الاثنين، يناير 31، 2011
عمّار المعمري
لا أعلم إن كان قد فات على حكومة العمانية توزيع قرنين لكل مواطن؛ حتى يؤكدوا للعالم أنها تتعامل مع قطيع من التيوس والنعاج, هل إلى هذه الدرجة تعتقد الحكومة أن المواطن غبي؟ وهل إلى تلك الدرجة لا يفهم ويعي جيداً سبب ظهور ذلك البيان حول خلية التجسس فجأة بعد أن تم تجميد إصداره إن لم يكن إلغاء أمر نشره بأوامر عليا لا نعرف من أي طابق أتت؟ خاصة إذا ما علمنا والعهدة على العصفورة التي أخبرتني أن الأحكام صدرت في حق المتهمين بخلية التجسس منذ وقت قصير وبالطبع لم تحوي أحاكم بالإعدام وأنهم يقضون عقوبة خيانتهم لوطنهم في سجن داخل جهاز الأمن الداخلي يدعى بالسجن الأسود بمسقط, هل أقول لكم المزيد أم ألتزم الصمت؟ هل سيحاكمون مرة أخرى مثلما أشار البيان؟ هل تريدون معرفة من كان يرأس اللجنة التي أصدرت الأحاكم حتى تعرفوا كيف أنكم كنتم خارج حساباته وحسابات من جعلهم أيدي يمنى له؟ شخصياً لست أقيم وزناً للسواعد اليمنى فحتى باليد اليمنى تمسح المؤخرات إلا أن الجميل والمحزن في نفس الوقت من كل ذلك أنكم الآن فقط لستم خارج حساباتهم بل أصبحتم ذلك المرض والورم السرطاني المخيف الذي قد ينهش جسدهم في أي لحظة والظريف أنها حتى الآن ومن فترة بسيطة تستعين بالمتزلفين كتاجر حرية التعبير عن الرأي موسى الفرعي ومن على شاكلته هو تاجر ليس إلا والشواهد كثيرة حول هذا الموضوع إلى جانب موضوع إستعانة الأجهزة الأمنية له في إجهاض مواضيع الفساد ومناشدات التظاهر وتسيير المسيرات والمطالب الشعبية والتعبير عن السخط العام وفي هذا تفاصيل كثيرة لن أوسخ أعينكم هنا وأكتفي أن أستشهد بما قاله المتنبي:
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهمُ ... إلا وفي يده من نتنها عود
أتسائل معكم ببراءة هنا لماذا تواجد السلطان في صحار؟ ولماذا عاد بعد نشر الخبر بسرعة؟ ولماذا تضمن الخبر تحديداً للدولة والجهة التنفيذية التي قامت بالتجسس؟ قد لا يكون المزاج رائقاً كفاية في ذلك اليوم الذي فيه أمر بنشر الخبر, وربما هناك من كدره من أبناء الجالية العمانية الإنفصالية المتمشيخة على ولاية أبوظبي, المكابرين على ما أقترفوه, وعلى هويتهم الأصلية, وعلى التاريخ, بالطبع كل هذه الأشياء هي كنزة تدفئني قليلاً من برد فصل عمان الوحيد فصل "يجب أن لا تعرف يامواطن" نسجتها لي بنات أفكاري وتساؤلات بريئة كالطفل الذي يسأل أمه وأباه كيف أتيت.
هل علينا مزج خناعاتنا بقناعاتنا بعد أن نسمع خبر إعلان إلقاء القبض على خلية التجسس من وكالة أنبائكم ونلتف في هذا الوقت حول قيادتنا الرشيدة ورجالها المصطفين من عند الله كما تدعي؟ هل علينا ذلك حقاً؟ وهل علينا أن نصمت بفرح ونصفق لحكومتنا وما فعلته من إنجاز كبير هي لا تستحقه؟ الجميع يعلم أن إيران هي من قام بكشف الخلية كعربون صداقة في لعبة ديبلوماسية سياسية المواطن لا يملك فيها سوى الصفر. إذاً لما كل هذا الكذب؟ خاصة وإننا أمام جو عربي محتقن يغلي كاشفاً ما تحت كريمات الأساس وألوان المكياج التي تخفي ما فعله المشيب وعوامل التعرية نتيجة الفساد ومؤكداً في نفس الوقت إلى عدم صحة نظرية إنقراض زمن الثورات وإنتهائها.
يجب على الحكومة الآن أن تعترف بخطئها لشرعيتها الذي هو بالتأكيد المواطن العماني فقط لا غير ولا شريك له ولا يوجد غيره, عليها أن تعترف بتقصيرها وأنها لم تكترث للخطر القادم من الخارج, وبأنها أشغلت أجهزتها الأمنية في الركض وراء أوهامها وما تعتبره خطراً داخلياً أو أخطاراً داخلية للانكتفي فقط بالخطر الخارجي لنجد من يخون هذه البلاد من الداخل لصالح الخارج, سنوات طويلة وهذه الخلية تعمل وتنخل لتنقل, ألم تعتقدوا بوجود الخطر الإماراتي؟ تلك الدولة التي تعلم جيداً أن هدمها وفنائها بيد جارتها عمان, وأنها لن يكون لها قامة إذا ما قام المارد العماني بقيادة واعية بمصلحة البلاد ومواطنيها, إلى جانب مشكلة الهوية والمرجعية وإرث زائد الذي جعل من عمان وصي لم يحسم أمره بعد والكثير الكثير من الأشياء على حساب كرامتنا لنصمت ونقول حكمة قائد مظفر ونصدق لنصفق ويردد البعض في قرارات أنفسهم: ذاته مصونة. وكأن من شدة تطبيق ما حوى النظام الأساسي للدولة بتنا نصرخ: خففوا من حقوقنا إقمعونا قليلاً لنشعر بما يشعر به مواطني دول الورع البارد. في عمان هناك شيئان اسمهما لا يعكس معناهما هما كلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس والجبل الأخضر بالداخلية. إذا كانت الدولة لا تحترم دستورها على الأقل بشكل نسبي كبير فيعني هذا عدم إحترام مواطنيها فمن الطبيعي أن نفوسنا وقراراتها لا تحترم من يجب عليها أولاً إحترام الدستور فإذا كان هناك إحتراماً من قبل المواطنين فهو بالتأكيد نتيجة خيال أو خوف وسأتطرق لهذه النقطة لاحقاً.
مما تقدم, أعتقد أنه حان الوقت لتقديم المسؤولين إستقالتهم على ذلك التقصير أو محاسبتهم وعلى رأسهم بالتأكيد علي بن ماجد المعمري هو وباقي رؤساء الأجهزة الأمنية لتقصيرهم الجالع في خدمة وحماية هذا الوطن وأمنه وإستقراره, وتعريضهم البلاد لتهديد خارجي سرح ومرح فترة طويلة داخل البلاد دون أن تشعر به الأجهزة الأمنية فهي مشغولة بالأهم باحثة عن خطر وهمي هنا وحبكة أمنية مفبركة تخيف الناس هناك وفلان كتب وعلان نشر وزيد قال وعبيد يفكر وتقول إنجاز وواجب قمنا به وخطر أزيح بشق الأنفس وإستبسال وطنطنة وياليل يا جامع على الحب قلبين وريس بوش وتفريق أخ عن أخيه ومشيخة وقبيلة والبلاد على خير ما يرام. كيف بالله عليكم بلاد تملك 3 أجهزة أمنية إستخباراتية عدد منتسبيها أكثر من عدد منتسبي القوات المسلحة ولا تعلم عن خلية تجسسية تمارس عمليات في البلاد منذ عقدين تقريباً؟ أتعلمون؟؟!! بعد أن تم كشف خلية التجسس بشكل "لا رسمي" أقام علي بن ماجد إجتماعاً بقادة المكتب وبعض ضباطه وخطب بهم مهدداً وواعداً بالويل والثبور وهرسه كهرس البذور إذا ما تم الكشف عن أي شخص من منتسبي المكتب السلطاني متورط بتلك الخلية, يا ترى بماذا تنبئكم نفوسكم بعد أن علمتم ما قام به؟ بالتأكيد إلى التقصير الداخلية والخارجي وعدم إهتمامه بإحتمالات الأخطار الأمنية ليس فقط على السلطنة بل حتى من داخل المكتب السلطاني هو يحاول اللعب في الوقت بدل الضائع صحيح أن هناك من ينتصر ويفوز في الوقت بدل الضائع ولكننا في النهاية نصفق للعب الإحترافي والإبداعي والجميل وتخالجنا مشاعر الرضى فمثل ما قال البردوني في مشهورته:
وأقبح النصر نصر الأقوياء بلا فهم .. سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علمٌ يطمئن إلى ... أنصاف ناس طغوا بالعلم واكتسبوا
بالتأكيد هذه تعتبر فضيحة أمنية أخرى من فضائح هذا النظام المتصنم والمتأله على مواطنيه والذي لا يكترث سوى بالكذب على الناس فتونس ليست بعيده عنا فذلك النظام من حيث الخطاب الرسمي هو الأقرب لكم وتلك الأرقام والنتائج والإحصائات خلال شهر بخرت كذبة صدقها مخترعها, كان يسلي نفسه ويمليها ويسلي من تحته حتى صدقوها هم أيضاً وبقدرة قادر أصبحت كذبة هو نفسه كذبها ومن كان يرددها كذبها ومن كان يطبل على إثرها كذبها ومن صدقها أيضاً على مضض كذبها أنموت لتنشدون كبريائكم ونفقد كرامتنا؟
صدقاً يا إخوان من المحزن جداً أن نعرف مآسينا وأن نتأملها إلى حد الألم مقرين بوجود المستعمر السري أصنام عمان, ونقول لأنفسنا "بعد غدٍ تعود لابد أن تعود" حقيقة لا أعلم لماذا السيّاب يعتقد بأننا سنستفيق لتملئ روحنا نشوة البكاء بالتأكيد هو الآخر طليعي خائن فحتى البكاء والشكوى حرام فلا نهاية لذلك ولا إعتراف وندخل في عملية تنظيرية تبريرية نخدع فيها أنفسنا وغيرنا, فتلك المشكلة المتجسد في رجال متصنمين ورجال يدعون التصنم وشباب يسجدون ومنهم يبحثون عن بقعة سارحة لم يسبقهم إليها أحد بين ظلال الأصنام الكثيرة ومن المحزن أيضاً -ولا أستحي أبداً أن أقولها- أن الكثير من أبناء هذا الوطن يعرف أن عُمان ماهي إلى إمتداد لفناء قصر السلطان ليخنع المواطن أو يسكت وربما يتسلق ويتملق وقد يتصرف على أساسها بنوع من الحتمية والحدية, أعلم أنه وصف مجحف ولكن في نفس الوقت لا تنقصه الحقيقة فكروا فيها قليلاً ... فناء كبير مزرعة لا وطن وبروج عاجية ومجموعة من الأصنام بجوارها الكهنة والساجدين وويل للكافرين وصدق من قال : مأساتنا عشق الطغاة كأننا لم ننسى بعد عبادة الأصنام.
قد يصمت الإنسان عن قول الحقيقة مدغدغاً صدره بالكثير من السخط المكتوم وقد يغرف من بحر الخيال ما يكفيه قوت كرامة يومية يبحث فيها عن ذاته لا يعلم كيف يجاريها وسط أكوام النذالة الحكومية العمانية الصنمية القاتله لكرامة المواطن وحقوقه, ولكن إلى متى؟ هل تصدقون لو أخبرتكم أنه وبرغم كل تلك التغيرات في العالم وفي الثقافة والعلم والتطور وكل شيء يحدث لا زالت حتى يومنا هذه الكتابة في الإنترنت والتعبير عن الرأي بحرية هو قيد أمني في عمان؟ الحق أصبح قيداً أمني صدق أو لا تصدق!, هل تتتخيلون وتصدقون هذا؟ إذاً من الطبيعي أن نجد خلية تجسس لصالح الإمارات تعمل منذ سنوات فهم لاهون بأوهامهم ومخاوف من يسقطهم بسلاح حق, لكن بصراحة لا أخفيكم سعدت عندما علمت وتأكدت من هذه المعلومة بنفسي من خلال موقف من المواقف, فسعادتي وتفاؤلي نابع من هذا التطور الكبير في عقليات أصنام عمان, فبعد أن كان قيد قانوني وأمني أصبح أمني فقط وسننتظر 20 سنة أخرى ليكون مجرد ملاحظة تدون في قاعدة بيانات جهاز الأمن الداخلي و20 بعدها ليكون حق دستوري إنساني لانقاش ولا جدال فيه وهيس يا مواطن لا تملك من معنى المواطنة شيء,هذا هو الحال في حق بسيط جداً فما بالكم بحق العدالة الإجتماعية وتوزيع الثروة وتولي المناصب العامة. هو هكذا دائماً خوف السلطة الفاقدة لشرعيتها من الكلام وحتى التي لا تعترف بخطأها وفسادها الفاجة ريحتها أيضاً تخاف من الحقيقة التي لا تريد للشعب أن يسمعها ويقرأها ويعرفها بحرية فهاؤلاء الرجل المتصنمين تحت جناح السلطة هم بلا شك نتيجة خيال, قوتهم تأتي من الآخرين الذين هم أنتم فأنتم فعلياً أقوى منهم بدنياً فمنكم الغالبية أو لنقل كلكم رضختم لإرادة تلك الأصنام ووظفتم قوتكم لإطاعتهم وقسم آخر من الناس صمت عندما شاهدكم ترضخون لهم وهلم جرا فلذلك تقوم تلك السلطة الفاسدة بمقاومة من يقوم بالتعبير عن رأيه ومن يتحدث بحرية ويفضحه فسادهم كونه يهدم هذا الوهم والخيال وهم السلطة عبر ما يؤديه تعبيره بأي طريقة كانت من تشكيل وتغيير للوعي الجمعي وتغيير في مفاهيم الناس وهذا الذي حدث في تونس ويحدث الآن في مصر فلو قال مثلاً كل رجال الشرطة في عُمان بأن المفتش العام للشرطة والجمارك من صباح اليوم الفلاني ما هو إلا فراش لدى الملازم صنقور لسبب من الأسباب مهماً كان –مع إحترامي لفراريش الشرطة وصناقرها- فسيكون بالتأكيد فراش لدى صنقور بالطبع إذا أعملوا ذلك بدنياً عبر عدم إطاعة أوامره ولهذا نجد أن التعبير عن الرأي قيد أمني بسبب خوف السلطة من زوال هذا الخيال وتغيّره, فلا أنذهل لو عرفت أنه تم إكتشاف خلية تجسس تعمل منذ سنوات فخلية التجسس ليست هاجس يخيف الأصنام تهدد وجودهم وعدم خنوع الناس لهم فلا أستغرب لو ظهرت عشرات من الخلايا, الأصنام من وزراء عمان ومسؤوليها ليسوا أذكياء إلى تلك الدرجة حتى يفكروا بهذه الطريقة ولكن نشاطهم بقمع كل متحدث كأثيم أثوم هو عمل فطري نتيجة الخوف لا أكثر فيأتيك مثلاً أحد المتصنمين –هكذا من لامكان أو زمان- ليقرأ فرقانه في حضرة كتّاب وحيه وأبنائه وجماعته والساجدين تحت ظله طوعاً أو جبراً من أبناء قرية حفتون المحتلة من المستعمر المحلي وباقي أرجاء المعمورة, بالتأكيد قد نفض "مدواخة" من غليون الشميلية الشناصي تم إعادة إستيراده له من إحدى إمارات ساحل عُمان كان لابد أن يدخنه بعد أن أوجع رأسه وأضاق صدره كلام ورأي أحد الكافرين به قائلاً وهو يرفع هاتفه النقال التي تحوي صورة ذلك الكافر به وبأصنامه: نحن نبني وهذا يهدم. أو هكذا قال ويعني من عبارات التخوين وعدم الولاء ترديداً, فالعبارات التي قالها لم تك من الوحي المقدس فأمر كتّابه أن لا تدون حتى لا تختلط بوحيه ويعرف من يعرف ممن سجد له ليكفر هو الآخر أو يشجب وربما يستنكر أو حتى يمتعض في قرارات نفسه ويعتصر ثم يصمت بل يخرس ويأكل تبن -أعتقد أنها أبلغ-. شخصياً أنا أسعد وأبتهج لو حصل لي هذا الموقف ويشعرني بالبهجة لإعتبارات كثيرة أهمها أن صوت من كفر قد وصل وبدأ يزعجه ربما إلى حد ما ولا أقول أنه أخافه لكن أقول أن الحقيقة مرة وبالتالي لابد على الصنم أن يحذّر ويزمجر وربما يهدر ويقول ما قال من عبارات التخوين وعدم الولاء وكأن التاريخ قد نسي كيف أن أباه وغيره الكثير من الغيورين على الوطن مثلما عرفنا وأخبرونا والعهدة على الراوي وبصراحة هذا الراوي مجحف وإنتقائي لم يخبرني أن جدي سجنه سعيد بن تيمور ذات يوم ولماذا سجنه حتى أفخر بذلك قد يكون الراوي نسي هو الآخر مثلما نسى التاريخ بأنهم قدّموا مصلحة الوطن واختاروا عمان ورموا وراء ظهورهم ولاء سلطان ذاك الزمان ليكون ما أراده سلطان هذا الزمان, فهل يمكن أن نقول عنهم الآن أنهم خونة خانوا سلطانهم آن ذاك؟ فالنعترف هناك مشكلة في وضع المفاهيم وتحديدها, أترغبون مشاهدة حركة الديمنو تدهسكم مثلما تندهس باقي الإنظمة الآن بنعال شعوبها بعد أن خلقت ذلك الخيال الزائل والزائف؟ أعتقد أن عليك أن تستقيل يا أبا غانم أنت وباقي من معك فالدرب تسعك بمن معك مع إني متأكد أن هذا الدرب لا تعرفه ناقتك ولا بعيرك ولا يعرفه أي وزير عماني آخر فلو كنتم تعرفونه لما تركتوه أجرداً ولرصف وزفت وسفلت ولشبعنا منيه منكم بأنه من منجزات النفضة المفبركة.
لن أطيل لأعيد وأزيد ما قلته سابقاً في هذه الحكومة الفاسدة ولكن هو قول لمقادر بلغت وأحداث استجدت أو لأكون دقيقاً أحداث لم تتغير لتغير شيء مما عرفناه عن هذه الحكومة المتمصلحة الفاسدة حكومة اللصوص حكومة سلطنة أصمت تنهب هكذا هم يريدونها فلا عجب أن نرى ما يريدون أو ما خلقوه مجسداً في النشرات والمؤشرات والكتب والدوريات التي تصدرها مراكز الدراسات الإستراتيجية حول العالم عن السلطنة وأتحدث هنا بالطبع عن التي لا يسمح لعيني الموطن مشاهدتها حيث أن تلك المراكز أجمعت على وصف المجتمع العماني وعلاقته بخارطتها السياسية بأنها مجموعة من القنوات الرسمية والغير الرسمية والإيقونات الشخصية المتنفذة من جماعات المصالح في مجتمع مفتت تنظيمياً وتلك القنوات هي الوسيط بين المجتمع والنظام السياسي وكأننا لازلنا في زمن العشائرة والقبيلة وبندقية بوفتيلة وبشت شيخ القبيلة لكن بنسخة مطورة قليلاً حتى نثبت تلك الخصوصية التي حتى الهواء افي بلادنا لمستنشق ختم بها.
أخيراً ... أهديك هذه القصيدة لماجد المجالي التي بالتأكيد ستزيح بعض من الإنزعاج على هامش الصورة الباكية على كرامة عُمان المفقودة والذي سيصلني من عُمان إلى عمّان بسبب غضب إجتماعي عائلي نتيجة ما كتبته هنا ونشرته قد تحركه أنت أو أحد عبيدك فإذا أحببت أن تُري عبّادك وسجّادك صورتي من خلال هاتفك مرة أخرى أتمنى أن تكون تلك التي أخذت في لحظة أعزف فيها بآلة التشيلو لحن الكفر بك وترانيم مواطن عُماني يحاول أن يعيش حراً لا ذليلاً مثلما أذللت أهله وشعبه حتى تكتمل الصورة لعشّاقك فاعلم أن الأرض باتت ترفضك.
تلظت عبرتي ودم اغترابي
فألقيت السلام على ترابي
وسرت مضيعاً ما بين نفسي
بها يشكوا اغترابي لقترابي
انا أهواك يا وطن المآسي
فمع من كان يا وطني احترابي
عذابٌ غصة ودم جريحٌ
يمز دماً ويمعن في التهابي
وكنت أريده شعراً مصفى
وهم سجنوا عِذابي في عَذابي
أنا يا ليل ملتحف سمائي
ومفترش مع البلوى ترابي
فما قُطرية لمحت فؤادي
أن الوجع الخليلي المؤابي
أنا أبن اللد وأبن القدس قسراً
ولست أقيم وزناً للذبابِ
بلادي زجها بالديْن لص
وسلمها المتاجر للمرابي
ومزق ليلها قلبي وروحي
وأحرق شيب باطلها شبابي
سرابات الديار قتلن روحي
سرابُ في سراباً في سرابِ
فما عمري بأرضاً لا تراني
بها يشكوا إغترابي لغترابي
وذي داري أنا منها وفيها
ويكشف حالها سر اكتئابي
وذا وطني غدى كأرق أنثى
تفر من اغتصاباً لاعتصابي
بلادي لا أخاف بها عقابا
لأن حياتها اقسى عذابي