عادل الكلباني
عيناك ملأتا حدائق قلبي
زيتونًا وعنبًا وتينًا
وفجرت شفتاك
أنهارًا لي
من خمر وعسل مصفى
وفرشت لي وردًا
أنَّى مشيت
وأنَّى رحلت
عيناك
سماء غيمها
خضَّل شجر الروح
وأترع في أرضي لونًا أخضر
كرياض الجنة
عيناك
زاد المسافر
وحجة العاشق
وارتواء الصادي
***
حين أرحل/صوب مدن كبيرة/يضج فيها الحياة والناس/
أبحث عنك في كل الوجوه/التي ألتقيها/
أبحث عن أمكنة/تقربني إليك/
عن ظل أتفيأ فيه من حر الشمس/والغربة والناس
فلا أجد إلا الأشجار/تضاهيك/وتعيد لي وجهك
كوردة/غطاها نداك في الفجر/
يا ردة قلبي المجروحة
أغرس/قطرات من جرحك
في كلِّ رحيل
فيُزهِر كلَّ صباح
وجهك المثقل بالطيبة والذكرى
***
لا يشبهك إلا البحر
كل موج فيك يتجدَّد
لا موج يشبه الآخر
وأرقص في مساءات بللها البحر
مسافرًا في الزرقة
بعيدًا في الأعماق
تغيب الجهات
وتنطفئ أزمنتي في لهبك
وتبزغين كالفجر الوهَّاج
من أين يأتي
كل هذا الضوء الناضج
كالمتمرد في العتمة
إذ يتصدع
زبرجدك والياقوت
وتصدح نوارسك
بلحن يفجر نشيدًا
في العشق
من أين أبدأ
في هذا الفلق المُضرَّج
بسطوة حـُسنك
في هذا الألق
لأعرج إليك
كل شيء فيك يتفتق بالنضج
كيف أرتقي إليك
وأنا مازلت أرقب
خطوتك الأولى
في مروج
إذا اقتربت
منها
تدفقت أمطار وينابيع
لا أود أن يجرفني ضوؤك
الوارف
مرايا وسكاكين
وتنهمر عليَّ كالشظايا
آلاف الأنجم
***
اتركيني أوغل في
الغابات الوارفة الظل
دعيني أقطف ثمرك
فلا أحد غيري
يرتوي من خمرك
فأنا كسكران أترنَّح
ولم أتذوق بعد
طعم شهدك والتين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق