذا المقال وفي نفس الصفحة والفقرة كيف تحولت جملة (مرة أخرى في هذا العالم) إلى "مرة "أخري" في هذا العالم"، أعزكم الله، فهل ثمة إبداع أكثر من هذا!!. ولا أدري ما عقدة مجلة "البرواز" من أسماء الفنانين والأدباء مثلما هي عقدتها التي ذكرت في الحلقة السابقة من الرقم 3، فكليمت كلمت، ونائلة نايلة، وكونديرا كونديراد والبنفلاح بنقلاح.
ويبدو أن كل مقال في مجلة البرواز إن لم يكن به خطأ مطبعي أو إملائي أو في الصياغة فإن القارئ حتماً سيُصدم بشيءٍ ما، إن لم يكن إخراجياً فإنه سيجد خطأً في اختيار العناوين الفرعية للمقالات التي يبدو بعضها كأنه ليس مقالات أو دراسات نقدية بقدر ما هو مقابلات شخصية إذا ما رأينا العناوين الفرعية، ونموذجاً وليس (نموزجاً) مقال حسن شريف عن التشكيلي العالمي بول سيزان، ( ولا أدري سبباً في عدم تعريف القراء به، حيث سنجد اسم كاتب المقال دون إشارة إلى جنسيته ومهنته كناقد أو فنان تشكيلي)، وسنجد العنوان الفرعي التالي "بدون بول سيزان لا أستطيع أن أتصور كيف ستكون طريقة رسم اللوحة في زمننا الحالي". ويبدو من هذا العنوان الفرعي وكأن الكاتب في مقابلة صحفية يُسأل فيها عن رأيه في أعمال بول سيزان، والأصح أن يكون العنوان الفرعي (بدون بول سيزان لا نتصور طريقة رسم اللوحة في زمننا الحالي)، لأن الموضوع عبارة عن دراسة تشكيلية وليس رأياً شخصياً في مقابلة صحافية.
وكي لا يحس القارئ بالملل من المقالات والدراسات المليء بعضها بالأخطاء فإني سأرحل به إلى بعض إنجازات الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التي نشرتها مجلة البرواز والتي تم نشرها قبل عشرة أشهر من طباعة ونشر العدد الأول، مع العلم أن البرواز هي المجلة الوحيدة تقريباً في المنطقة التي تنشر أخباراً حيث أغلب الدوريات تنشر مقالات ودراسات ومقالات وليس أخباراً ليست بائتة فحسب بل ميتة. سنقرأ في الصفحة 142، خبراً عن مشاركة السلطنة في مسابقة للتصوير الضوئي في روسيا التي حاز فيها نادي التصوير الضوئي كعادته مراكز متقدمة، ألا أن مجلة البرواز أبت إلا أن تنشر الخبر بمعية خطأ حيث يقول العنوان: "مشاركة مميزة للمصورين العمانيين في مسابقة "بيريجا" الدولية للتصوير الضوئي في روسيا"، ومن ثم تشاء أقدار مجلة البرواز أن تحول مدينة بيريجا الروسية إلى "بيرجا" والعلم عند هيئة تحرير البرواز إن كانت هذه المدينة الروسية بيريجا أم بيرجا!.
وفي نفس الصفحة وفي نفس الخبر (110) سنرى كيف تحول النحاتان (البنقلاح) حسب تسمية البرواز، أو (البنفلاح) كما هو معروف في الوسط التشكيلي، مع زميله علي المحميد من نحاتين إلى(ناحتان)، مثلما ورد في الخبر.
في الصفحة 130، سنرى خبراً عن مشاركة نادي التصوير الضوئي في مسابقة فنلندا للتصوير الضوئي، ولكن تأبى هيئة تحرير البرواز سوى أن تعطي القارئ بعض مقبلاتها من الأخطاء قبل أو بعد أو أثناء قراءة الخبر، حيث سنقرأ العبارة التالية: "كما حصل المصور الضوئي "و" حمد بن سعود البوسعيدي على جائزة تقديرية عن صورة العملاق". ولا أدري أي عبقرية تلك التي هبطت على أعضاء الهيئة الإدارية للبرواز لتأتي بحرف الواو في هذه الجملة مما سيوحي للقارئ أن المصور الضوئي شخص آخر شارك حمد البوسعيدي في حصوله على الجائزة.
ورغم الفرحة التي يحسها المتابع للمراكز المتقدمة التي يحصدها نادي التصوير الضوئي والفعاليات التي يقيمها ألا أنه لزاماً عليه أن يتلقى لطمة من مجلة البرواز في تغطيتها لأخبار النادي (والتي منطقياً لا يصح أن ينشر بها أخبار)، وذلك من حيث سوء الصياغة والأخطاء التي ترتكب، حيث سنقرأ في العنوان ص 146: "أطياف من الصور الضوئي متوهجة". ويبدو أن كاتب هذه الجملة من متعلمي اللغة العربية الجدد، وكان يقصد بهذه العنوان: (أطياف متوهجة من الصور الضوئية)، ولكن اللغة العربية التي هي البحر في أحشائه الدر كامن لم يسألها أحد من "البرواز" عن صدفاتها لذا رأينا هذا الخطأ في هذه العبارة.
ولا نستطيع أن نثقل على القارئ بكل أخطاء العدد الثاني لأننا بحاجة إلى حلقات أخرى، لذا سنرتاح قليلاً تحت فيء أخطاء العدد الأول التي لن تبدأ ولن تنتهي في ترقيم المجلة، حيث سنرى أن ترقيم المجلة يبدأ بالصفحة الثامنة، والصفحة ليست الثامنة ولكنها السادسة، حيث تم وضع الغلاف الأول والغلاف الداخلي ضمن صفحات المجلة، ربما لزيادة عدد الصفحات، فهل سمعنا بمجلة ثقافية تضع الغلاف ضمن الصفحات باستثناء ترقيم البرواز؟!.
ويبدو أن أعضاء هيئة التحرير غير مدركين مطلقاً للأوضاع العالمية أو ربما هم معارضون أكثر من الشعب الفرنسي والشعب الإيطالي لانضمام فرنسا وإيطاليا إلى مظلة اليورو، أو ربما يشاركون بعض خبراء الاقتصاد في العالم آراءهم حول مستقبل اليورو لذا وضعوا سعر المجلة في فرنسا بالفرنك الفرنسي الذي شبع موتاً منذ أكثر من عشر سنوات، وفي إيطاليا وضعوه بالليرة الإيطالية التي أصبحت في مزبلة تاريخ العملات، أو ربما هم من هواة جمع العملات النادرة لذا وضعوا سعر المجلة بعملات لم يعد يستخدمها أحد اليوم، فهل سمع أحد بمجلة في القرن الحادي والعشرين تباع بالفرنك الفرنسي والليرة الإيطالية إلا مجلة "البرواز" الصادرة من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بديوان البلاط السلطاني؟!. ولكن رب ضارة نافعة، فلن يشتري أحد في فرنسا وإيطاليا مجلة البرواز لأنهم أوقفوا التعامل بالليرة والفرنك، ولذا لن يقرأها أحد هناك وهي ملأى بالأخطاء.
هل سمعتم بفنان تشكيلي عالمي له اسمان مختلفان في مقالة واحدة تتحدث عنه؟ إذاً علينا بشراء مجلة "البرواز" العدد الأول لنكتشف أن الفنان النمساوي جوستاف كليمت له اسمان مختلفان أسبغتهما عليه مجلة البرواز وهيئتها التحريرية في مقال صدر في العدد الأول ص 39، فهو مثلما ورد في فقرات المقال "كليمت" ومن ثم "كلمت". ومثلما ورد في الفقرة الثانية ص 40 "إن لوحته شجرة الحياة "نموزج" أكثر وضوحاً" "نموزج" وحتى الأخوة في مصر الذين يقلبون حرف "ذ" إلى "ز" يكتبون النموذج ( نموذج ) وليس (نموزج)، ولكن للبرواز رأياً آخر في هذا، وهي المجلة التي تعتبر نموذجاً وليس (نموزجاً) للمجلات الثقافية، وسنرى في نفس هذا المقال وفي نفس الصفحة والفقرة كيف تحولت جملة (مرة أخرى في هذا العالم) إلى "مرة "أخري" في هذا العالم"، أعزكم الله، فهل ثمة إبداع أكثر من هذا!!. ولا أدري ما عقدة مجلة "البرواز" من أسماء الفنانين والأدباء مثلما هي عقدتها التي ذكرت في الحلقة السابقة من الرقم 3، فكليمت كلمت، ونائلة نايلة، وكونديرا كونديراد والبنفلاح بنقلاح.
ويبدو أن كل مقال في مجلة البرواز إن لم يكن به خطأ مطبعي أو إملائي أو في الصياغة فإن القارئ حتماً سيُصدم بشيءٍ ما، إن لم يكن إخراجياً فإنه سيجد خطأً في اختيار العناوين الفرعية للمقالات التي يبدو بعضها كأنه ليس مقالات أو دراسات نقدية بقدر ما هو مقابلات شخصية إذا ما رأينا العناوين الفرعية، ونموذجاً وليس (نموزجاً) مقال حسن شريف عن التشكيلي العالمي بول سيزان، ( ولا أدري سبباً في عدم تعريف القراء به، حيث سنجد اسم كاتب المقال دون إشارة إلى جنسيته ومهنته كناقد أو فنان تشكيلي)، وسنجد العنوان الفرعي التالي "بدون بول سيزان لا أستطيع أن أتصور كيف ستكون طريقة رسم اللوحة في زمننا الحالي". ويبدو من هذا العنوان الفرعي وكأن الكاتب في مقابلة صحفية يُسأل فيها عن رأيه في أعمال بول سيزان، والأصح أن يكون العنوان الفرعي (بدون بول سيزان لا نتصور طريقة رسم اللوحة في زمننا الحالي)، لأن الموضوع عبارة عن دراسة تشكيلية وليس رأياً شخصياً في مقابلة صحافية.
وكي لا يحس القارئ بالملل من المقالات والدراسات المليء بعضها بالأخطاء فإني سأرحل به إلى بعض إنجازات الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التي نشرتها مجلة البرواز والتي تم نشرها قبل عشرة أشهر من طباعة ونشر العدد الأول، مع العلم أن البرواز هي المجلة الوحيدة تقريباً في المنطقة التي تنشر أخباراً حيث أغلب الدوريات تنشر مقالات ودراسات ومقالات وليس أخباراً ليست بائتة فحسب بل ميتة. سنقرأ في الصفحة 142، خبراً عن مشاركة السلطنة في مسابقة للتصوير الضوئي في روسيا التي حاز فيها نادي التصوير الضوئي كعادته مراكز متقدمة، ألا أن مجلة البرواز أبت إلا أن تنشر الخبر بمعية خطأ حيث يقول العنوان: "مشاركة مميزة للمصورين العمانيين في مسابقة "بيريجا" الدولية للتصوير الضوئي في روسيا"، ومن ثم تشاء أقدار مجلة البرواز أن تحول مدينة بيريجا الروسية إلى "بيرجا" والعلم عند هيئة تحرير البرواز إن كانت هذه المدينة الروسية بيريجا أم بيرجا!.
***
ولكن هل كمية الأخطاء في مجلة البرواز الصادرة من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بديوان البلاط السلطاني تلغي نبل الفكرة التي من أجلها أنشئت هذه المجلة؟ بطبيعة الحال كلا، أم أن القائمين على المجلة استمرؤوا في ارتكاب الأخطاء أو أنهم فاقدون قدرة القيام بإصدار مجلة دُفع الكثير من الأموال لكي تصدر بهذه الصورة التي تسيء للثقافة العمانية ولوجه عمان الثقافي، مع ملاحظة أن هذه الأخطاء ستبقى شاهداً على مثالٍ سيئ لنشر المجلات لسنوات عديدة حيث إن المجلات ليست كالجرائد تقرأ ثم ترمى أو تستعمل لأشياء أخرى، بل هي مراجع تبقى لسنوات وسنوات كالكتب تماماً وكل خطأ فيها سيظل محفوراً إن لم يكن لقرون فعلى الأقل لعقود من السنوات، وخاصة إن كانت شهرية أو سنوية أو (عشرة أشهرية) كما هو حال برواز الجمعية العمانية للفنون التشكيلية.
إن نبل الفكرة ومحاولة دعمها لا يمنعان نقدها، وهذا ما سأحاول أن أتناوله في حلقات قادمة للوقوف على بعض النقاط التي لم تقع فيها مجلة عربية قط باستثناء "البرواز".
إن نبل الفكرة ومحاولة دعمها لا يمنعان نقدها، وهذا ما سأحاول أن أتناوله في حلقات قادمة للوقوف على بعض النقاط التي لم تقع فيها مجلة عربية قط باستثناء "البرواز".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق