شعر: سعود الزدجالي
إلى الشعوب العربية الثائرة..
عند الفجر سرايا متتابعة من بوح الماضي تزجي الهم وترسمه أنشودة وطن وهمي
تفجر أنهارا من عشق أبدي لا يعبأ بالأوراد
يعانقُ فينا كلَّ صباح أغنيةً ثكلى
وتطلق عبر البوح أنشودة وطن لا نسكنه إلا عند وميض الأمل الغائر في العينين..
يستنجد فينا الإنسان
كبقايا قهوتنا في كف نهار زائف ونطلق نحن الكلمات
فارغة من نبض مودتنا نطلقها جاهلةً جهة الشرق
تطلق ثورتها لإزالة معبوداتٍ منحوتاتٍ سميناها نحن الحكام؛
فارغة من معنى الإنسانية؛
سالبةً حريتنا.. موجبةً حريتها نحو القتل وللتشريد
نلبس ثوب حداد أبديٍّ لا تبليه الأيام؛
والجسد الميت فوق أسرتنا تسجيه الأحلام وتحييه الآلام؛
ذوقوا كل عذاب؛
ولم نجد الحفار.. أين الحفار؟
وحين وجدناه.. لم يجد الحفارُ قبورا تملؤها الثورةُ من دمنا؛
كي نستعجل يومَ الدين
فالحاكم سرق الكعبةَ ونحن نصلي...
والمصحفَ... ونحن نرتل آيات القرآن.. سلب الحاكم معنى الآية من شفتينا
وكان الدين رمادا حين الحاكم أسدى الوعظَ إلينا.. يحي فينا الذلَّ وأصنافَ الطاعة باسم الحرية؛
فهو إله..
والفقهاء نيام والوعظ فوق عمائمهم يتساقط مثلَ المطر
والكعبة تُسرق والعلماء نيام علّمهم تمتمةً أطلقها من شفتيه.. تقطر من دمنا
يخدعهم بالكلمات الفارغة المعنى؛
والكلمات تعانقها الكلمات سرق الحاكم كل معانينا
مسح الإعرابَ لنجهل معنى الحكم.. أو نعربَ رغبتنا نحو الحرية؛
سرق اليومَ وأغنية لغد قادم؛
سرق الدنيا والآخرة..
لنكون الرقباء على الأعراف وله الجنة نفتحها ولكل بطانته
والدنيا... والدينُ مسجى ينتظر الدفن؛
والحفار سجين..
ولا قبر سوى أفئدة الشعب ودفاترَ خالية الأوراق..
وقلم لا يكتب إلا اسمه، والأحرف ناقصة
والحرية ممنوع لا يكتب
ولنا أن نرسم صورته فوق أكف طفولتنا.. وفوق شوارعنا وفوق مساجدنا
ونكتبه فوق مصاحفنا فله الفضل وله الحكم
ونحن نموت.... ونقبر كل صباح؛ ولكن..
تحيينا أغنيةٌ... خُطَبُ الحاكم تحيينا. أنشودةُ حب فارغة تحيينا....
للأرض وللوطن المشؤوم
وإبراهيم ينادي: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق