عادل الكلباني
فلسطِين
باسم وطن أسميتك
وطنًا مسلوبًا
ولحظة ميلادك
كانت لي روعة
أن يصبح مثلي أبًا
لا أروع
أن يصبح مثلي أبًا
***
ولحظة موتك
كانت لي حزنًا
فأنا من سلالة حزن
موغلة في الفقد
أبحث عن مأوى
يؤويني في كنفه
يضمد لي جرحًا لم يهدأ
يخفف عني
آهات الحرمان
ويفتح لي عُمرًا مُزهرًا
***
فصغيرًا عشت يتيمًا
مفجوع الأب
لم أعرف في صغري
كلمة (بابا) أنطقها كالأطفال
يلاقيني في بسمة
وأمرغ وجهي في صدره
يدثرني بحنان
ويغمرني بالقــُبلات
فأنا عشت يتيمًا في عمري
مفجوع الأب
***
قمـــــــــر
يا زقزقة الطير على الأغصان
يا ضوء البهجة والفرحة
ما أشرق نور
إلا في وجهك
حتى يغدو البيت
مروجًا من ألوان
***
لا أعرف أوصافًا أخرى
أرسمها حروفا عابقة باسمك
يا أحلى رائحة من
عود أو مسك أو عنبر
***
يغار اللون من اسمك
والدفتر
كيف أرسمك يا عمري
شجرة
وردة
زهرة ريحان
لا يا عمري
أنت.. أكبر.. أكبر
من كل الأشياء.
***
من يزرع قمرًا في قلبه
لا يحصد إلا
النــــــــور.
حيـــــــــــــــاة
يا سماء صافية الزرقة
تنشر عبيرًا من روحك
في الأجواء
فلا غيم يأتي
ولا غيم يرحل
من دونك
يا حبًّا مرسومًا في القلب
يا وِدًّا لم أغرسه
إلا في النادر
يا عبقًا يبقى
في الصبح
حديثك كندى يتكسر
في وجه الورد
ولا يحلو منظر من دونك
أو جلسة يتجمع فيها الأطفال
يسقط مطر من ثغرك
والبسمة منك سحاب
والضحكة بارق
تكسر لي حزني
وتجعلني أضحك
الأشجار المزروعة في حوش الدار.. تحبك
وتحبك... الحجرات والألعاب المكسورة
وتحبك... دراجتك الصفراء مهشمة المقعد
والينبوع الرقراق... يحبك
عمـــــــــــران
أسميتك باسم نبي
فإن لم تكن مثله
فكن رجلًا لا يركع
أوصيك يا طفلًا
جاء في زمن
غُيب فيه صوت
الأحرار
لا يُسمع فيه
إلا لمنافق أو صاحب مكر
أو مخدع
في زمن لا مبدأ فيه
إلا بحديد أو نار
أو سجن أو منفى
لا تكن يا ولدي أبدًا
كزجاج قابل للكسر
وقل ما في صدرك بالحق
بصوت أقوى
فالجبناء كثر
ونادرًا يا ولدي أن تجد حرًّا
يصفيك الود
ويدفع عنك الغدر
فأنت في زمن المسحوقين
وحيارى
غيبوا درب الرشد
وتاهوا
فلا تفتح أبواب التيه عليك
وأنت تعلم
طريق العز
وطريق الذل
فكن حرًّا يا ولدي
فلن تبقى إلا الذكرى
مجدًا
فاختر أن ترفع شأنك
بين بشر
سكبوا ماء الوجه
وخنعوا
وتغنوا مطلع كل نهار
بنفوذ السطوة والكرسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق