27 أبريل 2012

مناجاة حرف


سعود الزدجالي
 
الشاعر سعود الزدجالي
يا أيها الحرف...
 
يسكنك الليلُ والعشقُ والحزنُ والقدرُ
وفي روابيك ينتحر العاشقون
وينتحب العادلون.. ويمدح زيدٌ وعمرو
ويفنى الزمان وأنت...  وفي شفتيك الترانيم والسحرُ؛
تأملتُّ فيك وفي وقع أنفاسك اللاهثاتِ؛
وحين يناغيك سنُّ اليراع ليرسم كلَّ معاني الربيع وخفقَ الأنوثة في مقلتيك
وتحمل أنفاسنا حين نعشق وعند رحيل المعاني إليك
فلا ثم إلاك...
في الصدر؛
في الأفق؛
        ترتلك الآي في الفجر فتمزج أنت الأغاريد
                في صدر أنثى لطفل تلقنه أنت معنى الوجود؛
ليولد حب وينكسر القيد ويبقى القدرْ
تحملتَ فينا العقوق
تحملتَ كفر القوافي التي أنت تصنعها وطنا يافعا..
أفقا..
        ومساء ينام على عتباتك حرا
ونطلق في مقلتيك وفي راحتيك
معشوقة....
وأما..
وأغنية..
قلقا..
وحباتِ مسبحة
وابتسامة َطفل..
وصالا وصدا وهجرا
وكنا إذا ما لبسنا الغنى والغرور ملأناك قيحا وسما
ونسرق منك جواهر مدح لمن سرق الخبز، ومن زرع الأرض قيدا وهما
وتبقى الحروف.. ملاذا
نهبُّ إليها إذا انتفض الخوف فينا ونعشق فيها الخلود
ليبقى الوجود غناء جميلا..

ليست هناك تعليقات: