08 يوليو 2012

صالون القراءة يضيء سجن سمائل المركزي


جلسات حوار ونقاش سياسي وفلسفي وإنساني داخل السجن

الزمان: من 11/6وحتى 27 /6/2011م
المكان: سجن سمائل المركزي
موضوعات الحوار:
- مفهوم الدولة
- الدستور: المفهوم، المنشأ، والأهمية
- الديني والمدني: نقاط الالتقاء والافتراق
- الحب: التعريف، التجربة، والخبرة
 - الإسلام السياسي: المنطلقات، والتجربة، والاحتمالات
- قراءة تحليلية للاعتقالات الأخيرة: الأسباب، التأثيرات، والاحتمالات
- الهوية والمواطنة
- شخصية الفرد العماني: قراءة تحليلية، استشرافية
المشاركون في صالون القراءة:
سماء عيسى
حمد عبدالله الخروصي
حمود سعود الراشدي
خالد صالح النوفلي
راشد سالم الراشدي
بدر ناصر الجابري
عبدالله أحمد البادي
عبدالله محمد الغيلاني
علي هلال المقبالي
عمر عبدالله الخروصي   
عمر زاهر اللحسني   
فهد خميس الخروصي
مجاهد راشد الراشدي        
محمد الفزاري
محمد راشد الراشدي   
محمود حمد الرواحي
محمود سيف الرواحي
محمود محمد الجامودي                                 
مختار الهنائي
ناصر صالح الغيلاني
يحيى عبدالله الخروصي
سعيد سلطان الهاشمي

 
شهد سجن سمائل المركزي خلال شهر يونيو الماضي إقامة فعاليات صالون القراءة نور وبصيرة التي تتواصل منذ عامين وتسعى إلى تأصيل ثقافة الحوار المتمدن في المجتمع ليكون سلوكاً إنسانياً راسخاً، من خلال تعزيز البعد المعرفي وثقافة النقد البنَّاء، وتأصيل الإبداع ذو القيمة المضافة العالية لصياغة رؤية واعية ومستنيرة.
وقد جاء إقامة هذه الفعاليات بعد قيام السلطات العمانية بإعتقال 26 مواطن ومواطنة تجمعوا يوم الأثنين الموافق 11 يونيو للمطالبة بتطبيق المادة (24) من النظام الأساسي للدولة التي تؤكد على حق المتهم في أن " يبلغ كل من يقبض عليه أو يعتـقل بأسباب القبض عليه أو اعتـقاله فوراً، ويكون له حق الاتصال بمن يرى ابلاغه بما وقع أو الاستعانة به على الوجه الذي ينظمه القانون، ويجب اعلانه على وجـه السرعة بـالتهم الموجهة إليه..." إضافة إلى المطالبة بحق المتهمين في توكيل محامين، وتمكين المحامين من التواصل مع المتهمين قبل إجراء التحقيقات كما تؤكد على ذلك البنود القانونية الواضحة.
الجلسة الأولى
مفهوم الدولة
وقد خصص صالون القراءة أولى جلساته في سجن سمائل عن "مفهوم الدولة" حيث تم التطرق في البداية إلى تطور مفهوم الدولة عبر الحقب التاريخية المختلفة، وصولاً إلى العصر الحديث حيث تشكل مفهوم جديد للدولة يقوم على فكرة "العقد الإجتماعي" الذي ينظمه دستور يؤسس للمبادئ الأساسية للدولة، ويحفظ الحقوق، ويصون الحريات، وينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، كما أنه يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث وهي: السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، حيث تعتبر هذه السلطات المستقلة عن بعضها البعض الأركان الرئيسة لبناء الدولة الحديثة إضافة إلى وجود مؤسسات المجتمع المدني التي تملأ الفراغ بين الأسرة والحكومة.
وأكد المشاركون في "صالون القراءة" أن الإصلاحات السياسية التي تمت مؤخراً في عُمان تعتبر نقلة نوعية على صعيد بناء الدولة المدنية حيث أصبحت السلطة القضائية مستقلة كما أصبح مجلسي الشورى والدولة يتمتعان بصلاحيات تشريعية ودستورية واسعة إلا أن البعض أشار إلى أن الإشكالية تبقى قائمة في وعي عدد كبير من المسؤولين في المؤسسات القضائية والتشريعية، والذين لم يطوروا مفاهيمهم السياسية لتتواكب مع استحقاقات هذه التطورات القضائية والتشريعية الجديدة، لهذا لايزالون يتعاملون بتبعية للسلطة التنفيذية بدلاً من التعامل بندية واستقلالية تستوجبها الصلاحيات الجديدة الممنوحة للمؤسسات التي يديرونها.
الجلسة الثانية
الدستور
وجاءت الجلسة الثانية لصالون القراءة بعنوان "الدستور" حيث تم في البداية مناقشة وتوضيح مفهوم الدستور وكيف نشأ وتطور وأهمية وجوده لترسيخ بناء الدولة. واستعرض البعض تجارب تاريخية لبعض الدولة في إعداد وصياغة دساتيرها، ومن بينها تجربة إعداد الدستور الأمريكي حيث انعزل مجموع من الحكماء والفقهاء الدستوريين في منزل بمدينة بنسلفانيا، وظلوا لأشهر يكتبون، ويصيغون البنود الدستورية ويتناقشون ويتحاورون حولها حتى وصلوا إلى الصيغة النهائية التي أعلنوها للجمهور للتصويت عليها.
كما تطرقت الجلسلة إلى آليات التصويت على الدستور، وكيفية إقراره واعتماده، وأكد البعض على دور السلطات القضائية والدستورية في رصد أي مخالفات للدستور، وضمان سيادته، وعدم وجود أي تعارض لبند من بنوده القوانين الجزائية والإجرائية مع نصوص ومواد الدستور، كما أكد البعض على الحامي الحقيقي للدستور هو وعي المجتمع وإيمانه بالمبادئ والحقوق الدستورية، مشيرين إلى أن الزائر للدول الديمقراطية يلاحظ أن الناس العاديين الذين يتجولون في الشوارع هم أول من يحتج في حال حدوث أي خرق لمبدأ دستوري أو أي انتهاك لحق من حقوق الإنسان مما يعني أن الضامن الحقيقي لسيادة الدستور هو الوعي الشعبي المستنير.

الجلسة الثالثة
المدني والديني
وتناول صالون القراءة في يومه الثالث "الفرق بين الديني والمدني" حيث أثار هذا الموضوع جدل كبير ونقاش عاصف بين المشاركين، حيث أشار البعض بأن العدالة لايمكن أن تتحقق إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية مستشهدين بالأمثلة التاريخية، في حين اعترض البعض على ذلك لأن العدالة مبدأ إنساني، وأن بناء الدولة وشؤون إدارتها هو شأن مدني يتطور بتطور الخبرة البشرية، وأنه لاتوجد وصفات جاهزة في الإسلام للحكم والإدارة، وهذا ما يؤكده التاريخ الإسلامي الذي سادته الحروب والمنازعات على السلطة بإسم "تطبيق الشريعة".
وبعد نقاشات مستفيضة وجدل فكري واسع استعرضت فيه الحجج والأمثلة التاريخية والمعاصرة مال المشاركون إلى الإجماع على أن مسألة الإدارة والحكم هو شأن مدني وبالتالي ضرورة إيلاء القيم والمبادئ الإنسانية والحقوقية الإهتمام الأكبر، فالأهم هو سيادة العدالة وضمان مبادئ الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية بعيداً عن التنظيرات الفقهية والتفاسير الدينية التراثية.
الجلسة الرابعة
الحب
كما كان للحب في صالون القراءة نصيب كبير، حيث خصصت جلسة للحديث عن "الحب" كتوق، وشوق، وهاجس إنساني كبير، حيث بدأ كل مشارك بالحديث عما يعنيه له الحب من تجربته وخبرته الذاتية، وعندها انداحت مشاعر المشاركين في تباريح الأشواق والجوى والحنين، وأخضوضرت أوراق، وتفتحت زهور وورود، وتدفقت ينابيع، وغردت عصافير وبلابل..إلخ، وكان المشاركون يتنقلون مع كل عاشق ومحب من بستان حبٍ إلى آخر.
وبعد أن هدأت القرائح، تحدث المشاركون عن تأثيرات الحب في نفوسهم، والتغييرات والتحولات التي أحدثها في شخصياتهم. وتساءل البعض: كيف يمكن فهم الحب وأسراره الغامضة؟ وأشار البعض إلى أن الحب حالة وجدانية، وخبرة وجودية تقع خارج نطاق العقل المحكوم بالخبرة العملية المحدودة، بينما الحب أشبه بطوفان يجتاح النفس على حين غفلة من العقل، ولايملك هذا الأخير دفعاً أو مقاومة له سوى السباحة مع تياراته وتجاذباته!
الجلسة الخامسة
الإسلام السياسي
وخصص صالون القراءة جلسة بعنوان "الإسلام السياسي" حيث طرحت تساؤلات عن أسباب صعود حركات الإسلام السياسي، وما إذا كانت شعبيتها نتيجة لتطور طبيعي أم أنها نتيجة لفشل المشاريع القومية والليبرالية؟ وسلط البعض الضوء على تجربة الإخوان المسلمين منذ النشأة التاريخية وصراعهم الطويل مع السلطة ومشروعهم السياسي الذي ينادون به، مشيرين إلى أنهم يتعرضون للنقد والتشويه بدون إعطاءهم الفرصة للإختبار، في حين اعترض البعض معتبرين أن الإخوان تم اعطاءهم الفرصة، ولكن التخوف هو ما إذا كان الإخوان سيعطون فرصة للآخرين أم أنهم سيستأثرون بالسلطة ويمارسون الإستبداد بالرأي، وأشار البعض إلى أن الإخوان المسلمين كانوا يكتسبون شعبيتهم من الظلم والإقصاء الذي تعرضوا له، ولكن الآن بعد اعطائهم الفرصة لم يعد لديهم عذر، وبالتالي فهم الآن أمام اختبار حقيقي، والتجربة هي التي ستحكم بوضوح على مشروعهم.
الجلسة السادسة
حملة الإعتقالات
وسعياً إلى فهم حملة الإعتقالات الواسعة التي تم تنفيذها مؤخراً، وتحليل أسبابها ونتائجها، خصص صالون القراءة جلسة قراءة بعنوان: "قراءة تحليلة لما يحدث: هنا والآن" حيث تم التأكيد في بداية الجلسة على أنه من يكون داخل الغابة لايتسطيع أن يرى سوى بعض الأشجار من حوله ولكنه لا يستطيع أن يرى الغابة كاملة، أما من يبقى خارج الغابة فيستطيع أن يراها كاملة ولكنه يفتقد الإحساس والخبرة بالحياة داخل الغابة ومعرفتها بشكل حقيقي، وهذا ما ينطبق على المثقف إذ بمقدار ما يجب عليه أن يتفاعل ويندمج مع القضايا والأحداث في وطنه، بمقدار ما ينبغي عليه أن يبتعد مسافة عنها بين الحين والآخر لكي يستطيع أن يراها بوضوح، ويقرأها برؤية أوسع، ويعيد تقييم دوره، والتعبير عن موقفه بفهم جدلي متطور للحراك الإجتماعي والسياسي في مجتمعه.
وأجمع المشاركون في الجلسة بأن الإعتصامات التي بدأت في 26 فبراير 2011م لم تكن حدثاً سياسياً عابراً، بل هي إعلان عن تحول تاريخي كبير انتقلت البلاد بسببه من مرحلة إلى مرحلة سياسية جديدة، مشيرين إلى أن الإعتصامات كسرت حاجز الخوف، وأتاحت للإنسان العماني أن يعبر عن رأيه وموقفه ومطالبه الإقتصادية والسياسية بشكل واضح وعلني، كما أن الشعب العماني اكتسب وعياً بذاته الجمعية كإرادة قادرة على التغيير.
وأبدى البعض قلقه من أن تكون حملة الإعتقالات هذه محاولة لإعادة حالة السكون والخوف التي كانت سائدة قبل 26 فبراير 2011، إلا أن البعض أكد استحالة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وأن ما يحدث الآن هو إحدى لحظات الصراع والتدافع والتصادم بين قوى اجتماعية جديدة تعبر عن حيوية سياسية متصاعدة، وبين مسؤولين في السلطة يريدون إبطاء هذا الحراك أو إيقافه، ولكن الحراك السياسي الذي تعيشه المنطقة العربية نحو الديمقراطية، والبناء الدستوري والتشريعي، وتعزيز حقوق الإنسان..إلخ، سيكون له تأثيره الكبير، كما أن هذا الحراك السياسي الجديد هو نتيجة حتمية لثورة الإتصالات والمعلومات التي جعلت العالم متشابك ومتداخل اقتصادياً ومعرفياً مما سمح بإنتشار ثقافة حقوق الإنسان، وقيم الديمقراطية والتعددية، والتي عبرت عن نفسها بوضوح عبر ثورات الربيع العربي، وهذا المسار الديمقراطي سيظل متواصلاً ومؤثراً، وبالتالي فإن هذه المحاولات لإيقاف هذا الحراك قد تحدث بعض الإرتدادات، ولكن تيارات الوعي الجديد سرعان ما ستواصل تدفقها وتقدمها نحو الأمام.
الجلسة السابعة
الهوية والمواطنة
ولتعزيز قيم المواطنة خصص صالون القراءة جلسة بعنوان " الهوية والمواطنة" بدأت بقيام كل مشارك في الصالون بشرح مفهومه الخاص عن المواطنة، حيث تعددت التعريفات والمفاهيم، وبعد نقاشات متعددة تبلور فهم أوضح للمواطنة بإعتبارها القيم والحقوق والواجبات التي يستلزمها انتماء المرء إلى وطن ما، واعتباره مواطناً في دولة ما، كإحترام حقوق الآخرين الشركاء في المواطنة، والسعي إلى حماية الحقوق العامة.
وأجمع المشاركون في النقاش أن المواطنة مفهوم حديث، وهو يتناقض ويتعارض مع المفاهيم التقليدية كالعشائرية، والقبلية، والإنتماءات المذهبية والطائفية، وبالتالي فإن مفهوم المواطنة غير واضح في مجتمعنا العماني بسبب الحضور الطاغي للمفاهيم التقليدية في الوعي، والتي تتناقض مع المفاهيم الحديثة القائمة على قيم المدنية، ومبدأ الأخوة في المواطنة، مؤكدين أن وضوح مفهوم المواطنة في الأذهان، وترسيخ قيم المواطنة وعلوها على غيرها من القيم التقليدية هو الضمانة الحقيقية لبناء الإستقرار الوطني.
وأشار البعض إلى أن الهوية دائماً ما ينظر لها في مجتمعاتنا العربية بإعتبارها شيء موجود في الماضي يرثه الفرد والمجتمع ولا حول له أو قوة في تغييره، بينما المجتمعات المعاصرة تنظر للهوية على أنها إبداع متجدد ومنفتح بإستمرار على المستقبل، فالفرد حر في إبداع هويته كما يريد، كذلك المجتمعات حرة في إبداع هوياتها كما تشاء، وهو ما يفتح أفق التفكير لإبداع مفاهيم جديد للهوية والمواطنة، والإنعتاق من أسر المفاهيم التقليدية الموروثة.
الجلسة الثامنة
شخصية الفرد العماني: قراءة تحليلية استشرافية
كما نظم صالون القراءة جلسة نقاش وحوار مفتوح بعنوان:" شخصية الفرد العماني: قراءة تحليلية، استشرافية"، وقد بدأت الجلسة بقيام كل مشارك بإعطاء انطباعاته عن أبرز السمات والملامح التي تميز الشخصية العمانية، حيث أجمعت معظم الآراء على أن شخصية الفرد العماني يغلب عليها التردد، وضعف الثقة في الذات، والإنزواء، والريبة والشك في الآخر. كما أنها تميل إلى التكتم وعدم البوح بأفكارها أو التعبير عن عواطفها بوضوح، وهي كثيراً ما تشعر بأنها أقل من الآخرين في البلدان المجاورة. وأكد البعض بأن الفرد العماني لديه إمكانات وقدرات عالية ومواهب متعددة ولكنها لم تستثمر بعد، ولم تجد العناية الكافية.
وبعدها انتقل المشاركون في الحلقة النقاشية إلى محو آخر وهو: العوامل التي أثرت في الشخصية العمانية وجعلتها تتراجع عن دورها الريادي البارز على مستوى المنطقة طوال ال 400 سنة الأخيرة، بدءً من ناصر بن مرشد الذي هو أول قائد عربي يخوض حرب تحرير من الإستعمار الغربي. 
وقدم كل مشارك وجهة نظره وتحليله لأسباب تراجع حضور الشخصية العمانية وغياب دورها وتأثيرها الفاعل داخلياً وخارجياً، ومما أجمع عليه المشاركون هو غياب الوعي التاريخي المتصل، فقد تغربت الشخصية العمانية عن ذاتها عندما اغتربت عن أحداث وشخصيات وطنية لعبت دور سياسي وإبداعي وعلمي وثقافي كبير، وبالتالي ضرورة تنمية الوعي التاريخي ليشعر الفرد العماني بوعي تاريخي متصل وحاضر وراسخ في الوجدان.
وتساءل البعض: هل الفرد العماني لديه وعي موحد بتاريخ وطني واحد أم أن هذا الوعي التاريخي محدود ومحصور بحسب المنطقة الجغرافية التي ولد وتربى فيها؟ ورأى البعض أنه بالفعل أنه لايوجد وعي واضح بتاريخ وطني واحد، بل هنالك تواريخ متعددة ومتفرقة لدى كل عماني حسب المنطقة التي ينتمي إليها، وبالتالي ضرورة بناء وعي موحد بتاريخ وطني واحد يستحضر أهم الأحداث والشخصيات الوطنية، دون اغفال لأي مرحلة تاريخية لأسباب ودواعي سياسية.
كما تساءل البعض: أيهما أكثر تأثيراً على شخصية الفرد العماني؛ السلطة السياسية أم السلطة الإجتماعية؟ وأجمعت معظم الآراء على أن السلطة الإجتماعية هي أشد وطأة وثقلاً وتكبيلاً لحراك الشخصية العمانية، فهي شخصية مستلبة، في الغالب، للعادات والتقاليد، وكثيرة الإهتمام بآراء الآخرين، ولهذا أكد البعض بأن شخصية الفرد العماني لايمكن أن تسترد وعيها وحضورها ودورها الفاعل في الحاضر إلا بتفكيك السلطات الإجتماعية، وبناء وعي حر يعلي من شأن القيم والمبادئ على العادات والتقاليد.
وأنتقل المشاركون في ختام الحلقة النقاشية إلى محور آخر وهو: "أفق المستقبل أو ما الذي ينبغي عمله لكي تنطلق شخصية الفرد العماني بحضور فاعل ومؤثر في مجالها الداخلي ومحيطها الخارجي" حيث قدم كل مشارك آراءه، وأفكاره، ومقترحاته لإعادة بناء شخصية الفرد العماني، ومما أجمع عليه المشاركون هو ضرورة المعرفة سواء من خلال التعليم أو من خلال الجهود الفردية والمجتمعية لترسيخ قيمة القراءة والإطلاع والتشجيع عليها، كما أشار البعض إلى أهمية الحوارات والنقاشات المفتوحة التي تعود الأفراد على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بشكل واضح، وتعزز قيم الحوار، واحترام الآخر، والقبول بالفكر والرأي المختلف.
وأشار البعض إلى ضرورة الإنتقال من ثقافة الأجوبة إلى ثقافة الأسئلة، فالثقافة الاجتماعية السائدة تدَّعي أنها تملك إجابة لكل سؤال، مما جعل شخصية الفرد تركن للإجابات الجاهزة سواء لدى الآخرين أو في الكتب، ولا تكلف نفسها جهد طرح الأسئلة، والبحث، والتفكير لإيجاد أجوبة جديدة، وهو ما يعطل التفكير النقدي، والحس التحليلي، في حين أن الثقافة الحديثة تتعتبر أن السؤال أهم من الإجابة، ولهذا ينبغي طرح الأسئلة باستمرار، وإيجاد أجوبة خاصة تلبي حاجة الذات الباحثة عن المعرفة، وتتسق مع طبيعة المرحلة الزمنية المعاشة واحتياجاتها وضروراتها بدلاً من اجترار اجابات القدماء الذين عاشوا في ظروف تختلف كلياً عن الظروف التي نعيشها هنا والآن.

ليست هناك تعليقات: